تصوير بشير زمري عثر أفراد الفرق المتنقلة للهلال الأحمر الجزائري والحماية المدنية صباح السبت في حدود الساعة الحادية عشر صباحا على رضيع في الشهر الثالث من عمره على قيد الحياة بمجرى وادي بلدية العطف بغرداية، وهو من منكوبي فيضان عيد الفطر الذي اجتاح المنطقة وخلف ما لايقل عن 38 قتيلا في حصيلة مرشحة للارتفاع. * وقالت مصادر طبية ل"الشروق اليومي"، إن أفراد التدخل والإسعاف التابعين للهلال الأحمر الجزائري وأعوان الحماية المدنية المجندين في إطار عمليات الإغاثة، انتشلوا رضيعا من جنس ذكر، يبلغ من العمر 3 أشهر فقط كان ممددا على لوح خشبي جرفته الوديان الى غاية مجرى واد العطف. وترجح التحريات الأولية أن السيول جرفته من مدينة ضاية بن ضحوة الى هذا المجرى على بعد 16 كم، وكان الرضيع يحتفظ بملابسه وتم تحويله الى العيادة القريبة حيث أكد الطبيب المداوم أنه يتمتع بصحة جيدة ولا يعاني من أي مشاكل صحية. * وعلمنا أن عائلة من المنطقة تكفلت به مؤقتا في انتظار تحديد هويته، حيث قامت مصالح الأمن بإرسال بياناته الى الجهات المختصة وأذاعت إذاعة غرداية المحلية نداءات في نشراتها الموجزة للتعرف عليه. * وتفيد المعطيات الأولية، أنه يرجح أن تكون عائلة الرضيع قد قامت بوضعه على اللوح الخشبي لإنقاذه من الأمواج في ظل عجز الصبي عن السباحة، كما فعل كثيرون حيث خصص متطوعون جذوع الأشجار وعجلات الشاحنات لإنقاذ المسنين والنساء والأطفال مع وضع حبال غليظة للأطفال بينما رجح عون في الحماية المدنية أن يكون اللوح الخشبي جزء من سرير الصبي الذي كان نائما ساعة الفيضان ويكون الفيضان قد أدى الى تخريب السرير، لكن معجزة هذا الملاك تكمن في بقائه حيا لمدة تجاوزت 80 ساعة وتمكن بقدرة إلهية من تجاوز قوة السيول التي أدت الى هلاك العباد والمواشي واقتلعت الأشجار والأعمدة الكهربائية من الحجم الكبير بينما نجا الرضيع بأعجوبة، وهو لم يتناول الحليب وسط مياه باردة جدا وأوحال وأيضا جثث، وعلق أحد المواطنين على ذلك بالقول "معجزة موسى عليه السلام تتكرر في غرداية". * وما إن انتشر الخبر، حتى تهاطلت طلبات المواطنين للتكفل ب"الرضيع المعجزة" في انتظار تحديد هويته وإيجاد عائلته.