تحت شعار "بني مزغنة" قدّم الفنان بن عبد الرحمان فاروق إبداعاته التشكيلية في معرض فني برواق "عسلة حسين" بالعاصمة. والمعرض الذي تنظمه مؤسسة فنون وثقافة يستمر إلى غاية 18 جانفي الجاري ويتنقل الى أروقة أخرى داخل وخارج الوطن في الأيام القادمة، "20" لوحة فنية تسرد تاريخ الجزائر وتصوّر تراثها الثري والمنوع، تلك التي أبدعتها أنامل الفنان التشكيلي بن عبد الرحمان فاروق، ففي الأعمال التي زينت "عسلة حسين" عادت ملامح القصبة والطراز المعماري العتيق ولباس الحايك وقصور العاصمة كقصر رياس البحر وبيوت وأزقة القصبة وأحيائها، وكذا المخطوطات التاريخية والثقافية، لكن منحها الفنان فاروق لمسة عصرية عن طريق توظيفه لفن الأنفوغرافيا والرسم بالسكين على القماش. العشرون لوحة المعروضة منها عشرة منجزة بطريقة الأنفوغرافيا وعشرة أخرى لوحات زيتية على القماش، قال عنها فاروق بن عبد الرحمان في تصريح ل:"الشورق": "لوحاتي تعكس التراث التقليدي الجزائري العريق، منها 10 تصويرية ونصف تصويرية وتجريدية وهذه تمس المنجزة بالأنفوغرافيا، بينما اللوحات الزيتية فرسمتها على مادة القماش بتقنية السكين". وأضاف بن عبد الرحمان على صعيد الألوان أنّه وظف الألوان الحارة لأنّ الفنان التشكيلي في نظره يتأثر بالإقليم والمحيط وبالتالي يميل إلى الانطباعية في تقديم إبداعاته . في السياق ذاته أشار المتحدث أنّ المعرض سيتنقل هذه الأيام إلى رواق عائشة حداد بالعاصمة، ثم إلى المركز الثقافي الفرنسي بوهران، ثم يطير بن عبد الرحمان إلى الدار البيضاء المغربية، ثمّ إلى أبوظبي وبعدها في أواخر فيفري إلى باريس ضمن صالون "دوبروفانس". يذكر أنّ فاروق بن عبد الرحمان يعدّ صحفي ناقد درس الفنون التشكيلية في مدرسة الفنون الجميلة بالعاصمة، حاصل على شهادة ماجستير في الفنون التشكيلية، توج 20 سنة خبرة بعديد المعارض بالداخل والخارج وعدّة جوائز وطنية ودولية أولّ فنان تشكيلي جزائري يدخل موسوعة الفنون التشكيلية العالمية المعاصرة، ويتواجد في ثلاث طبعات لثلاثة قواميس أصدرها منصور عبروس المختص في علم الاجتماع ومهتم بقضايا التشكيل، والأولّ الذي يتعامل بمناجير منذ تاريخ هذا الفن في الجزائر، شرع في بداياته الأولى في رسم الطبيعة ثم ولج عالم الرسومات الانطباعية والتجريدية، حيث تعالج لوحاته قضايا نفسانية وثقافية وسياسية وحتى الأمراض كالاكتئاب والذعر والخوف.