تطرق "فاضل مصدق" مدير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات بورقلة، الأحد، في منتدى "الشروق" إلى نشاط قطاعه بالولاية، فضلا عن العوائق التي تعترضه إلى جانب الحديث عن مكسب كلية الطب والمستشفى الجامعي، وكذا جهود الدولة في التكفل بالأمراض المستعصية التي سجلتها الولاية مؤخرا وكيفية التعاطي مع الواقع الصحي الحالي. وتطرّق محدثنا إلى عدة ملفات هامة، سهلت من عملية الفحص المبكر والسريع لمختلف الأمراض، منها الفحص المنزلي الذي دخل حيز الخدمة منذ مدة بعد تخصيص فريق طبي متنقل، وتعميم عملية التطبيب المنزلي لتشمل كل المؤسسات على مستوى الولاية، مع توفير عديد التخصصات إلى جانب توسيع أنشطة العلاج الجواري المتنقل الموجه للناطق النائية والبعيدة . كشف ضيف "الشروق" أن كلية الطب مكسب للولاية والجنوب عموما، في انتظار إنجاز المستشفى الجامعي، الذي تبقى قرارات الشروع في تشييده من صلاحيات السلطات العليا في البلاد، وفي حال تجسيده حسب نفس المسؤول سوف ينهي إشكالية النقص المسجل بالمنطقة سواء في الأطباء العامين، أو حتى الاختصاص أي (دراسات ما بعد التدرج) وكذا شبه الطبيين. وقال محدثنا إن هناك برامج واعدة في السنوات الثلاث القادمة بعد وضع مخطط منسجم من طرف الوزارة الوصية، وتحسين خدمة المعاهد من أجل تطوير التكوين فيما يتعلق بالأعوان شبه الطبيين سواء الحاصلين على شهادة البكالوريا أو غيرهم، حيث بدأ على المستوى المحلي تكوين مساعدي التمريض مع بداية تكوين دفعة جديدة هذا الموسم من 30 قابلة.
... مستشفيات جديدة لتطوير الواقع الصحي قريبا وعاد محدثنا ليذكر أن إنجاز المشاريع الجديدة مستقبلا سوف يساهم في ترقية الأداء منها إنجاز مشروع 240 سرير بتقرت الذي أشرف على الانتهاء وإنجاز 03 مستشفيات بسعة 60 سريرا في كل من تماسين والمقارين والرويسات، ناهيك عن مشروع إنجاز 60 سريرا بالحجيرة ومركز ولائي لحقن الدم ومصلحة استعجالات ضخمة، زيادة على تجهيز مصلحة الطب النووي بمستشفى محمد بوضياف، وكلها منشآت جديدة في حال دخولها الخدمة سوف تساهم في التكفل بالمرضى في أسرع وقت ممكن والقفز من معدل ممرض لكل 386 ساكن إلى أقل من ذلك. وأشار ذات المسؤول بالأرقام إلى وجود 286 طبيب مختص منهم 100 يعملون في القطاع الخاص بمعدل طبيب مختص لكل 2239 ساكن، أما عدد الأطباء العامين فبلغ 647 طبيب من بينهم 102 طبيب يشتغلون في القطاع الخاص أي بمعدل طبيب عام لكل 990 ساكن، وهي معدلات غير كافية يجب أن تقفز إلى أكثر من ذلك في ولاية عدد سكانها يفوق نصف مليون نسمة - يضيف محدثنا- خاصة وأن عدد شبه الطبيين في العلاج لا يتجاوز 1658 ممرض منهم 25 يشتغلون في القطاع الخاص، بينما بلغ عدد مساعدي التمريض في التخدير والإنعاش 76 موظفا و103 بخصوص مشغلي أجهزة الأشعة و233 قابلة. ... نقائص بحاجة إلى جهود فعلية في المناطق النائية وفي سؤال "الشروق" عن ضعف التغطية بخصوص الصيادلة أردف محدثنا أن هناك رزنامة تحدّد المناوبة والعمل وفق المعايير المطلوبة وكل صيدلية لا تحترم القانون تخضع للمساءلة والمحاسبة، حيث قام مفتشو المديرية بإعداد تقارير في هذا الشأن بعد القيام ب 116 زيارة خلال 2015، من أصل 401 زيارة لكل المرافق والمؤسسات التابعة للقطاع، علما أن عدد الصيادلة 193 صيدلي يعمل منهم في القطاع الخاص 173 صيدلي، أي بمعدل صيدلي ل 3318 ساكن، وبخصوص عدد جرحى الأسنان لم يتجاوز 176 جراح منهم 66 يشتغلون في القطاع الخاص بمعدل طبيب جراح أسنان لكل 3835 ساكن. ولم يخف ذات المسؤول النقائص المسجلة في عدة مرافق منها نقص أطباء الاختصاص وشبه الطبيين وأعوان الأمن وانعدام بعض المناطق النائية لإمكانيات إجلاء المرضى، على غرار البرمة والحجيرة والطيبات، وكلها عوائق يمكن التغلب عليها لاحقا يقول محدثنا. ومعلوم أن الطاقة الاستيعابية لمجموع المؤسسات الاستشفائية للولاية تقدر ب1257 سرير، موزعة على 04 مؤسسات استشفائية و03 هياكل استشفائية متخصصة ومؤسسة واحدة لطب العيون وأخرى خاصة، أما الهياكل غير الاستشفائية فهي 153 وحدة قاعدية للفحص والوقاية، منها 36 عيادة متعددة الخدمات بمعدل عيادة لكل 17788 ساكن و105 قاعة للفحص والعلاج أي بمعدل قاعة لكل 6096 ساكن.
... مخطط جديد لضبط المداومة والقضاء على الاكتظاظ وأوضح مدير الصحة بالولاية، أنه في إطار تطبيق المخططات الثلاثة التي وضعتها الوزارة الوصية من خلال ورقة الطريق وبرنامج 24 نقطة تم تطيق نظام الدوام المستمر على مستوى 35 عيادة متعددة الخدمات من أصل 36 على مستوى الولاية، ونفس الجهد بذل من أجل تمكين المواطن من الحصول على الاستشارات الطبية المتخصصة على مستوى العيادة الأقرب لتسهيل العلاج وتفادي الاكتظاظ على المرافق الاستشفائية، ومن أصل 36 عيادة متعددة الخدمات 27 منها تم تنظيم استشارات طبية متخصصة، كما أن كل الأطباء الأخصائيين معنيون بالاستشارة المتخصصة، ويضمنون حاليا هذا النشاط، أي نحو 60 طبيبا مختصا، وقد تم إنجاز 1472782 فحص طبي في المؤسسات بورقلة وتقرت ومؤسسة طب العيون، والأمور في تحسن بعد ضبط عمليات التوجيه وتزويد المرافق الاستعجالية بكل المستلزمات التي تساعد على راحة المريض ورفع عدد الأطباء من 06 إلى 07 موزعين على قاعات الفرز والمراقبة الطبية وضمان المداومة. وفي ذات السياق تم تشكيل فريق طبي بمستشفى محمد بوضياف يضم أطباء أخصائيين في الإنعاش وأمراض القلب والطب الداخلي للتكفل الفوري بالحالات الطارئة في مجال أمراض القلب، خاصة ما تعلق منها بالذبحات الصدرية الخطيرة، حيث تم إنقاذ عدة حالات من الموت بتقنية متطورة لا تستعمل سوى في المستشفيات الجامعية وفتح مصلحة الإعانة الطبية المستعجلة، وكلها مجهودات يقول محدثنا بحاجة إلى عمل مضاعف من أجل خدمة المريض عن قرب.