تعد قرية أمقيدن من أقدم القرى بولاية أدرار، وهي تقع على بُعد حوالي 150 كلم شمال الولاية المنتدبة تيميمون، وبالرغم من موقعها الاستراتيجي بمحاذاة الطريق الوطني رقم51، وما تزخر به من إمكانيات، إلا أن الإهمال والتهميش لا زال يخنق سكانها، ناهيك عن البطالة وانعدام الغاز وقنوات الصرف الصحي. الظروف المذكورة جعلت من القرية نموذجا للحرمان الذي جعل السكان يصابون بالإحباط النفسي، لاسيما وعود المسؤولين التي تبقى حبرا على ورق وإقصائهم من أبسط ضروريات العيش الكريم، وهو ما دفع بالشباب إلى النزوح نحو ولايات أخرى على غرار ورقلة وغرداية بحثا عن فرص للعمل، تسمح لهم بضمان المستقبل هروبا من الواقع المرير. وأكد السكان في تصريحات ل" الشروق" أن المنتخبين لم يكونوا في المستوى المطلوب في العديد من المناسبات، وأن وعودهم الانتخابية ذهبت أدراج الرياح. ومعلوم أن شباب القرية لا يسمعون بالمرافق الشبانية، رغم حاجتهم إليها لتفجير مواهبهم، وإيجاد فضاء واسع داخل النشاطات الترفيهية والرياضية الثقافية، حيث أعرب معظمهم عن استيائه بسبب تجاهل المسؤولين لهم ولامبالاتهم، كما طرقوا كل الأبواب للتخلص من شبح البطالة التي أصبحت هاجسهم الوحيد. كما يعاني سكان أمقيدن من مشكلة الماء الصالح للشرب الذي بات معاناة يومية بالنسبة لهم منذ سنوات عدة، وأكد هؤلاء ل "الشروق" أن الشبكات لم تعد صالحة وتآكلت معظمها ولم تتم صيانتها لحد الساعة، مما جعل التزوّد بالماء معضلة حقيقية على مدار السنة. وتضطر العائلات للتنقل إلى المستصلحات المجاورة لجلب الماء من الآبار، فضلا عن مشكل قنوات الصرف الصحي، الخطر الحقيقي الذي أضحى يهدد أبنائهم جراء انعدام الصيانة وعدم إصلاح ما تخرب منها، كما ناشدوا الجهات المعنية بضرورة الإسراع في احتواء المشكل المسجل منذ سنوات.
مواطنون يحلمون بالغاز منذ الاستقلال رغم أن ولاية أدرار تضم احتياطات نفطية كبيرة، إلا أن معاناة القرى والقصور لازالت متواصلة، حيث لم تستفد قرية مقيدن من مشروع غاز المدينة، ويظل المواطن في رحلة البحث عن قارورة غاز البوتان شتاء بسعر يفوق 400 دج. وأما بالنسبة للتهيئة العمرانية والطرقات فهو مطلب أساسي للسكان الذين طالبوا الجهات المعنية بإعادة الاعتبار لهم في منطقة محرومة ومنسية، وتمسكوا بمطالب الكهرباء وتهيئة المسالك الزراعية لبساتينهم لتسهيل تنقل الأشخاص والمركبات وبرمجة حصة من السكنات الريفية.