تعد قرية أمقيدن من القرى النائية التابعة إداريا لبلدية تميمون، وتبعد عنها ب 160 كلم من الناحية الشمالية، كما تبعد عن مدينة أدرار ب 360 كلم، وتعتبر بوابة ولاية أدرار، وقد أنشئت هذه القرية في إطار مخطط الثورة الزراعية إبان حكم الرئيس الراحل هواري بومدين هذا ما رصدته « الشعب» بعين المكان . بالرغم من موقعها الاستراتيجي بحكم تواجدها على محور الطريق الوطني رقم 51 الذي يربط ولاية أدرار بولاية غرداية والعوامل التي تتميز بها هذه المنطقة من أراض فلاحية خصبة، ومناخ طبيعي متميز، إلا أنها منطقة تفتقر للهياكل والمرافق العمومية، حيث تحتوي على ابتدائية، وفرع جديد للحالة المدنية وقاعة متعددة النشاطات تفتقر للعتاد والتأطير، ومكتب بريد به شبكة اتصال متذبذبة مما يصعب من تقديم خدماته لمختلف الزبائن، فضلا عن وجود قاعة علاج بها 3 أطباء وتفتقر للمعدات والوسائل الطبية لاسيما معدات الاستعجالات الطبية، كما تشهد نقصا في الهياكل وانعدام مرافق الترفيه وقلة الربط بقنوات الصرف الصحي والماء الشروب بالإضافة لغياب التهيئة ونقص غاز البوتان، فضلا عن أن القصر يشهد غياب شبكة الاتصالات الهاتفية الثابتة والنقالة، حيث يحتوي القصر على متعامل واحد للهاتف النقال وهو المتعامل موبليس، وتشهد هذه الشبكة تذبذبا في الانقطاع بين الفينة والأخرى. واقع صعب وانشغالات بالجملة هذه الوضعية جعلت سكان المنطقة يعيشون واقعا صعبا وعزلة فرضتها عليهم عدة عوامل، من حيث بعدهم عن البلدية والولاية هذا من جهة، ومن جهة أخرى نظرا لوضعية الطريق 51 المؤدي إلى اميقدين والمهترئ في بعض مقاطعه، حيث يعرف حوادث مرور كثيرة ومميتة، ونظرا لبعد المسافة ونقص الوسائل لإسعاف الضحايا وصعوبة التبليغ عن الحوادث عادة ما يلفظ هؤلاء الضحايا أنفاسهم بعين المكان . ورصدت «الشعب» مختلف انشغالات سكان هذه المنطقة المتعلقة بعديد المجالات، حيث طالبوا بتعين مندوب بلدي في الانتخابات المحلية القادمة لتلبية انشغالاتهم وتطلعاتهم، وتجهيز قاعة علاج بمعدات طبية خاصة سيارة الإسعاف، وكذا الاهتمام بالقطاع الفلاحي وذلك من خلال تصنيف القرية ضمن المساحات الكبرى وإنشاء مستثمرات فلاحية كبرى ومنح أراضي للسكان في إطار الاستصلاح الفلاحي، بالإضافة إلى الاهتمام بالسكن بقرية امقيدن من خلال منحها حصصا سكنية في مختلف الأنماط سواء البناء الهش أو البناء الريفي، أو السكن الاجتماعي، وتسوية وضعية السكنات القديمة فيما يخص حيازة الملكية، وكذا الاهتمام بمجال النظافة وذلك من خلال إنشاء ورشة في برنامج إطار الجزائر البيضاء وتوفير شاحنة للنظافة، وتوسيع شبكة الكهرباء وذلك بإيصال الماء للسكنات الريفية المحاذية للطريق الوطني رقم 51 والأراضي الفلاحية والمحلات التجارية، بالإضافة إلى توفير فرص عمل لأبناء القرية بالمؤسسات المتواجدة بالمنطق، وربط الفرع البلدي الجديد بشبكة الألياف البصرية وذلك في إطار تقريب الإدارة من المواطن للقضاء على عناء التنقل لاستخراج الوثائق الإدارية، والتعجيل بتسجيل محطة للمواد الطاقوية، وبناء فرع للحماية المدنية على اعتبار أن الطريق رقم 51 يشهد حوادث مرورية كثيرة، توفير مختلف شبكات الهاتف النقال لتسهيل عملية التواصل وتغطيتها للطريق 51 الربط بين امقيدن وتميمون، وإعادة الاعتبار للقاعة متعددة النشاطات وتهيئتها وإنشاء طرق حضرية داخل القرية لتسهيل حركة مرور السيارات. هياكل لسد الاختلالات والي ولاية أدرار عبد الرحمان مدني فواتيح، وخلال زيارته لقرية امقيدن النائية اعتبر أن ما أنجز وما هو قيد الانجاز من هياكل ومرافق عمومية بغير الكافي في ظل وجود نقائص تعمل السلطات المحلية جاهدة على التكفل بها، حيث أشرف على وضع حيز الخدمة الملحقة البلدية لقرية امقيدن، وشبكة الصرف الصحي ، كما عاين مختلف المشاريع التنموية والمرافق العمومية بهذه المنطقة. وخلال لقائه مع فعاليات المجتمع المدني والحركة الجمعوية بقرية امقيدن النائية، استمع والي ولاية أدرار إلى انشغالات المواطنين ووعد هم بالتكفل بها، كما اقر جملة من التدابير المتعلقة بتحسين الإطار المعيشي للمواطن وتقريب الإدارة من الموطن، حيث منح سكان قرية امقيدن 70 إعانة في إطار البناء الريفي وتلبية لحاجيات سكان المنطقة ، كما طلب من رئيس دائرة تميمون تقديم إحصاء شامل لطالبي القضاء على السكن الهش. و أكد ذات المسؤول ضرورة العمل على توسيع الشبكة الكهربائية لسكنات البناء الريفي ، وكذا المستصلحات الفلاحية ، وتجديد شبكة المياه الصالحة للشرب ، وكذا إنشاء ملعب جواري معشوشب بجانب سكنات البناء الريفي. ولبعث الحركة التجارية والاقتصادية بمنطقة امقيدن النائية تم العمل على ربط جميع المحلات التجارية القديمة منها والحديثة بالكهرباء، بالإضافة إلى التسريع في انطلاق أشغال محطة للخدمات التابعة لشركة نفطال، كما اقترح والي أدرار على سكان المنطقة فتح ملحقة صيدلية لفك الغبن عن المواطنين ، وإعادة تأهيل قاعة العلاج وتجهيزها بمختلف المعدات والوسائل الطبية اللازمة ، والمساهمة بإعانة مالية لاستكمال أشغال انجاز المسجد بالمنطقة ، فضلا عن إعادة الاعتبار للقاعة المتعددة النشاطات ، وتوسعتها ، وفتح قاعات للنساء الماكثات في البيوت وتجهيزها بمعدات الخياطة والطرز ، كما كلف والي الولاية رئيس البلدية بجرد وإحصاء فئة ذوي الاحتياجات الخاصة قصد إعانتهم. وفي إطار تحسين خدمات الهاتف النقال والانترنت بمنطقة امقيدن النائية، كشف والي الولاية عن قيام مصالح اتصالات الجزائر للولاية بتوسيع الشبكة الهاتفية عن طريق تثبت أجهزة اتصال قصد الاستفادة من 30 خطا هاتفيا ثابتا جديدا ، و أوضح أن هذا الإجراء سيلبي العديد من طلبات سكان منطقة امقيدن النائية وسيفك عزلتهم وسيسمح لهم بولوج العالم الافتراضي، كما قال أن مصالح الولاية ستعمل جاهدة على رفع الغبن عن سكان قرية امقيدن في جميع مناحي الحياة الأخرى . يبقى أن نشير أن مواطني المنطقة استحسنوا هذه المبادرات، كما طالبوا السلطات المحلية بمزيد من المشاريع التنموية لتدعيم عجلة التنمية بقرية امقيدن .