كشف رئيس الغرفة الوطنية للمحضريبن القضائيين، الأستاذ بوشاشي ابراهيم، عن رسائل دعم ومساندة، تلقاها المنتدى الوطني الأول للمحضرين القضائين، جاءت من كل من وزير الخارجية رمضان لعممارة، ووزير المالية عبد الرحمان بن خالفة، تمثلت في إبداء رئيس الدبلوماسية الجزائرية رغبته في مساعدة المحضرين القضائيين، من خلال تخصيص لهم منح تكوينية في الخارج للرفع من المستوى العلمي لهؤلاء الاعوان القضائيين، المكلفين بمهام التبليغ والتنفيذ، والاستفادة من تجارب الببلدان الاوروبية على وجه الخصوص. وأعلن الرجل الأول على المهنة، في ختام المنتدى الوطني للمحضرين القضائئين، أمس الأول، بالباهية وهران، أن اكبر انجاز حققه المنتدى، موافقة وزارة المالية على مبدأ التعاون مع هؤلاء الضباط العمومين، في تمويل الخزينة العمومية بملايير الملايير من الدينارات المتواجدة خارج مجال سيطرة الدولة، عن طريق إلزام المؤسسات والخواص، بتسديد ديونهم التي على عاتقهم تجاه المؤسسات والهيئات الوطنية ذات الطابق المالي والاداري، كإدارة الضرائب ومصالح الجمارك وصناديق الضمان الاجتماعي . ولعل قرار وزير المالية بإيفاد مدير التحصيل والجباية على مستوى المبنى الزجاجي ببن عكنون، للمشاركة في اشغال منتدى وهران، مؤشر ايجابي على ارتفاع درجة التعاون خلال الايام المقبلة، بين المصالح التابعة لوزارة المالية والغرفة الوطنية لأهم تنظيم ممثل للأعوان القضائيين، من أجل تحقيق الشغل الشاغل للحكومة في الاونة الاخيرة، وهو توفير السيولة المالية في ظل الازمة الاقتصادية الخانقة التي تشهدها الجزائر، مع انخفاض اسعار البترول وتدهور العملة الوطنية. وعلى مدار يومين من الأشغال، عبر ورشات تقنية ولجان متخصصة، سارت تدخلات المشاركين من قضاة ومحضرين وخبراء اقتصاديين من داخل الوطن وخارجه، في اتجاه واحد، وهو دور المحضر القضائي في حماية الاقتصاد الوطني وتحقيق العدالة الاجتماعية، وانصبت جلّ العروض والنقاشات على ضوروة توسيع مهام القضائي في مجال التحصيل، من خلال تفعيل المادة 145 من القانون الجبائي، التي تمنح للمحضر القضائي الحق في ان يقوم مقام عون الضرائب، في حالة امتناع المتهرب، سواء من مؤسسات او مواطنين من دفع الضرائب، حيث يطرح المحضرون انفسهم كبدائل لتحصيل هذه الاموال من خلال اتباع اجراءات التنفيذ الودي ثم الجبري، لحمل هذا المتهرب من تسديد ديونه. فضلا عن هذا، فإن اللقاءات المبرمجة في الايام القادمة، بين ممثلي وزارة المالية واعضاء الغرفة الوطنية للمحضرين، ستفصل ايضا في الطريقة الفعالة والسريعة لتمكين المحضرين القضائيين من تنفيذ الاحكام الجزائية في شقها المالي، عن طريق تحصيل الغرامات التي قضت بها مختلف الاحكام والقرارات القضائية، وصلت الى رقم مخيف، بلغ 98 بالمئة من الاحكام الجزائية غير المنفذة في شقها الخاص بالغرامات، بسبب تغييب دور المحضر القضائي في هذا المجال، الذي من شانه ادخال آلاف الملايير الى الخزينة العمومية. وبالموازاة مع هذه المهام الجديدة، المنتظر ان تلج مكاتب المحضرين القضائيين، تركزت تدخلات اخرى في هذا المنتدى على ضرورة توفير الحماية القانونية لمحاضر المحضر القضائي ولعمله وايضا لشخصه، في ظل تزايد التحرشات بهذا العون القضائي، من خلال التشكيك في محاضره لعرقلة التنفيذ، وارتفاع حدة الاعتداءات عليه او على مكاتبه العمومية من قبل اطراف التنفيذ. وأثمر النقاش على المصادقة على عدة توصيات، اهمها ترسيم المنتدى كجهاز من اجهزة المهنة يوحد المحضرين القضائيين عبر كامل التراب، ينعقد كل خمس سنوات، مع بداية العهدة الانتخابية للغرفة الوطنية، وطالب المشاركون بضرورة انعقاد المجلس الاعلى للمحضرين القضائيين، المتواجد في حالة "تجميد" و"إرجاء" لعشريتين من الزمن، كما دعوا الى انشاء مدرسة وطنية للتكوين المتواصل للمحضرين القضائيين واعوانهم، تحت اشراف الغرفة الوطنية للمحضرين.
كواليس المنتدى 12 فيفري يوما وطنيا قرر المحضرون القضائيون، اعتبار يوم 12 فيفري يوما وطنيا للمحضر القضائي، يحتفل به كل سنة، بعد أن كان يحتفل به خلال منتصف القرن الماضي يوم 23 فيفري، قبل ان يتحول الى الخميس الاول من كل شهر جوان، حسبما اقره الاتحاد الدولي منذ خمس سنوات. لهب في خيمة "الفينيكس" ألهب المحضرون القضائيون، خيمة فندق "الفينكس" وهران، في حفل عشاء استمر حتى الساعات الاولى من صباح امس السبت، بعد نجاح منتداهم الوطني الاول، حيث تفنن رجالات القانون، في شتى انواع الرقص، تحت انغام الفرق الموسيقية، وحمّس الضيوف الاجانب الى نزع الجبة العلمية ودخول المعترك الفني، لم يسلم منه حتى رئيسا الاتحاد الدولي ولا المغاربي، تحول فيه نائب فرنسواز المغربي عبد العزيز فوكني الى مغن وراقص من الطراز العالي. الاجانب يصنعون الحدث رغم ان المنتدى وطني، الا ان الحضور الاجنبي اعطى له نكهة خاصة، سواء من حيث كثافة العدد وتنوعه، أو من حيث التمثيل بحضور رئيسة الاتحاد الدولي للمحضرين القضائيين فرنسواز اندريو، وكذا رئيس الاتحاد المغاربي بن همو رضوان، وامين عام (اوفوجا) او من حيث المستوى العلمي بحضور رئيس المدرسة الوطنية للأجراءات في فرنسا. الرئاسة المغاربية تتسلم الغرفة الوطنية للمحضرين القضائيين، بعد شهر ونصف، رئاسة الاتحاد المغاربي للمحضرين، على هامش الملتقى المغاربي الرابع، المقرر تنظيمه اواخر شهر مارس بمدينة طنجة المغربية، مع العلم ان الامانة العامة للاتحاد يدير شؤونها الجزائري الاستاذ سعدودي العمري، في انتظار تجسيد مقر للاتحاد بالجزائر العاصمة. تكريم العلم تم على هامش المنتدى، تكريم الاستاذ محيي الدين بن عبد العزيز، المحضر القضائي بمجلس قضاء باتنة، من قبل رئيس الغرفة الوطنية للمحضرين القضائيين، الاستاذ ابراهيم بوشاشي، ورئيسة الاتحاد الدولي، فرنسواز اندريو، تشجيعا على مساهمته العلمية، بانجاز كتابين في مجال التنفيذ والتبليغ، في انتظار المناقشة المنتظرة لرسالة الدكتوراة. الخير في التنظيم لا يخلو اي لقاء من نقائص واخطاء، خصوصا اذا كان بهذا الحجم الكبير من الحضور، من شتى ولايات الوطن، حيث ظل رئيس لجنة التنظيم الخير بوقرن، الى آخر لحظة من عمر المنتدى، يتولى رفقة طاقمه من رجالات الخفاء، تدارك هذه النقائص، حتى مر المنتدى بسلام، ولولا سوء تقدير اختيار مركب الأندلس لإقامة محضري أهم المجالس القضائية، لكانت العلامة كاملة للمنظمين. النواب الاوفياء مناضل جديد ورقم هام، كسبه المحضرون القضائيون، في أعقاب منتدى وهران، يتعلق بالنائب بالمجلس الشعبي الوطني، وعضو اللجنة القانونية بالغرفة الاولى بالبرلمان، الذي تعهد بحضور جميع فعاليات المهنة، ليضاف الى قائمة الاوفياء للمهنة والمدافعين عنها من خارجها، التي يتصدرها بلا منازع، السيدان براهمي الهاشمي ولعزيزي الطيب على التوالي، النائبان العامان بكل من مجلس قضاء العاصمة وبجاية.