تسجل مدينة تقرت سنويا تزايدا رهيبا في عدد حوادث المرور، حيث حطمت الحوادث المرورية عن طريق الدراجات النارية رقما قياسيا أخر مقارنة بالسنوات الماضية حسب آخر إحصائية لوحدة الحماية المدنية بتقرت، وإن تعددت الأسباب والظروف، فالقاسم المشترك هو النسبة العالية لفئة المراهقين والشباب الأقل من 26 سنة المتسببين وضحايا هذه الحوادث . وتسير أرقام الوحدة الرئيسية للحماية المدنية بتقرت إلى تسجيل 277 حادث مروري خلال سنة 2015 من بينها 119 حادث متعلق بالدراجات النارية خلّف 144 جريح و3 قتلى، وهو رقم مرتفع عن سنة 2014 التي سجلت فيها 263 حادث مروري من بينها 114 متعلق بالدراجات النارية مخلفة 139 جريح و3 قتلى، فيما أشارت أرقام سنة 2013 إلى 215 حادث مروري من بينها 85 متعلقة بالدراجات النارية خلفت 108 جريح و3 قتلى. والفئة العمرية التي تغلب عن الضحايا أو المتسببين في حوادث الدراجات النارية فتتراوح بين 15 و26 سنة وقد تصل حتى 70 سنة، وحصدت طرقات وسط المدينة 81 حادثا طيلة العام فيما حصدت الطرقات الوطنية والولائية 19 حادثا لكل منها، ويلاحظ حسب الإحصائيات أن فترات العطل والمناسبات هي الأكثر تسجيلا لهذه الحوادث، إذ سجل خلال العطلة الربيعية شهر مارس 16 حادثا و20 جريحا وفي العطلة الخريفية 14 حادثا بحصيلة 17 جريحا وقتيلين. أما عن الأسباب، فيبقى التهور والقيادة الجنونية وعدم احترام إشارات المرور وشبه غياب الإجراءات الردعية، وكذا انعدام الرقابة الأبوية لفلذات أكبادهم من أهم الحوادث التي تضاعف من الحصيلة سنويا، كما أن عدم ارتداء الخوذة من طرف السائقين ومرافقيهم زاد من خطر إصابات الضحايا على مستوى الرأس، وهو ما أكّده ل "الشروق" الدكتور الجراح "ياسين مساعدية" نائب مدير مستشفى سليمان عميرات بتقرت، الذي أكد أن تكلفة هذه الحوادث تمتص حصة الأسد من نفقات القطاع الصحي كالإسعافات الأولية والعمليات الجراحية الاستعجالية وعمليات الإجلاء إلى مستشفيات جامعية التي أبدت انزعاجها من الإصابات المعقّدة المتعلقة بحوادث الدراجات النارية بسبب عدم استخدام الخوذة لحماية الرأس. ويطالب المجتمع المدني من السلطات العليا والأمنية للولاية المنتدبة بالتدخل بحزم لمعالجة الظاهرة وإيجاد الحلول لوقف نزيف المجازر الدموية بطرقات وسط المدينة.