العدوان الصهيوني على غزة: ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 41 ألفا و870 شهيدا    تونس: انطلاق عملية التصويت للانتخابات الرئاسية    رئيس الجمهورية: متمسكون بالسياسة الاجتماعية للدولة    رئيس الجمهورية يؤكد أن الجزائر تواصل مسيرتها بثبات نحو آفاق واعدة    الشروع في مراجعة اتفاق الشراكة بين الجزائر والاتحاد الأوربي السنة القادمة    المطالبة بمراجعة اتفاق 1968 مجرد شعار سياسي لأقلية متطرفة بفرنسا    صدور مرسوم المجلس الأعلى لآداب وأخلاقيات مهنة الصحفي    تنظيم مسابقة وطنية لأحسن مرافعة في الدفع بعدم الدستورية    مراد يتحادث مع المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة    الكشف عن قميص "الخضر" الجديد    محلات الأكل وراء معظم حالات التسمم    المعارض ستسمح لنا بإبراز قدراتنا الإنتاجية وفتح آفاق للتصدير    انطلاق الطبعة 2 لحملة التنظيف الكبرى للجزائر العاصمة    عدم شرعية الاتفاقيات التجارية المبرمة مع المغرب.. الجزائر ترحب بقرارات محكمة العدل الأوروبية    ماكرون يدعو إلى الكف عن تسليم الأسلحة لإسرائيل..استهداف مدينة صفد ومستوطنة دان بصواريخ حزب الله    رئيس الجمهورية: الحوار الوطني سيكون نهاية 2025 وبداية 2026    مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي: فيلم "ميسي بغداد" يفتتح المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة    للحكواتي الجزائري صديق ماحي..سلسلة من الحكايات الشعبية لاستعادة بطولات أبطال المقاومة    البليدة..ضرورة رفع درجة الوعي بسرطان الثدي    سوق أهراس : الشروع في إنجاز مشاريع لحماية المدن من خطر الفيضانات    مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي يعود بعد 6 سنوات من الغياب.. الفيلم الروائي الجزائري "عين لحجر" يفتتح الطبعة ال12    الجمعية الدولية لأصدقاء الثورة الجزائرية : ندوة عن السينما ودورها في التعريف بالثورة التحريرية    رئيس جمهورية التوغو يهنئ رئيس الجمهورية على انتخابه لعهدة ثانية    بيتكوفيتش يعلن القائمة النهائية المعنية بمواجهتي توغو : استدعاء إبراهيم مازا لأول مرة ..عودة بوعناني وغياب بلايلي    الرابطة الثانية هواة (مجموعة وسط-شرق): مستقبل الرويسات يواصل الزحف، مولودية قسنطينة ونجم التلاغمة في المطاردة    اثر التعادل الأخير أمام أولمبي الشلف.. إدارة مولودية وهران تفسخ عقد المدرب بوزيدي بالتراضي    تيميمون: التأكيد على أهمية التعريف بإسهامات علماء الجزائر على المستوى العالمي    بداري يعاين بالمدية أول كاشف لحرائق الغابات عن بعد    حوادث المرور: وفاة 4 أشخاص وإصابة 414 آخرين بجروح خلال ال48 ساعة الأخيرة    العدوان الصهيوني على غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 41825 شهيدا    البنك الدولي يشيد بالتحسّن الكبير    لبنان تحت قصف العُدوان    شنقريحة يلتقي وزير الدفاع الإيطالي    بلمهدي يشرف على إطلاق بوابة الخدمات الإلكترونية    يوم إعلامي لمرافقة المرأة الماكثة في البيت    إحداث جائزة الرئيس للباحث المُبتكر    أسماء بنت يزيد.. الصحابية المجاهدة    دفتيريا وملاريا سايحي يشدد على ضرورة تلقيح كل القاطنين    سايحي: الشروع قريبا في تجهيز مستشفى 60 سرير بولاية إن قزام    الجزائر حاضرة في مؤتمر عمان    طبّي يؤكّد أهمية التكوين    استئناف نشاط محطة الحامة    بوغالي يشارك في تنصيب رئيسة المكسيك    افتتاح الطبعة ال12 لمهرجان وهران الدولي للفيلم العربي    الرابطة الثانية هواة (مجموعة وسط-شرق): مستقبل الرويسات يواصل الزحف, مولودية قسنطينة و نجم التلاغمة في المطاردة    صحة: تزويد المستشفيات بمخزون كبير من أدوية الملاريا تحسبا لأي طارئ    رابطة أبطال إفريقيا (مرحلة المجموعات-القرعة): مولودية الجزائر في المستوى الرابع و شباب بلوزداد في الثاني    الجزائر-البنك الدولي: الجزائر ملتزمة ببرنامج إصلاحات لتعزيز التنمية الاقتصادية المستدامة والشاملة    ديدوش يدعو المتعاملين المحليين للمساهمة في إنجاح موسم السياحة الصحراوية 2025/2024    سايحي يشدد على ضرورة تلقيح كل قاطني المناطق التي شهدت حالات دفتيريا وملاريا بالجنوب    محارم المرأة بالعدّ والتحديد    حالات دفتيريا وملاريا ببعض ولايات الجنوب: الفرق الطبية للحماية المدنية تواصل عملية التلقيح    كأس افريقيا 2025: بيتكوفيتش يكشف عن قائمة ال26 لاعبا تحسبا للمواجهة المزدوجة مع الطوغو    توافد جمهور شبابي متعطش لمشاهدة نجوم المهرجان    هذا جديد سلطة حماية المعطيات    خطيب المسجد النبوي: احفظوا ألسنتكم وأحسنوا الرفق    حق الله على العباد، وحق العباد على الله    عقوبة انتشار المعاصي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نجاح الشروق برهن على وجود جيل جيد من الصحفيين
الرئيس الشرفي ل "مراسلون بلا حدود"، ل "الشروق اليومي":


روبير مينار
في هذا الحوار الذي خص به "الشروق اليومي"، شرّح روبير مينار، الرئيس الشرفي لمنظمة "مراسلون بلا حدود"، واقع الصحافة الجزائرية، وقال إن جريدة "الشروق" تمكنت من شق طريقها وحجزت لنفسها مكانا في العالم، عارضا عليها أن تكون ضمن شبكة الصحف العالمية التي تدافع عن مبادئ التسامح وعن تيسير علوني.
*
تجربة "الشروق" فريدة وأثبتت احترافيتها وستكون ضمن شبكتنا
*
الكثير من الصحف في الجزائر منافقة ولا تجابه السلطة
*
منعت من دخول الجزائر رغم أني مولود بوهران
*
*
كما تطرق إلى ما وقع في رئاسيات 2004 متهما بعض الصحف الفرانكوفونية بالابتعاد عن الحيادية، وفي حديثه عن التهديدات التي تلقاها مدير جريدة "الجزائر نيوز" أكد أنه لا يحق لأي كان أن يهدد صحفيا.. وأجاب مينار عن عدّة مواضيع لا سيما التي تتعلق به هو شخصيا...
*
*
الشروق اليومي: نبدأ من الحدث، لماذا استقال السيد روبير مينار من منظمة "مراسلون بلا حدود" بعد 23 سنة من العطاء؟
*
*
روبير مينار: لقد أنشأت وسيرت منظمة "مراسلون بلا حدود" منذ 23 سنة، ولكن لا يمكنني تسييرها إلى الأبد، خاصة مع استفزازي من قبل البعض من خلال القول إنني سأبقى متمسكا بترأس وتسيير المنظمة إلى الأبد، فقررت منذ سنتين التخلي عن المنصب لمن هو أقل مني سنا ولما لا للشباب والذين من شأنهم إضفاء نفس جديد ويجلبون كل ما هو جديد للمنظمة، كما رغبت بأن اخطو هذه الخطوة في ظروف أحسن وملائمة كتوفير الإمكانيات المادية وكذا جلب أكبر شهرة للمنظمة.. لكن المتأكد منه اليوم أنه صار للمنظمة صدى وشهرة أكثر مما سبق، لذا انتظرت هذه الفرصة المواتية للكشف عن استقالتي من المنظمة، وأول شخص كان على علم بتاريخ تقديم استقالتي هو زوجتي، لأنني اتخذت قرارا بأن ذلك سيكون في 30 جوان 2008 مع أنني اتخذت القرار منذ سنتين، لكنني انتظرت مضي أحداث جد مهمة.
*
*
س: تقصد توليك منصبا جديدا، أي مدير عام مركز الدوحة لحرية الإعلام؟
*
*
ج: لا ليس لاستقالتي أي علاقة بمنصبي الجديد، بل كما قلت لك اخترت قرار التنحي عن المنصب منذ سنتين، بالعكس وسيكون لي بهذا المركز الوقت الكافي وكذا الطاقة الكافية لأقوم بأمور مختلفة بالدوحة، فقط كنت أرغب في ترك المكان للآخرين وإعطائهم الفرصة وراء الاستقالة، ولم أكن ارغب في احتكار المنصب أو التمسك به إلى الأبد، بل أردت التغيير، وهو الأمر الذي يجب أن يقوم به الصحفيون.
*
*
س: قبل الانتقال للحديث عن المركز، نبقى في المنظمة.. هل قامت بعملها كما ينبغي وصانت الحريات الإعلامية في العالم؟
*
*
ج: لا أود أن أشير إلى أن عمل المنظمة لم ينته بعد، بل لا يزال مستمرا ولن تعاني من البطالة، وكما نلاحظ ويلاحظ الجميع تمكنت المنظمة من تحسين الأوضاع الإعلامية، وهو ما نلمسه في حرية التعبير بعدة دول التي تقدمت في هذا الإطار، في حين نرى العكس بدول أخرى، ولكن عموما الصحفيون أصبحوا لا يعاملون بالطريقة التي كانوا يُعاملون بها منذ 10 سنوات.. صحيح أننا ساهمنا في تحرير المئات من الصحفيين ولكن لا يزال هنالك اليوم أكثر من 130 صحفيا بالمعتقلات والسجون، ولا تزال الصحافة تتحدث عنهم، فمثلا منظمة "أمنيستي" لن تتوقف أبدا عن العمل، لأن حقوق الإنسان لن تكون محترمة كما يجب دائما، ونفس الشيء بالنسبة لمنظمة "مراسلون بلا حدود"، فقد ساهمنا بتقدم الأمور حول نقطة مهمة لا سيما في تغيير الذهنية لدى الجميع حول حرية الصحافة والتي كان الجميع يقولون إنها شأن الصحفيين فقط، لكن اليوم صار الكل مهتما بهذه القضية، بل وصارت في ذهنية الجميع حقا من حقوق الإنسان، وهذا هو الشيء الأهم.
*
*
س: وكيف ترى أوضاع الصحفيين في العالم بصفة عامة والجزائر بصفة خاصة؟
*
*
ج: بالجزائر تعد وضعية الصحفيين غريبة.. أو لنقل إنها حالة تثير الغرابة، إذ يوجد تعددية يشوبها الظل "منافقة"، لأنه توجد وجهات نظر مختلفة في الصحافة الجزائرية، ولكن بعضها يتظاهر بأنه مستقل "بدون أن اذكر العناوين"، والملاحظ أن الإعلام الجزائري مرتبط ببعض التيارات والأحزاب السياسية، وبالمناسبة أحيي جريدتكم "الشروق اليومي" لأنه والحمد لله ليست من هذا النوع، في حين نرى البعض الآخر مختفيا في الظل دون أن يعلن صراحة عن اتجاهه الحقيقي.. وأنا شخصيا تسنى لي أن أعرف بعض الصحف وتكلمت مع مسؤوليها الذين قالوا لي بالحرف الواحد "أتعلم أن كاتب الخط الافتتاحي أو صاحب الجريدة بالجزائر ليسا من يقرر ما يكتب بافتتاحية الجريدة"، حينها قلت لهم "كيف يعقل أن لا يقرر صاحب الجريدة ما يكتب بافتتاحيتها"، فكان ردهم أن هناك معايير يجب احترامها وعدم تجاوزها!! وعموما هذا الأمر نجده بالجرائد الناطقة بالعربية والفرنسية، لكني أقصد كثيرا الفرانكوفونية، وهذا لا يمنع من وجود صحفيين في الجزائر ملتزمين وقادرين على تخطي كل العقبات ومواجهة المسؤولين بالحقائق، وهناك كاريكاتوريون -وتعلم عن من أتكلم ومن اقصد بكلامي- لديهم شجاعة كبيرة، .ويعتقد أن الصحافة موجودة للإعلام فقط، واسمح لي بالقول وآمل أن لا تعتبرها إهانة أن العدالة غير مستقلة، لذلك نجد بعض الصحفيين يقاومون وبعضهم الآخر يخضعون للسلطة، وهو ما أدى إلى الوصول للوضعية الحالية التي تعرفها أحسن مني.
*
*
س: على ذكرك السلطة.. الجزائر مقبلة على انتخابات رئاسية، ومثلما هو معروف فالحملة الانتخابية لرئاسيات 2004 شهدت تصعيدا إعلاميا عنيفا فاق الأخلاقيات بشهادة الأجانب، فهل يتوقع السيد مينار أن يتكرر نفس السيناريو؟
*
*
ج: في رئاسيات 2004 جزء من الصحافة وظف من طرف بعض التيارات، وأظن أنها صارت عادة لدى بعض وسائل الإعلام، والحمد لله أن الأمر غير معمم على البقية، لأن ثمة وسائل أخرى تقوم بعملها كما ينبغي، ولا اعتقد انه لا يوجد صحفيون يقومون بانتقاد أنفسهم لهذا السبب، ومن ثم اسمح لي فقط بالقول إن قاعدة الإعلام وإدارته ليسا نفس الشيء وغير مرتبطتين في الجزائر مثلما نجده بكل من فرنسا أو ألمانيا، إذ يوجد صحفيون يحاولون القيام بعمل مقبول في كل وسائل الإعلام كالتحقيقات وغيرها، ولكنني لست متيقنا بأن للإدارة نفس الحرية ونفس الطموح.
*
*
س: في الجزائر قضية أخذت أبعادا سياسية تمثلت في رد، بل لنقل تهديدا تلقاه مدير يومية "الجزائر نيوز" الجزائرية السيد حميدة عياشي من قبل القائم بالأعمال في السفارة الفرنسية بعد نشره لمجموعة من القصص الخيالية على شاكلة "لي غينيول" التي تبثها "كنال بلوس" و"بيبيتشو" التي تبثها "تي أف 1" الفرنسيتان، فما موقف المنظمة في مثل هذه التحرشات والتهديدات؟ وهل يحق لدبلوماسي أن يتخذ من منصبه قاعدة لتهديد الصحفيين؟
*
*
ج: ليس لدي أي معلومات حول هذه القضية، ولا أستطيع الإجابة عن هذا السؤال، وأفضل أن يطرح السؤال على الشخص المسؤول عن الجزائر بالمنظمة، لأنه لم يصلنا شيء، وفي الشق الثاني من سؤالك دعني أقول لك إنه من حق الدبلوماسي أو غير الدبلوماسي الدفاع عن نفسه ككل مواطن في وجه الصحافة إذا أحس بأنه تعرض للقذف، لكن هذا يختلف عن التهديد الذي يظل غير مقبول تماما، وبما أنني لا أعرف تفاصيل القضية فلا يمكنني التعليق عليها أكثر، لكني أؤكد لك أن التهديد مرفوض سواء جاء من مواطن عادي أو من دبلوماسي.
*
*
س: الكثير ينتقد المنظمة وانتهاجها سياسة الكيل بمكيالين، فمثلا لم نلحظ أي رد فعل أولي تُجاه قصف فندق "فلسطين" في بغداد في الأيام الأولى لاجتياح العراق، وغيابها حين اعتقل مراسل "الجزيرة" تيسير علوني، وحين قصف مكتبي قناة "الجزيرة" وقناة "أبو ظبي" في نفس الفترة، ثم غيابها التام عن نقل ما يجري بالعراق، فأين كنتم طيلة هذه المدة، أم تتحركون حسب طبيعة الوسيلة الإعلامية؟
*
*
ج: هذا هراء!!! نحن الوحيدون الذين قمنا بتحقيق حول ما حدث بفندق "فلسطين".. بالله عليك دلني على منظمة أخرى قامت بالعمل الذي قمنا به، أضف إلى ذلك أننا المنظمة الوحيدة التي حضرت محاكمة تيسير علوني وبإمكانكم سؤاله عن هذا، لأني تنقلت بنفسي لحضور المحاكمة ولعدة مرات، واسأل قناة "الجزيرة" من الذي احتج عندما تعرضت للقصف، من دافع عن سامي الحاج أكثر منا؟، ومن ذهب إلى غوانتانامو؟ هل هي وسائل الإعلام العربية؟!! وهل قامت بتحقيق حول قصف فندق "فلسطين".. ببساطة أقول إنه لدينا مشاكل مع الأشخاص الذين يلفقون تهما باطلة عن المنظمة، ويقولون أمورا ليست صحيحة.
*
*
س: أيضا وسائل الإعلام في أمريكا اللاتينية تتهم المنظمة بالانحياز لأجهزة الاستخبارات الأمريكية ال "سي آي ايه" خاصة بعد توقيع المنظمة لعقد مع تنظيم "أوتو رايتش" الذي يشن حملة ضد الأنظمة التقدمية اللاتينو- أمريكية في كل من (كوبا، هاييتي وفنزويلا)؟
*
*
ج: (ينفعل بشدّة) غير صحيح!! مستحيل!! مرة أخرى هو كلام المعادين للمنظمة، لم نوقع أي اتفاقية مع منظمة "اوتو رايتش" إنها أكاذيب، ويبدو أنها انتشرت بعد تداولها على الانترنيت.
*
*
س: لكن سبق وأن تلقت المنظمة أموالا من جهات أمريكية؟
*
*
ج: تلقينا 60 ألف دولار من منظمة "aned" وهي منظمة أمريكية متكونة من ديمقراطيين وجمهوريين، وجاء المبلغ لمساعدة الصحفيين بإفريقيا، أما كنتم تقبلون انتم هذا الدعم، عندما نتلقى المال من قبل الحكومة السويدية لا احد يعلق أو يحتج عن الأمر وعندما يأتي من أمريكا نسمع الكثير!!، هل تتابعون ما تقوله المنظمة عن الحكومة الأمريكية، أتظنون أن الأمريكيين يعتقدون أن المنظمة تعمل لصالحهم؟، من صاغ التقارير القاسية حول تصرف الجيش الأمريكي بالعراق؟ ومن قام بالحملات في أمريكا احتجاجا على سجن عدد من الصحفيين الأمريكيين لأنهم فقط رفضوا الكشف عن مصادر معلوماتهم... من غيرنا؟ كيف يمكن تلفيق هذه الدعايات والتهم عنا!! أؤكد لك أننا غير تابعين لأي تيار أو حزب سياسي، وقوة المنظمة تكمن في فضح ما يتعرض له الصحفيون من قمع الأنظمة، ولا يهمنا إن كانوا في أمريكا أم في سجون كاسترو، هذا الأخير سجن 24 صحفيا منهم من قضى 24 سنة في الحبس.
*
*
س: على ذكر كوبا وكاسترو.. هل تعرفون الصحفي جون غي أيار؟
*
*
ج: من هذا الرجل؟
*
*
س: صاحب كتاب "ملف روبير مينار.. لماذا تتكالب منظمة صحافيون بلا حدود على كوبا
*
*
ج: (يتنهد).. آه!!
*
*
س: هذا الصحفي في كتابه "ملف روبير مينار.. لماذا تتكالب منظمة صحافيون بلا حدود على كوبا" قال إن المنظمة وقعت سنة 2002 على عقد غير واضح المعالم مع "مركز كوبا الحرة، وعلى أساسه حصلتم على المساعدة المالية الأولية بقيمة 24970 يورو، وارتفعت عام 2003، والمساعدة عام 2004 لم تعرف بعد.. ما صحة كل هذا؟
*
*
ج: "جون غي ايار" يعمل لصالح كوبا من خلال عمله في وكالة الأنباء الكوبية "غرانما" الناطقة باللغة الفرنسية، وهو من أصل كندي، فهل تعتقدون انه في مكانة تسمح له بالتحدث عن المنظمة؟ كما أن دار النشر التي نشرت كتابه كندية، وهل تعلمون من هو صاحبها؟، إنه سيد استقلالي من إقليم الكيبك بكندا، وفي بداية السبعينيات احتجز هذا الرجل القنصل العام لبريطانيا بالكيبك كرهينة رفقة فرقة من الكيبك لمدة 50 يوما لم يطلقوا سراحه إلا بعد تفاوضهم حول إمكانية نفيهم إلى كوبا، أما السيدة التي شاركته الكتابة فهي تعمل بالإذاعة الكوبية الناطقة بالفرنسية، فكتاب كتب من قبل موظفين بالحكومة الكوبية ونشر من قبل ناشر اختار كوبا كمنفى ألا يعني هذا الكثير، وبالمقابل كتبت كتابا صدر منذ يومين بفرنسا وخصصت به فصلا كاملا لهذا الموضوع، أتساءل أحيانا من هم هؤلاء الأشخاص الذين ينشرون كل هذا ولو أنها أكاذيب لا تقلّل من شأننا، لأنني متهم من قبل صحفيين يتقاضون أجورهم من قبل النظام الأكثر قسوة على الصحافة في العالم، وتم نشره من قبل شخص يعد كاسترو مثله الأعلى.. تصور أن ثمة كتابا آخر يحمل عنوان "الوجه المخفي لمنظمة مراسلون بلا حدود" مستوحى من الكتاب الأول، وهذا الكتاب يروي قصة احدى سفرياتي إلى كوبا سنة 1998، وهذا هراء لأني لم أزر كوبا في هذا التاريخ، ولم يعد مسموح لي بالدخول لهذا البلد.
*
*
س: أنت ممنوع من السفر لكوبا.. وأيضا منعت من دخول تونس وسوريا، لماذا؟ وهل سبق أن زرت الجزائر أو منعت من دخولها؟
*
*
ج: في تونس لا يطلبون التأشيرة من الفرنسيين، لكن لم يسمح لي بالنزول حتى من الطائرة، أما بسوريا فأردت عبور الحدود لكن حراس الحدود اعلموا وزير الإعلام السوري ورفض أن ادخل التراب السوري قائلا "لا لن يدخل أبدا إلى سوريا"، ونفس الأمر بالنسبة للجزائر فأنا ممنوع من دخولها منذ 05 سنوات بعد أن تم رفض منحي التأشيرة، بل لا يردون حتى على طلبات التأشيرة.. كما أنني ممنوع من دخول تركيا منذ سنوات.
*
*
س: جريدة "الشروق اليومي" قادت حملة لجمع مليون توقيع من أجل إطلاق سراح سامي الحاج ونجحت في رهانها، ما رأيك في مثل هذه الحملات لمساندة زملائنا الصحفيين؟
*
*
ج: ما اعتقده هو انه لو لم تكن هذه الحملات لكان سامي الحاج لا يزال في السجن، وقمت بإجراء حوار مطول مع سامي الحاج وتحدثنا فيه عن هذا الأمر، فمن غير المعقول أن لا تتأثر الحكومات بهذه الحملات، وحتى الحكومات الأكثر صرامة لا يمكنها التظاهر بأن الرأي العام الدولي غير موجود لأن لحقوق الإنسان فعالية، وما تأسفت بشأنه في قضية سامي الحاج انه لم تكن هنالك التعبئة الكافية ولم يتجند الكل لمساندته، فأنتم قمتم بحملة ولكن الآخرين لم يساندوكم لدعم قضيته.
*
*
س: هل إطلاق سراح سامي الحاج معناه السكوت عن ما تعرض له من قمع وعنف؟
*
*
ج: لا، مستحيل بل سنكون بجانبه من اجل مقاضاة أمريكا ولن نسكت، فهذا لا يعقل، كما ان هناك 250 شخصا بغوانتانامو، ولن نلتزم الصمت ازاء قضيتهم بمجرد عدم كونهم صحفيين، ولكن قلت لسامي الحاج نحن إلى جانبك إلا انه عليه التقدم برفع دعوى قضائية ضد أمريكا بسبب ما تعرض له بالمعتقل، وطبعا يجب ان يرفع الدعوى بصفة شخصية، لأنه يجب ان يدفعوا ثمن جور غوانتانامو و"07 سنوات من الاعتقال والتعذيب".
*
*
س: وماذا عن تيسير علوني؟
*
*
ج: تيسير علوني يدفع الثمن لأنه ضحية ذهنية الغرب الذي يعتقد أن من يحاور بن لادن فهو من أتباعه أو في خدمته، إلا أن عمل الصحفي هو تقديم ومحاورة كل الشخصيات، فعدد من الصحفيين بالجزائر حاوروا مسؤولين بالحزب المحظور، وهذا لا يعني أنهم من أتباعه أو من المناضلين بهذا الحزب، ومثال آخر أنا لست من المعجبين بالمنظمة الباسكية الاسبانية ولكن لا أرى أي مانع في محاورة الصحفيين لمسؤوليها.. وهل يعقل أن تحصل أي وسيلة إعلامية على حوارا مع بن لادن ولا تنشره او تذيعه، هذا مستحيل، كما ان وسائل الاعلام الامريكية كانت تشتري الصور من قناة "الجزيرة" وتعرضها، وهو ما يعني ان هذا هو عمل الصحفي.. وأنا أحدثك بلغني للتو خبر الافراج عن موسى كاكا الصحفي النيجيري الذي حاور احد متمردي الطوارق واتهم بالترويج لصالح هذه الجماعة.
*
*
س: لنتحدث عن مركز الدوحة لحرية الإعلام.. ما هي مهامه، وكيف تعرفه للصحفيين الجزائريين؟
*
*
ج: مركز الدوحة فريد من نوعه، فخلق مركز للصحافة في بلد عربي إسلامي لمساندة صحفيي العالم شيء يدل على شجاعة صاحبه، وأقول لكم لماذا؟ لأننا مثلا نساعد عائلات الصحفيين المعارضين لنظام الأسد المتواجدين بالسجون السورية، وهو ما يعد مشكلا لدولة قطر، كما نساعد كذلك الأشخاص الذين لهم آراء مختلفة.. فالمركز أنشئ في فصل الربيع، ولكنه شرع بالعمل منذ بضعة أسابيع فقط، ولكن تمكنا في هذه الفترة القصيرة من مساعدة أكثر من 100 شخص، وأنا فخور كون هذا المركز موجود في دولة عربية، لأن هذا يعني انه يمكننا التحدث عن أمر آخر غير ما يحدث في العالم العربي، فالمركز يدافع عن صينيين وكولومبيين وهايتيين... الخ، وهو الأمر الذي أفتخر به.
*
من جهة أخرى سيقوم المركز بمهام أخرى، إذ سيساعد دولة البحرين التي لديها قانون إعلام سيئ لتغييره.. وعندما قابلت الشيخة موزة لاقتراح فكرة إنشاء المركز عليها قلت لها يجب أن ننتبه، لأن الصحافة قادرة أن تكون الشيء الأحسن والأسوأ في نفس الوقت، الأحسن عندما لا تساهم في إشعال نار الفتن والتحريض، والأسوأ عندما تدفع الأشخاص للتناحر فيما بينهم، وقلت حينها في نفسي يجب أن نتحرك في هذا الإطار، وهدف المركز الذي أرغب به يكمن في كونه مكانا للدعم، أين نستقبل أشخاصا مهددين في بلدانهم، ومكان للحوار.
*
*
س: هل سيكون للمركز فروع في المغرب العربي وفي الجزائر؟
*
*
ج: هذا السؤال يدفعني للتساؤل هنا هل ستسمح لنا الجزائر بفتح مكتب؟ نحن سنفتح مكاتب بكل الدول تقريبا، بالمغرب وأمريكا وبانكوك ودول الشرق، حتى نكون أقرب من بعض الدول التي بها مشاكل، ولكن هذا حسب السلطات، أما بالجزائر فسأخبركم بأمر مهم.. أنا ولدت بالجزائر ولدي طفلة تبلغ من العمر 06 سنوات، منذ سنتين كتبت لسفير الجزائر بباريس لأطلب منه السماح لي بأخذ ابنتي إلى وهران لترى أين ولد والدها، وأعطيته كلمة شرف مني بأن لا ألتقي بالصحافة ولن أدلي بأي تصريح، لأن الأمر لن يتعدى الإطار الشخصي، ولكنه رفض الأمر، فأمام هذا التعنت هل تتخيلون فتح مكتب بالجزائر؟، أظن الأمر صعب جدا.
*
*
س: ماذا يقول السيد مينار للصحفيين الجزائريين ولصحفيي "الشروق" كآخر كلمة نختم بها حوارنا؟.
*
*
ج: واصلوا عملكم كما تقومون به، فنحن بحاجة إلى هذا، ويجب أن تبرهنوا.. وأنا أقولها لكم ليس لإرضائكم لأني لن أقولها لصحف جزائرية أخرى.. انتم تبرهنون انه بإمكاننا القيام بعمل صحفي جيد حتى في أحلك الظروف، خاصة وأنكم بلغتم 600 ألف نسخة يوميا وتبوأتم الصدارة في الجزائر والمغرب العربي، مع انه من الصعب العمل بالصحافة في الجزائر، ويبدو لي أن الأمور بدأت تتحرك بالعالم العربي، فهناك جيل جديد يرغب بالقيام بالعمل الصحفي الجيد وهم اقل تسييسا وأقرب من المهنة، وقربهم من مهنتهم أبعدهم عن الوطنية المتعصبة، إذ نرى البعض يغضب إذا انتقدنا الحكومة الجزائرية لاعتقادهم انه بهذه الطريقة نحن ننتقد الجزائر، وهذا معتقد خاطئ.. بإمكانكم انتقاد ساركوزي بالقدر الذين تشاؤون ولن أشعر كفرنسي بأنني معني بانتقاداتكم لساركوزي، بل أنتقده مثلكم أو أكثر.. أعتقد أن هناك جيلا جديدا من الوطنيين، وأن الحرب التي نقوم بها من خلال المركز ليست بمعركتنا ولكن معركتكم انتم.. وأود أن اختم بشيء مهم لكم..
*
*
س: تفضل...
*
*
ج: إن المركز سيخلق شبكة من الصحف التي في كل العالم تتجند للدفاع عن مبادئ التسامح وتقدم الدعم لتيسير علوني، مثلما قدمته لسامي الحاج، وسنختار صحفا من كل بلد للعمل معا، وأتمنى أن ترافقنا جريدة "الشروق" في ذلك، وأدعوها بصفة رسمية للانضمام للشبكة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.