بعد إفراج وزارة التربية الوطنية عن رزنامة الامتحانات الخاصة بنهاية الموسم الدراسي 20152016، استبشر الأولياء خيرا بقرار الوزارة بتقديم موعد امتحانات نهاية الأطوار إلى شهر ماي بدل جوان، الذي يتزامن مع شهر الصيام، في الوقت الذي عبّر فيه أولياء تلاميذ مختلف المؤسسات التربوية بالجنوب عن استيائهم العميق من الرزنامة الجديدة لبقية المستويات. نشرت وزارة التربية الوطنية الرزنامة الجديدة التي شهدت تأخير امتحانات الفصل الثالث للمستويات العادية للأطوار الثلاثة إلى 5 جوان 2016 بعدما كانت لا تتجاوز منتصف شهر ماي في السنوات الماضية، وذلك عملا لتوصيات الندوات الجهوية الأربع المنعقدة يوم 11 فيفري بكل من العاصمة والأغواط وقسنطينة وتيارت، فيما تم تحديد موعد الامتحانات الاستدراكية يومي 22 و23 جوان للطور الابتدائي و29 و30 جوان للطور المتوسط والثانوي. ولقيت ردود أفعال قوية من طرف الأسرة التربوية وخاصة من جمعيات أولياء التلاميذ وطلبة الثانويات مباشرة بعد ترسيم هذا القرار، الرافضين لهذه الرزنامة المستفزة – حسبهم- والتي لم تراع الظروف القاسية بالجنوب الجزائري شهر جوان والتي تتزامن مع دخول شهر الصيام، حيث اعتبر أولياء التلاميذ الذين تحدثوا ل "الشروق" أن هذا القرار بمثابة عقوبة بدنية ومعنوية لأبنائهم، وتساءلوا لماذا لم تحفظ الوزارة الدرس من المقاطعة الجماعية للدخول المدرسي طيلة شهر سبتمبر الذي تزامن مع طقس جهنمي رغم توفر المدارس على مكيّفات هوائية لا تشتغل بسبب ضعف التيار الكهربائي، بالإضافة إلى تعرض أبنائهم إلى ضربات الشمس الحارقة التي تؤدي إلى مضاعفات خطيرة، أما طلبة الثانويات بورقلة وتقرت في تصريحاتهم ل"الشروق" فقد اعتبروا أن القرار غير مدروس ولم تراع فيه الظروف الاستثنائية القاسية للمنطقة شهر جوان والتي تتزامن مع صيامهم، مطالبين جمعيات أولياء التلاميذ وحتى النقابات بالتدخل لدى الوزارة غير مستبعدين الخروج للشارع للاحتجاج إذا أصرّت هيئة بن غبريط على هذه الرزنامة. وبغض النظر عن معاناة تلاميذ الجنوب، فقد اعتبر عدد من الأساتذة الذين تحدثوا ل "الشروق" أن هذه الرزنامة مشجعة على استخدام الغش على المستوى الوطني من طرف التلاميذ الذين سيمرّون بفترة فراغ مملة لمدة تتجاوز 20 يوما من فترة توقف الدراسة إلى غاية موعد الامتحان في ظروف غير عادية، كما أنها تشجع الأساتذة المصححين على سياسة "البريكولاج" في تصحيح الأوراق بالنظر للفترة القصيرة بين الامتحان وصب النقاط، وانشغالهم في نفس الوقت بتصحيح أوراق الامتحانات الرسمية في مراكز التصحيح ما يطرح حسبهم عدة تساؤلات.