أمرت نيابة محكمة دائرة طولقة ببسكرة، بعد تلقيها شكوى استعجالية عن تهمة الإهمال المفضي للوفاة، لمريض في المستشفى، بتحقيقات أمنية مع جميع الأطراف المعنية، بما فيها عائلة الضحية الشاب "ع. م" البالغ من العمر 27 سنة، الذي توفي منذ بضعة أيام بمستشفى زيوشي، بعد إخضاعه لعملية جراحية ببتر قدمه. كما طالبت النيابة بإحالة جثة الضحية على الطبيب الشرعي، لتحديد الأسباب الحقيقية للوفاة، التي تكون مصالح المستشفى قد دوّنتها لأسباب غير واضحة، الضحية الذي عرفت عملية تحويله من طرف الحماية المدنية للاستعجالات الطبية بمستشفى محمد زيوشي بطولقة، قبل حوالي 10 أيام، بعد تعرضه لجروح وكسور في حادث مرور، إلى غاية وفاته، سلسلة تهم متبادلة بين عائلة الضحية والفريق الطبي للمستشفى المذكور، حول ظروف الرعاية الطبية ورفض التكفل بالضحية في أبسط الأمور الصحية، وكذلك الضرورية، كون الضحية شخص، مصاب بمرض عقلي، بنسبة 90 بالمائة، والجميع في المستشفى تهرّب من تحمل مسؤولية رعايته الصحية المطلوبة، كسائر المرضى، وامتنع الفريق المكلف بنقله استعجاليا إلى مستشفى الحكيم سعدان بعاصمة الولاية، رغم أن التحويل يقره الملف الطبي الذي خصص لحالة الضحية الحرجة وقتها، ورغم أن الضحية أدخل الاستعجالات مرات متكررة، وأعيد إخراجه، إلى حين ظهرت أعراض تعفن في أحد قدميه بمسكنه، استدعت إسراع عائلة الضحية تحويله للمؤسسة الاستشفائية ذاتها في آخر عملية نقله للمستشفى، وبترت قدمه ما أدى إلى وفاته الغامضة، بعد ثلاثة أيام فقط من العملية الجراحية حسب ما أوضحته عائلته للشروق اليومي. من جانبها مصالح الأمن أوضحت أنها قامت بالاستماع لجميع المعنيين من ممرضين وأطباء وعائلة الضحية، تطبيقا لتعليمة نيابية وردت للجهة الأمنية بمدينة طولقة، أما الحماية المدنية فأوضحت "للشروق اليومي" أن الضحية قد تم إسعافه ونقله عدة مرات إلى المؤسسة الاستشفائية بطولقة، وكان يعاني من آلام حادة في القدم خاصة خلال عمليتي إجلاءه يومي 21 و22 فيفري من الشهر الماضي، وقد اتصلت الشروق اليومي بمديرية الصحة ببسكرة التي أكدت تلقيها شكوى من أهل الضحية وأقرت مباشرتها التحقيق الإداري في القضية. وحسب ما أفادت به مصادرنا، فإن نيابة محكمة طولقة تنتظر تقرير الطبيب الشرعي، لكشف حقيقة وفاة الضحية ومدى حقيقة وجود تهمة الإهمال التي تتحدث عنها عائلة الضحية، كما ينتظر أن تطلب خبرة طبية للاقتراب من الحقيقة في قضية صحية تتمسك فيها عائلة الشاب الضحية بمتابعة المؤسسة الاستشفائية بطولقة قضائيا .