قام والي إيليزي، مساء الأربعاء، بزيارة ميدانية إلى الحصن التاريخي (بولينياك سابقا)، وهو الحصن الذي شيده المستعمر الفرنسي سنة 1924، من أجل مراقبة تحركات المناضلين بالمنطقة الحدودية. وقد جاءت هذه الزيارة من أجل معاينة وضعية البناية، وما آلت إليه الجدران، بسبب خطر الانهيار، الذي بات يهددها بفعل تسرب الماء، بحيث كانت الحظيرة الثقافية للطاسيلي نيابة إيليزي، قد حذرت من هذا الخطر. وقد كان الوالي مرفوقا بكل من مدير السياحة، وممثل مديرية الثقافة، ومهندس معماري في ذات المديرية، وكذا ممثلين عن الديوان الوطني للتطهير، والجزائرية للمياه، أين اطلع الوالي على واقع البناية. وأضاف مصدر عليم أن الوالي نزل إلى غاية الأنفاق السفلية، للوقوف على مدى وصول الماء إليها. كما تفقدوا الخزان المائي القديم التابع للحصن. وحسب ذات المصدر، فقد أعطى تعليمات إلى ممثلي مديرية الثقافة بضرورة التكفل بهذا المشكل حالا، أين صرح المهندس بأن هناك برنامجا لترميم الحصون التاريخية بالولاية. وسيتم عقد اجتماع تقني في الأيام القليلة القادمة، يضم مختلف الفاعلين من حظيرة الطاسيلي والثقافة والسياحة، وكذا ممثلي الجزائرية للمياه، والديوان الوطني للتطهير، من أجل إيجاد حلول عاجلة لهذه المشكلة. يذكر أن هذه الزيارة جاءت بعد ثلاثة أيام من دق الديوان الوطني للحظيرة الثقافية للطاسيلي نيابة إيليزي، ناقوس الخطر حول تسرب المياه، إلى داخل المخابئ السرية للمعلم التاريخي حصن إيليزي، أو حصن بوليناك سابقا، الذي بات يهدد الحصن بخطر الانهيار، خاصة الأنفاق السفلية البالغ عددها ثمانية أنفاق. وقد بني هذا الحصن، مثلما ذكرت "الشروق" في عدد سابق، على مرحلتين من قبل المستعمر الفرنسي، المرحلة الأولى من 1908 إلى سنة 1914، والمرحلة الثانية من 1914 إلى 1926، وقد كانت السلطات تسعى من خلال إنجازه إلى مراقبة هذه المنطقة الحدودية، واستغلاله كنقطة ربط بين منطقتي برج عمر إدريس وجانت، ليتحول فيما بعد إلى مقر لقيادة المواقع العسكرية بالمنطقة. لكن هذه البناية المهمة، صارت مهددة بالانهيار أكثر من أي وقت مضى، بفعل تصاعد المياه المسربة على الأرضية وجدران الحصن مثلما اطلعت عليه "الشروق" وقتها، أثناء معاينتها حالة الحصن، بحيث أكدت نائبة مديرة حظيرة الطاسيلي، ل "الشروق" في عدد سابق، أنه يرجح أن يكون السبب في هذا، ثقب أنبوب مياه صالح للشرب بالمنطقة. وأضافت أنها قد حذرت في الكثير من المرات المصالح المعنية دون جدوى، ليبقى الحصن ينتظر التفاتة المسؤولين من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان. يذكر أن الحصن قد شهد خلال سنوات مضت عمليات ترميم، شملت بعض الأجزاء الداخلية، والواجهة الخارجية، من أجل الحفاظ على هذا التراث المادي للمنطقة.