يجرى إعداد المرحلة الثانية من عملية ترميم حصن "بولينياك" التاريخي بولاية إيليزي، حسب ما علم أمس الأربعاء، لدى مصالح مديرية الثقافة. وستمس هذه العملية، التي تستهدف حماية هذا المعلم التاريخي، الذي يعود تشييده لسنة 1919 الأجزاء الداخلية والواجهة الخارجية للمعلم، وذلك من أجل الحفاظ على هذا التراث المادي الذي يعكس تاريخ جانبا من المقومات التاريخية للمنطقة، وفقا لما أفاد به مدير القطاع حسين نشيطو. وقد انتهت مديرية الثقافة من دراسة الجانب المتعلق بالمعلومات التوثيقية، حيث سيتم إرسال الملف في غضون الأسبوع القادم إلى الوزارة الوصية من أجل الموافقة. وتندرج هذه العملية ضمن برنامج أعدته وزارة الثقافة، الذي يرمي إلى المحافظة على التراث الوطني المادي واللامادي وتثمينه باعتباره تراثا يشكل جزءا من الذاكرة الوطنية وجعله مرجعا حقيقيا يستفيد منه طلاب الجامعات والمعاهد عبر مختلف ولايات الوطن في دراساتهم وأبحاثهم، كما أشير إليه. الجدير بالذكر، أن هذا المعلم التاريخي شيد من طرف قوات الاستعمار الفرنسي بمواد أولية محلية من طين وحجارة، حيث صمم بطريقة فنية دقيقة ويضم جهتين جهة شمالية تضم إقامة الجيش الفرنسي وقاعات استقبال ومكاتب، في حين تضم الجهة الجنوبية منه الجناح الإداري وغرف لتخطيط العمليات - تقول مديرة نيابة الحظيرة الثقافية للطاسيلي بإيليزي الآنسة حفيظة حاج أعمر. كما يحتوي هذا الحصن أيضا على مخابئ سرية استعملت لغرض اعتقال المجاهدين الجزائريين إبان الثورة التحريرية المجيدة إلى جانب أربعة أبراج للمراقبة إثنين منها حديدية والأخرى مبنية بالحجارة وكذا خزان مائي من الحجم الكبير. وتعمل مصالح ديوان الحظيرة الثقافية للطاسيلي على التحضير لعملية جرد إضافي لمعالم تاريخية أخرى من أجل تصنيفها تحسبا لعمليات ترميمها مستقبلا، تضيف المسؤولة ذاتها.