تعاني مدينة حاسي مسعود التي تشكل ميزانيتها الضخمة ما يعادل ميزانية دولة في إفريقيا منذ سنوات طويلة، من انعدام أماكن مخصصة للترفيه كالحدائق والمساحات الخضراء، ورغم أن المنطقة صناعية بامتياز، إلا أن ذلك حسب تصريحات السكان ل "الشروق" ، لم يلفت انتباه أي مسؤول سواء كان منتخبا أو معينا للتفكير في إدراج مشروع ترفيهي خاص بالعائلات. تعاني المدينة من تجميد في أغلب الأنشطة ومختلف المجالات، وهذا بسبب المرسوم التنفيذي 04 /2005، والذي يصنف المنطقة ذات أخطار كبرى، وهو المشكل المطروح حاليا وبسبب التداعيات المذكورة، أصبحت العديد من العائلات تلجأ إلى أماكن خارج المدينة، وهذا للترفيه عن النفس وأخذ بعض الراحة، خاصة في العطل وأيام نهاية الأسبوع، وتتجمع العديد من العائلات مع الأطفال في ساحتين بحاسي مسعود، على بُعد حوالي 10 كلم من ذات المدينة في الجهة الشرقية والشمالية قرب قرية الخويلدات، لكن الخطر المحدق بهذه العائلات والمنطقة ككل هو تواجد أبار النفط والغاز بهذه الأماكن، وما يزيد من خطورة ذلك هو أن أغلب هذه الأبار غير محمية، حيث تنقلت "الشروق" لهذه الأماكن ورصدت المشهد. وأغلب هذه الآبار قد أحيطت بسياج من حديد، لكن تبقى مفتوحة من الجهة الأمامية، حيث لاحظنا دخول الأطفال واللعب بهذه الأماكن. ما قد يشكل خطرا على المنطقة ككل، فالمسؤولية الأولى هنا تقع على شركة سونا طراك التي لم تقم بحماية هذه الآبار، حسب العارفين بهذا الشأن، فضلا عن السلطات المحلية، حيث لازال التسيّب والإهمال مستشريا بهذه المواقع . وأكد السكان أنه توجد العديد من هذه الأبار مهملة، علما أن العديد منها محيط بالمدينة وبقيت بدون حماية، من جهة أخرى تقع المسؤولية الثانية على السلطات المحلية وعلى رأسها مصالح البلدية، فبدلا من إنشاء أماكن مخصصة للترفيه عن سكان المنطقة لا زالت تتجاهل الأمر بالرغم من الملايير التي تصرف على عدة مشاريع ليست بأولوية. ولحد الساعة لم يتم برمجة أي مشروع موجه للعائلات بغية الترفيه عنها، رغم وجود أماكن كثيرة ومساحات شاسعة بالمنطقة، يمكن أن تخصص كأماكن للتسلية، فمنذ سنوات التسعينيات أدرجت العديد من الأماكن التي خصصت كمشاريع للترفيه، كالمساحة الموجودة بالقرب من السوق الأسبوعية القديمة، حيث كان من المقرر إنشاء حديقة بها لسكان المنطقة، إلا أن الزائر لهذا المكان يجد العديد من العمارات الخاصة المشيدة به، ويبقى السؤال المطروح من المسؤول على هذا الوضع المزري في أغنى بلدية على المستوى الوطني ميزانيتها بحجم دولة.