الضحية "35 سنة" اضطرته غلبة الدين للبحث عن عمل وترك زوجته وأبنائه بباتنة وقدم إلى العاصمة حتى يتمكن من تسديد مبلغ 10 ملايين سنتيم أقترضها من عند قريب له، ولم يكن يدري أنه سيُقتل في جريمة بشعة. الواقعة التي لا تزال دوافعها غامضة لاسيما وأنها وقعت لحظات فقط من وصول المجني عليه إلى العاصمة تعود إلى تاريخ 15 ديسمبر سنة 2014 لما تلقت مصالح الأمن بدرارية بلاغا من عند شاهد عيان الوحيد عن حادثة اعتداء باستعمال أسلحة بيضاء من قبل مجهولين، على مستوى السوق البلدي ببابا أحسن، انتقل على إثرها عناصر فصيلة المساس بالأشخاص إلى المكان وعلى مستوى المدخل الرئيسي للسوق عاينوا أثار لبقع الدم على الأرض وصولا إلى المحل رقم 29 أين وجدوا جثة شخص من جنس ذكر ممدة على الأرض وأطرافها السفلية منطوية إلى الخلف وتبدو عليها أثار العنف وجروح عميقة على مستوى الرأس وطعنات بسلاح أبيض بكامل أنحاء الجسد أعنفها كانت بطول 18 سم على مستوى البطن وتبين أنها تتعلق بثلاثيني ينحدر من ولاية باتنة متزوج وأب لأربعة أطفال.. الشاهد وخلال التحقيق صرح أنه كان بمعية المجني عليه على مستوى مستودع مهجور يبيت فيه وفي حدود العاشرة ليلا سمعا طرقا على الستار الحديدي متبوع بالسب والشتم من قبل أشخاص مجهولين، فحمل صديقه مطرقة لاستعمالها في حالة حدوث طارئ، ليقتحم المشتبه فيهم المستودع حاملين أسلحة بيضاء وانهالوا على رفيقه بالسكاكين، فيما تمكن هو من الفرار بعدما تلقى ضربة بخنجر على رأسه وتمكن من الفرار واتجه لطلب المساعدة من قوات الشرطة . وبعد عرض ألبوم الصور للأشخاص المشتبه فيهم في قضايا الاعتداء بالأسلحة البيضاء المعروفين على مستوى المصالح الأمنية تعرف الضحية الثاني على أحد المعتدين وتم توقيفه في اليوم الموالي على مستوى محل إقامته، هذا الأخير أقر بمشاركته في واقعة الاعتداء، وكشف التحقيق أن المتورطين الخمسة قصدوا أحد الملاهي الليلية لاحتساء الخمر ، ومن ثم توجهوا نحو السوق البلدي لبابا احسن لشراء قطعة زطلة، وبعد الفوضى التي أثاروها وضربهم واجهات المحلات، خرج شخص كان على مستوى المحل 29 للاستطلاع وقعت إثرها مشاجرة انتهت بمقتل هذا الأخير، وجاء في ملف القضية أن المشتبه فيهم توجهوا على متن سيارة من نوع بيكانتو إلى مستشفى موزاية بالبليدة أين تلقى اثنين منهما الإسعافات جراء إصابتهما، واتضح أنهم ألقوا سلاح الجريمة في قناة للصرف الصحي على مستوى الطريق السريع. وقد قضت محكمة الجنايات بمجلس قضاء تيبازة نهاية الأسبوع بإدانة ثلاثة متهمين بعقوبة الإعدام، فيما قضت بعام حبسا نافذا لسائق المركبة وستة أشهر حبسا نافذا لاثنين آخرين لعدم إبلاغهما عن جناية.