اعتبر وزير الثقافة، عز الدين ميهوبي، لدى إشرافه، سهرة السبت، على تدشين المسرح الجهوي، "سي الجيلالي بن عبد الحليم، لمدينة مستغانم، "أن المناسبة تاريخية بامتياز" باعتبار مسرح مستغانم "أفضل هدية لأرواح الذين ناضلوا من أجل الفن الرابع واستمراريته، في مقدمتهم أعضاء فرقة حزب جبهة التحرير الوطني، إلى جانب فرقة القراقوز للمخرج المسرحي ولد عبد الرحمن كاكي، والقائمة طويلة"... كما نوه بالمجهودات في مجال دعم الفعل الثقافي بالمنشآت، على غرار قاعة أحمد باي بقسنطينة وأوبيرا الجزائر العاصمة. اغتنم وزير الثقافة، ليلة تدشين أول مسرح في عهد الجزائر المستقلة بني بمواصفات المسرح الإيطالي، فرصة وجود عدد كبير من الشخصيات الفنية والثقافية من مديري مسارح جهوية ومخرجين وممثلين من مختلف الأجيال، ليوجه عدة رسائل منها المشفرة ومنها الواضحة من خلال دعوة المسرحيين إلى ترقية العمل المسرحي وتجاوز المشاريع المسرحية ذات الطابع الاستهلاكي من خلال تعزيز هوية المسرح الجزائري. وهنا إشارة واضحة إلى ما تم إنتاجه خلال 15 سنوات الأخيرة من أعمال مسرحية استهلكت عشرات الملايير غير أنها لا ترقى إلى مستوى الأعمال المسرحية الخالدة التي أنتجت في فترات سابقة بوسائل مادية متواضعة تمكن أصحابها من إعطاء الحياة قيمة فنية من خلال مناقشة إشكالات المجتمع، التاريخية والاجتماعية، حيث خلص وزير الثقافة في كلمته إلى ضرورة العودة إلى تدريس التجارب المسرحية الرائدة على غرار تجربة عبد القادر علولة وكاكي ومصطفى كاتب كاتب ياسين وغيرهم من عمالقة المسرح الجزائري. وكشف في الإطار عن مشروع تدريس مادة المسرح ضمن المنظومة التربوية . وفي سياق آخر، دعا ميهوبي الحضور إلى ضرورة تقييم مسيرة مسرح الهواة بعد مسيرة نصف قرن من العطاء على اعتبار أن مهرجان مسرح الهواة لمدينة مستغانم شكل محطة بارزة في مجال ميلاد حركة مسرحية بهوية جزائرية في ظل صعوبة توفير وسائل الدعم المالي. تجدر الإشارة إلى أن احتفالية تدشين مسرح الاستقلال، على حد وصف وزير الثقافة، شهدت تكريم عدة وجوه مسرحية من مدينة مستغانم على غرار عائلة المرحوم سي الجيلالي بن عبد الحليم، مؤسس مهرجان مسرح الهواة، وعائلة ولد عبد الرحمن كاكي، إلى جانب المخرج جمال بن صابر والممثل محمد بن محمد وبلقاسم مزاجة ومصطفى شقراني من المسرح الوطني.