أكد وزير الفلاحة والتنمية الريفية، رشيد بن عيسى، في تصريح خاص "للشروق اليومي" أنه تلقى معلومات حول طاعون قادم من المغرب يهدد عشرات الآلاف من الأغنام الجزائرية، بعد ما خلف خسائر معتبرة وسط الماشية المغربية، وعن طبيعة هذا الطاعون، قال الوزير أنه يسمى "طاعون المشتر الصغير" وهو يصيب الحيوانات، خاصة منها الأغنام. * * حديث عن هلاك 50 خروفا بتلمسان ووزارة الفلاحة تكثف عمليات التلقيح والوقاية * * ولمواجهة هذا الكابوس، عمدت وزارة الفلاحة إلى الشروع في عملية تلقيح واسعة في المناطق الغربية، خاصة منها الحدودية التي يخشى أن يدخل من خلالها المرض الذي أصاب عددا معتبرا من الماشية المغربية، وقد تحدثت بعض المصادر الفلاحية عن هلاك 50 خروفا بولاية تلمسان جراء هذا الطاعون. * لكن وزير الفلاحة أكد أن مصالحه لم تسجل لحد الساعة أي إصابة بهذا الطاعون، وبالنسبة للماشية التي نفقت، قال أنها أصيبت بأمراض أخرى وأن تصريحات الفلاحين ليست علمية، وأضاف المتحدث أن الوزارة ليس من صالحها إخفاء أي إصابة بهذا الطاعون وفي حالة ما إذا "سجلنا أي إصابة فإننا سنكشف ذلك"، وطمأن الوزير مربيي الماشية المتخوفين من هذا الوباء أن وزارة الفلاحة هيأت جميع الوسائل المادية والبشرية لمواجهة هذا الطاعون الذي يخشى تسلله عن طريق الماشية المهربة إلى الجزائر. * وأكدت لنا مصادر فلاحية أن الجفاف هذه السنة أثر بشكل كبير على الثروة الحيوانية بالمناطق الغربية مما أدى إلى انخفاض أسعار اللحوم في الصيف، والتي تدنت لحد 350 دج للكيلوغرام الواحد، ونظرا لقلة رؤوس الماشية في هذه المناطق، خاصة منها تسمسيلت وتيارت، فإن أسعار الماشية ستعرف ارتفاعا كبيرا قبيل عيد الأضحى المبارك بسبب الندرة ولتعويض المربين ما خسروه جراء الجفاف. * كما كشف وزير الفلاحة والتنمية الريفية الدكتور رشيد بن عيسى في حديث خص به "الشروق اليومي" على هامش الزيارة التي قادته لولاية تيارت أول أمس، عن أول مشروع لتكثيف إنتاج الحبوب بكافة أشكالها في الجزائر بهدف التقليل من نسبة استيراد هذه المادة التي بلغت 70 بالمائة من حاجيات الجزائر بفاتورة قدرت بمليار و700 مليون دلار خلال النصف الأول من السنة الجارية. * وبين الوزير أن المشروع يتضمن العديد من الإجراءات التي كرستها الوزارة لمساعدة الفلاحين بهدف تطوير الإنتاج وتوسيع مساحات الاستثمار، أولها تدعيم سعر الأسمدة بنسبة 20 بالمائة بعد ما فاقت قيمتها 5000 دينار للقنطار الواحد بالإضافة إلى التخفيف من رسوم الأسمدة والأدوية مما سيمكن من استصلاح واستغلال المزيد من الأراضي الفلاحية والزيادة في المردودية. * وفيما يخص التكوين وتحديث أساليب الاستثمار، قال بن عيسى أنه أعاد فتح جميع المراكز والمعاهد المتخصصة في إنتاج وزراعة الحبوب في جميع ولايات الوطن مما سيمكن من تكوين وتخرج عدد كبير من المهندسين الفلاحيين الذين سيرافقون الفلاحين في أراضيهم وتمكينهم من استعمال كل الطرق الحديثة والمتطورة في مجال زراعة الحبوب، وبين الوزير أن المجلس الوطني للاستثمار في دورته الأخيرة قدم امتيازات منقطعة النظير لتشجيع المستثمرين في مجال إنتاج البذور والحبوب مما سيدفع عددا كبيرا من المهندسين والفلاحين الشباب لاقتحام ميادين الاستثمار في مجال زراعة وإنتاج الحبوب التي يعول أن تصل نسبة إنتاجها لدرجة تضمن 70 بالمائة من الحاجيات المحلية مما سيساهم حسب الوزير من خفض الاستيراد من 70 إلى 30 بالمائة خلال خمس سنوات القادمة، ولضبط الكميات المنتظرة من الإنتاج، كشف بن عيسى عن إجراءات جديدة لتحديث قدرات التخزين للحفاظ على المنتوج والتحكم في السوق المحلية، خاصة بعد ما عرفت أسعارالحبوب زيادة بنسبة 100 بالمائة مما جعل عددا كبيرا من الفلاحين يطالبون الوزارة بدعم أسعار بذور القمح مثلما دعمت الأسمدة وهذا ما انتقده واستبعده رشيد بن عيسى من تيارت، موضحا أن دعم أسعار بذور القمح غير منطقي، وسيؤدي إلى تكسير منتجي البذور، وأضاف أن الدولة ساعدت وستساعد جميع الفلاحين دون استثناء في شراء كميات البذور التي يحتاجون إليها عن طريق "قرض الرفيق" الذي يعتبر أول قرض دون فائدة ويمكن للفلاح إرجاع ديونه بعد عملية الحصاد، كما تضمن الدولة شراء جميع محاصيل الفلاحين، خاصة ما يتعلق منها بالقمح بقيمة 4500 دينار للقنطار، وهذا ما سيريح الفلاحين من هاجس الكساد أو تقلبات الأسعار.