تكفي مشاهدة الحلقات الأولى من مسلسل "ليالي الحلمية" في جزئه السادس لنكتشف فورا أن هذا العمل ليس هو الذي عشقناه وتربينا عليه سنوات طويلة، فلا الليالي هي الليالي ولا الحلمية هي الحلمية! المسلسل ذائع الصيت والذي يغيب عنه في الجزء الجديد كاتبه الأصلي أسامة أنور عكاشة، ومخرجه التقليدي إسماعيل عبد الحافظ، ناهيك عن معظم أبطاله الذين غيّبهم الموت (ممدوح عبد العليم) أو طالهم المرض (صلاح السعدني) أو عارضوا فكرة المشاركة (يحيى الفخراني)، ليس هو ليالي الحلمية الذي نعرفه!! حضور ممثلة كبيرة ومهمة مثل صفية العمري، وأبطال الأجزاء السابقة مثل إلهام شاهين وهشام سليم، لم يكن كافيا من أجل إقناع المشاهدين بفكرة عودة الليالي مجددا، بل حتى الاستعانة بالمقدمة الموسيقية الخالدة التي كتبها سيد حجاب ولحنها ميشيل المصري، لم تنفع سوى في دغدغة المشاعر لكن المضمون بقي بعيدا عن المستوى المطلوب!! قد يقول البعض إننا نستبق الحكم على ليالي الحلمية وبأن الحلقات الأولى ليست مؤشرا حقيقيا للحديث عن المسلسل، كما أنه كان من المتوقع جدا أن يضع المشاهد مقارنة بين الأجزاء الخمسة السابقة والجزء الجديد، وهي مقارنة وفي كل الأحوال، ستكون للماضي، لكن فلننتظر بقية الأحداث لعل وعسى يرتبط المشاهدون بالوقائع والشخصيات الجديدة، ويتجاوزون ليالي الحلمية في طبعة سليمان غانم وسليم البدري، لتحضر أسماء جديدة..ربما! يبقى أن الكثير من المشاهدين لاموا الشروق على بثها لمسلسل ليالي الحلمية، وسجلوا إدانته للإخوان المسلمين وتحديدا الجماعة خلال فترة مبارك، وكذا تصوير المسلسل أحد الشخصيات (التي لا تظهر في العمل) على أنه إرهابي من جنسية جزائرية، وهنا وجب التوضيح أن مسلسل ليالي الحلمية تم اقتناؤه من طرف العديد من القنوات العربية احتراما لتاريخه، حيث لا يختلف اثنان على أنه مثل طيلة السنوات والعقود السابقة، حنينا وحضورا خاصا لدى المشاهدين وبينهم من شاهده في الجزائر، كما أن بث الأعمال لا يعني تبني جميع المشاهد التي فيها أو الأفكار التي يتضمنها، وإنما عرض المسلسل من باب تقديمه للمشاهدين كمادة فنية راقية، تحتمل الإعجاب والإشادة مثلما تحتمل النقد والهجوم.