ما أكثر الأوصاف الإيجابية التي وصف بها القرآن الكريم، والواصفون له بهذه الأوصاف مختلفو الديانات والثقافات واللغات والمقامات.. منهم من يحب الإسلام ومنهم من يكيد له، ويتربص به ويجهد نفسه لإطفاء نوره وإخبال أمر المسلمين حسدا من عند نفسه، ولكنه عند قراءته للقرآن الكريم يقف منبهرا من قوة هذا "الكتاب" الذي لا ريب فيه، ولا يقتصر هذا الانبهار على جانب أو جاذنبين، بل هو انبهار من جميع جوانبه.. من هؤلاء الذين انبهروا بالقرآن الكريم رغم عدم الإيمان به، بل الكيد له المؤرخ اللبناني الأصل، الماروني، الأمريكي الجنسية فيليب حتي.. (1886 – 1978).. لقد وضع فيليب حتي نفسه في خدمة الولاياتالمتحدةالأمريكية منذ تخرجه، وقد عمل في كثير من الجامعات والمؤسسات الأمريكية ذات الصلة بالشرق الأوسط، وقد نال بسبب ما قدمه من خدمات لأمريكا "تدوين اسمه في كتاب مشاهير أمريكا"، كما نقش اسمه على جدار المعرض العالمي في نيويورك من بين اثني عشر "عظيما" خدموا "الديمقراطية". لقد ترك فيليب حتي تراثا كثيرا يتمثل في خمسة وعشرين كتابا باللغتين العربية والإنجليزية ترجمت إلى ثمانية عشر لغة، وله زهاء خمسمائة (500) بحث وتقرير عن المشرق العربي قديما وحديثا، ومن أهم كتبه "تاريخ العرب مطول" و "العرب. تاريخ موجز" الذي كان يوزع على الجنود الأمريكيين ومن أهم الكتب التي تناولته بالنقد والتعقيب على آرائه وأفكاره شوقي أبو خليل المعنون: "موضوعية فيليب حِتِّي في كتابه تاريخ العرب المطول"، المطبوع في دار الفكر بدمشق.. ومما قاله فيليب حتي عن القرآن الكريم: "والقرأن كتاب حي فعال، له تأثير بليغ في النفوس، وخصوصا إذا تلي مرتلا بلغته الأصلية، وبعض تأثيره في النفس راجع إلى ماهو عليه من حسن الشبك، وعذوبة الشجع والبلاغة، وموسيقي الألفاظ والأناقة، ومن العسير أو المستحيل أن يستطيع مترجم نقل هذه المميزات في أسلوب إنشائي رائع إلى لغة أجنبية. أما تأثير القرآن الديني في الإسلام وسلطته الجازمة في الشؤون الروحية والأدبية فناحية أخرى من نواحي عظمته. ويقارن فيليب حتي بين تأثير التوراة على اللغة الإنجليزية وبين تأثير القرآن الكريم على اللغة العربية فيقول: "إن إعجاز القرآن لم يحل دون أن يكون أثره ظاهرا على الأدب العربي، أما إذا نحن نظرنا إلى النسخة التي نقلت في عهد الملك جيمس من التوراة والإنجيل وجدنا أن الأثر الذي تركته على اللغة الإنجليزية ضئيل جدا، بالإضافة إلى الأثر الذي تركه القرآن على اللغة العربية، إن القرآن هو الذي حفظ اللغة العربية وصانها من أن تمتزق إلى لهجات". "إن الأسلوب القرآني مختلف عن غيره، إنه لا يقبل المقارنة بأسلوب آخر، ولا يمكن ان يقلد، وهذا في أساسه هو إعجاز القرآن، ومن جميع المعجزات كان القرآن هو المعجزة الكبرى". فاللهم أحينا بالقرآن، وأدبنا بالقرآن، وأمتنا على القرآن، وشفع فينا القرآن.