قلل خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس من أهمية تنصيب محمود عباس رئيسا لدولة فلسطين، قائلا إن الدولة الفلسطينية موجودة منذ 1988، لكن في الهواء، ولن يكون محمود عباس إلا رئيسا لدولة "في الهواء"، في حين تريد حماس تحقيق الدولة على الأرض، وليس الاكتفاء بمجرد ألقاب جعلته يستشهد بالبيت الأندلسي القديم "ألقاب مملكة في غير موضعها"، مخاطبا أبا مازن بلهجة تهكمية "على الصحة والعافية"، دون إغفال الإشارة إلى أن حكومة سلام فياض ليس لها الحق في الحديث باسم الشعب الفلسطيني. * سلمنا وثائق تفضح "فتح" إلى صحفيين عالميين من أجل الكشف عنها * وأوضح خالد مشعل أن حركة حماس تنطلق اليوم، من مبدأ "ضرورة الخروج من مرحلة الانقسام التي يشهدها الواقع الفلسطيني"، ولهذا فهي تعمل الآن على "الوصول إلى اتفاق يجمعها ومنظمة التحرير الفلسطينية في إطار واحد، حفاظا على القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني". * وأكّد أبو الوليد في ندوة صحفية عقدها، أمس، بقصر المؤتمرات في دمشق أن حماس أبلغت مصر، بصفتها راعية للحوار بين الفرقاء الفلسطينيين، أنها "مستعدة لكل شيء من أجل إحقاق المصالحة الوطنية"، قائلا إن "الانقسام لم يكن خيارا، وإنما كان نتيجة بسبب محاولة السلطة الفلسطينية الانقلاب على خيار الشعب الفلسطيني بدعم إسرائيلي وأمريكي". * وحدد مشعل أمام مجموعة من وسائل الإعلام شروط حماس من أجل التوصل إلى وفاق وطني بين كافة الفصائل الفلسطينية، حيث قال إن على حماس وفتح أن يعالجا كافة الملفات العالقة، والتي تشكل أساس الخلاف بين الطرفين، ما يعني العمل على تطبيق كل نتائج الحوار دون اللجوء إلى حلول مجتزأة. * وجدد أبو الوليد القول إن حماس تريد أن يتمخض عن المصالحة الوطنية حوار حقيقي، ما يعني ضرورة الاتفاق على كل النقاط قبل التوقيع عليها، وهو ما يستلزم وقتا موسعا للتلاقي والتحاور والتشاور حدده بأسبوع، رافضا أن تكون اللقاءات بين الطرفين شكلية ولا تدوم أكثر من يوم أو يومين. كما أوضح أن أحد معالم هذه المصالحة بناء الأجهزة الأمنية الفلسطينية في الضفة وغزة على حد سواء، ما يعني أيضا ضرورة بناء منظمة التحرير الفلسطينية من جديد، وهو ما يقود بدوره إلى الاتفاق على إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية ضمن كامل الرزنامة المتفق عليها، من أجل الخروج من عنق الزجاجة. كما اشترطت حماس أيضا توفير المناخ الإيجابي للمصالحة كالإفراج على المعتقلين الذين تبقي فتح عليهم في سجون الضفة الغربية، قبل أن تؤكد على ضرورة توفير فرص متكافئة لكل الأطراف، وليس من منطلق حوار بين رئيس فلسطيني ومتمردين. ودعا في نفس السياق الدول العربية للعمل على إنجاح المصالحة بين الفلسطينيين، معتبرا أن هذا "حق للفلسطينيين على إخوانهم العرب". * وفي سؤال للشروق اليومي عن مأساة غزة، وجدوى إصرار حماس على طرح خيار الحوار ضمن شروط قد يستغرق التفاوض عليها زمنا طويلا، في حين يريد سكان غزة حلا سريعا وعاجلا، قال خالد مشعل إن حماس ليست من صنع الحصار، وأن الشعب الفلسطيني يعاقب اليوم، لأنه اختار حماس لتمثله عبر الوسائل السلمية، ومكتفيا بإبداء أسفه حيال الحالة المأساوية التي يُصر في كل مرة على أن حماس لا يد لها فيها. * وفيما يخص الوثائق التي تحصلت عليها حماس من أجهزة الأمن الوقائي ووعدت بنشرها، قال مشعل إن حماس نشرت بعضها في مؤتمرات صحفية وتحتفظ ببعضها للمستقبل، كما أنها أرسلت بعض الوثائق الهامة إلى ما أسماه "كبار الصحفيين في العالم" لنشرها، لأنها متعلقة بالدور الأمريكي والصهيوني في المأساة الفلسطينية الداخلية، كما تساءل عن السبب الذي يمنع مصر من فتح معبر رفح، رغم الالتزامات التي قدمتها حماس بتسييره وفق المعايير المعمول بها دوليا.