انسحبت الشرطة التابعة لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" والقوات الموالية لرئيس السلطة محمود عباس من شوارع غزة أمس مع سريان وقف جديد لإطلاق النار لمنع الفلسطينيين من الانزلاق إلى حرب أهلية. وكان وزير الداخلية الفلسطيني سعيد صيام أعلن انه تم تشكيل لجنة مشتركة من الأجهزة الأمنية لتهدئة الأوضاع و إنهاء مظاهر التسلح من شوارع قطاع غزة . أصدرت منظمة المؤتمر الإسلامي بيانًا لها أمس كشفت فيه عن بنود الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين فتح وحماس بوساطة من المنظمة، بعد زيارة أمينها العام لفلسطينالمحتلة. وذكرت وكالة الأنباء القطرية نقلا عن بيان المنظمة، أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه يهدف إلى تهدئة الأوضاع في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، وذلك في أعقاب الزيارة التي قام بها أكمل الدين إحسان أوغلو الأمين العام للمنظمة إلى فلسطين. وأوضح البيان أن الاتفاق يتضمن ثلاث نقاط هي: تهدئة شاملة في الأراضي الفلسطينية, وسحب كل المظاهر المسلحة وإنهاء المسيرات، وتشكيل لجنة قضائية مستقلة تتكون من خمسة قضاة؛ قاضٍ تعينه فتح وآخر تعينه حماس وثلاثة قضاة يعينون من قبل منظمة المؤتمر، على أن تتولى هذه اللجنة التحقيق في جميع الأحداث التي وقعت في المدة الماضية، واستئناف الحوار الوطني بين جميع الفصائل، وخاصة بين حركتيْ "فتح" و"حماس" دون شروط مسبقة. كما قال البيان: إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء إسماعيل هنية وافقا على أن تلعب منظمة المؤتمر الإسلامي وأمينها العام دورًا أساسيًا في تنفيذ هذا الاتفاق وتحقيق أهدافه. وكان رئيس الوزراء قد ألقى خطابا مساء الثلاثاء جدد فيه تمسكه بخيار حكومة وحدة وطنية على أساس وثيقة الوفاق الوطني، دعا فيه إلى مصالحة وطنية شاملة، لحماية السلم الاجتماعي والوئام، محملاً في الوقت ذاته رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع في الساحة من سقوط قتلى وجرحى. وأكد هنية في كلمته أنّ الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني والحكومة سوف يتكسّر، وقال "ليس أوهاماً أن الحصار سينكسر ويتفكك، لأن الأمة كلها مع الشعب الفلسطيني"، وأشار إلى أن جولته العربية والإسلامية الأخيرة تم خلالها جمع نحو 700 مليون دولار، وهي سوف تنهي موضوع الحصار وستعالج الأزمة. كما أشار هنية إلى أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس "لم يجتمع ولا مرة مع الحكومة على مدار تسعة أشهر، ولم يصحب عباس معه، في أي جولة عربية أو غير عربية، أي وزير في وفده، لم يستضف أي وزير في المقاطعة في رام الله ولا في غزة ليستقبل ضيفاً عربياً أو غير عربي يزور فلسطين". ولفت رئيس الوزراء الفلسطيني الانتباه إلى أن هذا الاستبعاد كان واضحاً جداً، موضحاً أنه "يصب في خانة العزل السياسي للحكومة متزامناً مع الحصار المالي للشعب والحكومة، فضلا عن الاعتداءات والحصار وإغلاق المعابر وإغلاق البحر وتجميد أكثر من 600 مليون دولار عند الصهاينة". كما لفت النظر إلى أن رئيس السلطة يرفض المصادقة على المراسيم التي تصدرها الحكومة، وقال هذه الحكومة سنّت تقريبا 100 مرسوم خلال 9 أشهر، فيما يسمى بالفئة العليا، لم يصادق عباس إلا على 24 منها، و"إلى الآن مازالت هذه المراسيم غير موقعة". خلافا دلك أعلنت مصادر طبية أمس أن فلسطينيين قتلا وجرح ستة آخرون في مواجهات ليل الثلاثاء الأربعاء بين ناشطين من حركتي حماس وفتح رغم إعلان وقف إطلاق النار بينهما. وأضافت المصادر أن ستة فلسطينيين آخرين جرحوا في تبادل إطلاق النار الذي استمر ساعات. من جهة أخرى، ذكر شهود أن عشرات المسلحين ما زالوا يجوبون صباح أمس شوارع مدينة غزة, ولم ترفع كل الحواجز من الطرقات، خلافا للاتفاق حول وقف إطلاق النار الذي دخل رسميا حيز التنفيذ مساء الثلاثاء على صعيد التطورات الميدانية مع قوات الاحتلال ، استشهد فلسطينيان، صباح أمس وأصيب آخران في اشتباكات بين رجال المقاومة الفلسطينية وجنود جيش الاحتلال الإسرائيلي قرب جنين. وقد توغلت قوة احتلالية معززة بالآليات إلى بلدة سيلة الحارثية، قرب جنين، وحاصرت منزلا تتواجد فيه مجموعة من المقاومين الفلسطينيين. أبو مازن لا يملك التأثير على العملية مشعل : الطريق الوحيد إلى السلام يمر عبر حماس ذكر رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في حديث لصحيفة 'كورييري ديلا سيرا' الإيطالية أن الطريق الوحيد إلى السلام يمر من خلال حركة حماس'. وأضاف مشعل للصحيفة ' أن الرئيس عباس لا يملك التأثير على عملية السلام وصرح مشعل للصحيفة فيما يتعلق بالرئيس عباس :'الم تدركوا بعد أنه لا يؤثر على أي شيء وأضاف لا شيء عندما كان الرقم الثاني بعد عرفات ولا شيء عندما كان رئيسا للوزراء في 2005م لماذا يجب أن يدعم من قبل أوروبا الآن وتذكروا الطريق الوحيد إلى السلام يمر عبر حماس'. وقال مشعل نحن مستعدون لهدنة مدتها 10 سنوات مع إسرائيل وخلال هذه المدة سيتم تشكيل دولة فلسطينية في الأراضي المحتلةالفلسطينية عام 67م وبعدها سيكون الأمر عائدا للأجيال القادمة لاتخاذ القرار حول المستقبل'. ويذكر أن رئيس وزراء الحكومة إسماعيل هنية نفى أمس في خطابه أن تكون حماس عرضت هدنة طويلة الأمد مع إسرائيل قبل إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية حيث قال أن حماس عرضت هدنة مع إسرائيل بعد إقامة الدولة الفلسطينية على حدود 67م وهذا يتناقض مع ما يقوله مشعل حول إقامة دولة بعد الإعلان عن الهدنة مع إسرائيل'. وصف محمود عباس ب "رجل أمريكا" الظواهري : الانتخابات لن تحرر الأراضي الفلسطينية قال أيمن الظواهري، الرجل الثاني في تنظيم القاعدة أن حل القضية الفلسطينية يكمن في العودة الى الجهاد ضد الاحتلال الإسرائيلي .وتحدث الظواهري في شريط صوتي جديد بثته قناة الجزيرة القطرية أمس الأربعاء عن التطورات الحاصلة في الساحة الفلسطينية وخاصة دعوة رئيس السلطة محمود عباس "أبو مازن" إلى انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة ،قائلا أن هناك " مؤامرات تحاك في فلسطين ضد فكرة الجهاد", متهما رئيس السلطة محمود عباس بأنه "رجل أمريكا" .. واعتبر الظواهري أن أي طريق غير طريق الجهاد لن يؤدي إلا إلى الضياع والخسارة, ومن يحاولون تحرير ديار الإسلام عبر انتخابات "تقوم على أساس من الدساتير العلمانية أو على قرارات تسليم فلسطين لليهود لن يحرروا حبة رمل من فلسطين". وتوقع الظواهري أن تؤدي مثل هذه المساعي إلى "خنق الجهاد وحصار المجاهدين، متسائلا "كيف لم يطالبوا بأن يكون لفلسطين دستور إسلامي قبل الدخول بأي انتخابات؟" في إشارة ضمنية إلى حركة المقاومة الإسلامية "حماس" . ووجه الظواهري انتقادات شديدة لرئيس السلطة الفلسطينية ،وأكد في ذات الشريط أن القبول بشرعية محمود عباس "رجل أميركا في فلسطين" وتفويض منظمة التحرير المعترفة بإسرائيل بالتفاوض مع إسرائيل "هاوية تؤدي في النهاية للقضاء على الجهاد والاعتراف بإسرائيل". وأضاف الظواهري أنه لا فائدة من محاورة الغرب لأنه لن يرضى مهما بلغت مهارات "المناورة والمداورة والمحاورة". وهذا هو ثاني شريط صوتي للظواهري منذ نهاية سبتمبرالماضي حين هاجم الرئيس الأميركي جورج بوش وبابا الفاتيكان ودعا إلى الجهاد في دارفور. وقبل ذلك بنحو ثلاثة أشهر رفض الظواهري في شريط آخر فكرة الاستفتاء على دولة فلسطينية تعترف بإسرائيل. القسم الدولي / الوكالات