صورة الشروق خلّف فيضان وادي أوشايح ليلة أول أمس حالة طوارئ ببلدية باش جراح في العاصمة، حيث تسبب في تشريد عشرات من العائلات تقيم بحافة الوادي وجرح عديد ممن انهارت سكناتهم، كما أحدثت العاصفة خسائر مادية معتبرة كادت أن تودي بأرواح عديد من المواطنين. * عاشت "الشروق اليومي" لحظات كارثية وسط العائلات المنكوبة بالشارع رقم "أ" بوادي أوشايح حيث لم تتمكن فرق مديرية الموارد المائية ومؤسسة التطهير وصيانة الطرق لولاية الجزائر من إجلاء ما خلفته الكارثة من خسائر إلى ساعة متأخرة من ليلة أمس. * ساعتان كانتا كافيتين لتحويل الحي بأكمله إلى منطقة منكوبة بأتم معنى الكلمة، وقد بدأت العاصفة القوية في حدود الساعة الواحدة صباحا وتواصلت إلى غاية حدود الساعة الثالثة من ليلة يوم الجمعة، اذ غمر واد أوشايح عشرات البنايات ووصل ارتفاع المياه إلى حدود 3 أمتار، جارفا معه كل ما تحمله البنايات بما في ذلك السكان. * وما زاد من حجم الكارثة تساقط أجزاء من الأحجار والأتربة من جبل وادي أوشايح نتيجة كثافة السيول وشدة الفيضان، مما تسبب في انهيار خمس سكنات فيما تضررت عشرات البنايات الأخرى بنسبة كبيرة. * وتؤكد مصادرنا إصابة ما لا يقل عن 15 شخصا بجروح متفاوتة الخطورة، نقلوا على إثرها على جناح السرعة لمستشفيات زميرلي بالحراش ومصطفى باشا، وتم انتشال عجوزتين من تحت الأنقاض بعد أن بقيتا في المياه لحوالي ساعة وكادتا أن تلفظا أنفاسهما لولا تدخل شباب الحي، وبعد ان غادرت إحداهما المسشفى صرحت "الحمد لله ظننت أن كل أفراد عائلتي هلكوا، لقد شاهدت الموت بعيني لا حول ولا قوة إلا بالله". * وما تزال حوالي 170عائلة تحت "رحمة" هذا الوادي، بعد أن فقدت كل ممتلكاتها وأغراضها، ورغم أن الكارثة طبيعية فإن حالة الإحباط النفسي التي لاحظناها لدى هؤلاء كانت أعمق. * عديد من النسوة كانوا يصرخون ويبكون مرددين "للمرة الثالثة نعيش هذه الأوضاع في كل مرة يعدوننا بالتكفل بنا، ولا شيء من ذلك حدث"، "إلى أين سنذهب لا ألبسة ولا أغراض ولا منازل؟". * وتتساءل العائلات المنكوبة عن مصيرها خاصة وأن مسؤولي بلدية باش جراح غادروا موقع الكارثة مكتفين بتقديم وعود بالتكفل بهم في أقرب الآجال. * * مقتل امرأة وطفلها في انهيار بناية بحي كوكا بوهران * خلف، أول أمس، حادث سقوط عمارة قديمة بحي كوكا الشعبي مصرع ربة بيت وطفلها على التو تحت الردم، بينما نجا بقية أفراد العائلة من الموت المحقق لعدم تواجدهم بالمنزل وقت الانهيار، والأمر يتعلق بالأم "ب.ح" ذات 26 ربيعا وابنها "سفيان" البالغ من العمر 6 سنوات. وحسب مصادرنا فإن البناية المذكورة تعد من العمارات المهددة بالسقوط في أي لحظة، وقد رفع السكان نداءات استغاثة لإنقاذهم من الهلاك المحتوم قبل أن يجر معه الوضع المتردي للبناية ضحايا في الأرواح، غير أن إجراءات الترحيل السابقة لم تراع عند تطبيقها حسبهم جانب الأسبقية في الاستهداف بالعملية وفق * معيار خصوصية مقاومة كل مبنى قديم للانهيار، ودرجة حساسيته لقوى الضغط الخارجية، وأكدوا أن معالم الهشاشة كانت واضحة على سقف المنزل المنهار، وكانت الأمطار الغزيرة والمتواصلة التي تهاطلت على وهران منذ الأربعاء الماضي كافية للتعجيل بوقوع الكارثة التي خلفت استنكارا وسخطا كبيرين ضد الجهات المسؤولة على مستوى حي كوكا المعروف باستئساد الطابع الفوضوي فيه، وتهافت عديد من العائلات التي أضناها البحث عن مأوى تتقي فيه شر التشرد على الاحتماء به كمستأجرين لعمارات مهددة بالسقوط أو عن طريق وضع اليد على قطع أرضية بطرق غير شرعية لغرض توسيع البناء الفوضوي.