أسفرت التقلبات الجوية وتساقط الأمطار، نهاية الأسبوع الماضي، عن وفاة أربعة أشخاص بمناطق الوسط، مع ترحيل عدد من العائلات بسبب تسرب المياه إلى المنازل، كما عرفت أكثر من سبع طرق وطنية انسدادات متكررة بسبب انجرافات التربة والسيول وتساقط الأعمدة وجذوع الأشجار، تطلبت عدة ساعات لفتحها مجددا، كما سجل انقطاع للتيار الكهربائي على فترات وبشكل شامل في بعض المناطق، الى جانب عواصف رملية عرقلت الحركة المرورية. تسببت المياه الطوفانية التي شهدتها منطقة البيرين بالجلفة في هلاك طفلتين، تبلغان من العمر 8 سنوات و15 سنة على التوالي، حيث لقت التلميذتان مصرعهما في مشهد مؤثر أثناء عودتهما من المدرسة مساء يوم الخميس، بعدما جرفتهما مياه الفيضانات التي غمرت واد حربات بالمنطقة المعروفة بعين الكرمة شرق البيرين، وقد تدخلت مصالح الحماية المدنية لانتشال الجثتين وتحويلهما إلى مصلحة حفظ الجثث بمستشفى عين وسارة. كما أدى هبوب الرياح القوية إلى قطع ثلاثة كوابل كهربائية بحي المحطة، وقد جرفت سيارة عن مسارها بالمكان المسمى بالخشم بطريق بوغزول، وتمكنت مصالح الحماية المدنية من إسعاف الأربعة المصابين الذين كانوا على متنها وتم نقلهم إلى نفس المستشفى. في السياق ذاته، توفي شخصان في حادث مروري بالبويرة ببلدية بشلول ليلة أول أمس، وأصيبت طفلة بجروح بنواحي الأخضرية، وبلغت سرعة الرياح بحسب مصالح الأرصاد الجوية 110 كلم/سا، وبلغت نسبة التساقط 101 ملم مع تساقط الثلوج على علو 900 متر، وحوصرت عشرات العائلات، كما انهارت عدة بيوت طوبية. وأدى تساقط الأمطار بالبليدة إلى ارتفاع منسوب وادي الكبير بحوالي 03 أمتار بحمام ملوان، نجم عنه ترحيل أزيد من 40 عائلة بعد تسرب المياه إليها، حيث تقع سكناتها على ضفاف الوادي. كما انهارت الأتربة من جبال الشريعة مسحوبة بمياه الأمطار المتدفقة على شكل شلالات على مستوى الطريق الوطني رقم 01 الرابط بين البليدة-الشفة- والمدية، مما عطل حركة المرور، وتطلب تدخل أعوان المصالح البلدية لإزالة الطمي والحجارة المنهارة، وأغلق الطريق أول أمس، كلية بسبب ارتفاع منسوب مياه واد الشفة، نفس الحالة شهدها الطريق الوطني رقم 18 ورقم 06 بالمدية، وبلغت نسبة التساقط 163 ملم، وسرعة رياح 140 كلم /سا، وبلغت قوة الرياح لحد اقتلاع أسقف عدة منازل بكل من البرواڤية وبني سليمان. ظلام دامس وإتلاف للمزروعات كميات الأمطار المعتبرة المتساقطة كانت محل تفاؤل وغيث نعمة بولاية بجاية بالنسبة للفلاحين الذين كانت مزروعاتهم بأمس الحاجة لمياه الأمطار، غير أن هذه التقلبات الجوية عزلت العديد من المواطنين ببلديات بجاية، خراطة، ذراع القائد، تاسكروت وغيرها، وهو ما تسبب في شل حركة المرور. وعاش سكان البلديات الشرقية للولاية في ظلام دامس خلال ليلة الأربعاء إلى الخميس، بعد انقطاع التيار الكهربائي. وبولاية عين الدفلى، تسببت الأمطار في نشوب شرارة كهربائية أحدثت حريقا بمحل تجاري بالعطاف، وعرقلت حركة المرور بالطريق الوطني رقم 04، مما أوقع حادثا بعين التركي بين سيارة وشاحنة خلف خمسة جرحى بإصابات متفاوتة الخطورة، وأدت السيول إلى حدوث فيضانات نظرا لانسداد قنوات صرف الأمطار، وقد تسربت المياه لأكثر من 10 منازل بحي بوطان بخميس مليانة، فيما أصيب شخص يبلغ 24 سنة بجروح نتيجة انهيار منزله المتواجد ببلدية عين التركي. ونفس الوضع بالمسيلة، حيث أدت سرعة الرياح المصحوبة بالأمطار إلى قطع التيار الكهربائي بست بلديات في جنوب الولاية، وأفادت مصالح سونلغاز أن العطب نتج عن اشتداد هبوب الرياح طيلة 24 ساعة، وتسبب ذلك في تعطيل العديد من مصالح المواطنين كالتزود بالبنزين وتسيير المرافق العمومية والتربوية والصحية، إلى جانب تذبذب شبكة الهاتف النقال. أما على مستوى الجزائر العاصمة، فقد انهار عمود كهربائي على مستوى منطقة بوشاوي بالطريق السريع، مما تسبب في تعطل حركة المرور أما مزرعة بن بولعيد بالمقرية، فشهدت أكواخها انهيار أسقفها بعد هبوب الرياح العاصفة، مع تسرب مياه الأمطار لبعض البيوت، وانقطاع متكرر للتيار الكهربائي. فيضان واد عمال سوء الأحوال الجوية أدى كذلك إلى قطع الطريق الوطني رقم 5 الرابط بين الجزائر - "باليسترو" على مستوى منعرجات بلدية عمال، دائرة الثنية، ولاية بومرداس على إثر تساقط الأمطار التي أودت إلى فيضان "واد عمال" وذلك في حدود الساعة 20 مساء، أين قامت الحماية المدنية التي تدخلت في الحين لإنقاذ السكان وإخراج السيارات والشاحنات التي كانت محصورة وسط المياه بعد بلاغ من الدرك الوطني. وحسب الملازم الأول "عمر بوشاوي" رئيس وحدة الحماية المدنية للثنية، فان الحادثة لم تُخلّف أيّة خسائر بشرية، حيث تم إخلاء المنازل الموجودة بالمنطقة من السكان ليتم نقلهم إلى منازل المناطق المجاورة، أما عن الخسائر المادية، فسجل انهيار ثلاثة منازل، تلف آلات إلكترونية مخزنة، إضافة إلى أفرشة العائلات وأغطيتهم ودامت أشغال فتح الطريق أكثر من 14 ساعة. بلقاسم عجاج/ ريم. أ /المراسلون