مكان رمي الجمرات/ صورة: ح.م نفر بعد غروب شمس الأحد أكثر من 3 ملايين حاج من صعيد عرفات قاصدين مزدلفة ( 14كلم عن مكةالمكرمة) للمبيت فيها، حيث صلوا المغرب والعشاء جمعا وقصرا بها، ويستعدون لأن يقصدوا "منى" من أجل رجم العقبة الكبرى، على أن يتحللوا بعد ذلك التحلل الاصغر. * وكان حجاج بيت الله الحرام قد وقفوا الأحد على جبل عرفات، وهو الركن الأعظم في الحج. * وتوافدت جموع من حجّاج بيت الله الحرام منذ وقت مبكر على مسجد نمرة لأداء صلاتي الظهر والعصر جمعًا وقصرًا اقتداءً بسنة نبيِّنا محمد صلى الله عليه وسلم والاستماع لخطبة عرفة. * وقد امتلأت جَنَبات المسجد- الذي تبلغ مساحته 110 آلاف متر مربع- والساحات المحيطة به التي تبلغ مساحتها ثمانية آلاف متر مربع بضيوف الرحمن. * و تقدّم المصلين الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية، وأمَّ المُصَلّين سماحة مفتى عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ. * وقد قامت السلطات بإعداد حقائب صغيرة تحتوي على الجمرات التي يستخدمها الحجاج لأداء شعيرة رمي الجمرات، وذلك تجنبًا للزحام الشديد الذي أدى لوقوع حوادث في سنوات ماضية. * * السلطات السعودية تنشر 100 ألف رجل شرطة لتنظيم حركة الحجاج * * نشرت السلطات السعودية 100 ألف من رجال الشرطة لتنظيم حركة الحجاج أثناء أدائهم مختلف شعائر الحج. كما أقامت السلطات السعودية العشرات من مراكز الإسعاف على الطريق من منى إلى عرفات، استعدادًا لأي إصابات أو مشكلات يتعرض لها الحجاج.وبالإضافة إلى ذلك، أقامت السلطات 24 مستشفى ميدانيًا تشتمل على 4 آلاف سرير لعلاج أي مريض أو مصاب أثناء الحج إلى جانب 24 مركزًا صحيًا. * وكان وزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبد العزيز قد أعلن أن أكثر من مليون وسبعمائة ألف حاج وصلوا إلى السعودية بحرًا وجوًا، قادمين من 178 دولة. * وبالإضافة إلى ذلك العدد، يشارك كثيرون من المقيمين بالسعودية في مناسك الحج، الأمر الذي يرفع عدد الحجاج إلى قرابة ثلاثة ملايين فرد، حسبما أوردت وكالة الأنباء السعودية. * كما حذرت وزارة الصحة السعودية الحجيج من أمراض الجهاز التنفسي التي تتصاعد احتمالات الإصابة بها بسبب ازدحام الحجيج في مواقع المشاعر المقدسة. وحثت الحجاج على استخدام كمامات الأنف مع تنبيههم لضرورة استبدالها حتى لا تصبح مكانا لتجمع الجراثيم والغبار. * * * من عرفات الى مزدلفة... التضرع والخشوع والدعاء * * هذا وقد بدأت قوافل حجاج بيت الله الحرام مع إشراقة صباح الأحد التاسع من شهر ذي الحجة خير يوم طلعت عليه الشمس، بالتوجه إلى صعيد عرفات الطاهر مفعمين بأجواء إيمانية يغمرها الخشوع والسكينة، تحفهم العناية الإلهية ملبين متضرعين داعين الله أن يمن عليهم بالعفو والمغفرة والرحمة والعتق من النار. * ويقضي ضيوف الرحمن يومهم على صعيد عرفات، حيث يؤدون صلاتي الظهر والعصر قصرا وجمعا، قبل أن ينفروا من عرفات إلى مزدلفة مع مغيب شمس هذا اليوم. * ويعد قضاء يوم التروية وليلته في منى ندبا ولا يشترط لصحة الحج، بينما لا حج لمن لم يقض جزءا من اليوم في عرفة. * وسمي يوم الثامن من ذي الحجة بيوم التروية حسب الغالب من الروايات، لأن أبا الأنبياء إبراهيم عليه السلام "تروى" فيه مفكرا لينظر إن كان سيذبح ابنه الوحيد إسماعيل استجابة لرؤيا رأى فيها أمرا من ربه بالذبح أم لا، فلما تكررت الرؤيا في ليلته عزم في اليوم التالي وهو يوم عرفة على تنفيذها. * وافترشت أسر بأكملها وشبان منفردون وعجائز الأرض وبسطا صغيرة فرشوها في المساحات الخالية بين المخيمات أو الممرات، بينما أقامت مجموعات أخر خياما فوق الجبال القريبة داخل منى وعلى الجدران الإسمنتية الاستنادية لبعض المباني الحكومية في المكان. * * يوم عرفة المعيار الحقيقي لنجاح عملية الحج بالنسبة للمملكة السعودية * * ورغم الأعداد الضخمة لم تشهد الطرق الرئيسة الرابطة بين مكةالمكرمة ومنى ازدحاما كبيرا، وبدا أن الإجراءات التي اتخذت للحد من تدفق الحجيج قد ساهمت إلى حد كبير في تخفيف حدة الازدحام المروري المعهود في مواسم الحج السابقة. * وتقول مصادر سعودية إن يوم عرفة هو المعيار لنجاح الحملة، إذ يصعب ضبط الطرق الداخلية الواصلة بين مكة وخارجها، وكثيرا ما يبدأ حجاج من الداخل حجهم يوم عرفة، إذ يطوفون طواف القدوم ويسعون بين الصفا والمروة قبل أن يتوجهوا إلى عرفة للوقوف حيث يتوجب على من وقف بالنهار أن لاينفر من عرفة قبل أن تغيب الشمس ليقضي جزءا من الليل أيضا. * فإن لم يكن لديه متسع من الوقت أجزأه كما يقول علماء الشريعة الإسلامية أن يبدأ حجه بالوقوف في عرفة قبل فجر يوم العاشر من ذي الحجة الموافق ليوم عيد الأضحى، ثم يستكمل ما فاته وعليه أن يذبح شاة للمستطيع فإن لم يستطع ذبح الفدية صام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا عاد لبيته. * * استبدال كسوة الكعبة * * يأتي هذا فيما تم الأحد استبدال كسوة الكعبة المشرفة الحالية بالكسوة الجديدة جريا على العادة السنوية، حيث قام مندوبو الرئاسة العامة لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي بإنزال ثوب الكعبة القديم واستبداله بثوب جديد تم صناعته من الحرير الخالص في مصنع كسوة الكعبة المشرفة. * وتبلغ التكلفة الإجمالية لثوب الكعبة المشرفة "20" مليون ريال وتصنع من الحرير الطبيعي الخاص الذي يتم صبغه باللون الأسود، ويبلغ ارتفاع الثوب 14 مترا ويوجد في الثلث الأعلى منه الحزام الذي يبلغ عرضه 95 سنتمترا، وبطول 47 مترا والمكون من ستة عشر قطعة محاطة بشكل مربع من الزخارف الإسلامية. * كما يوجد تحت الحزام آيات قرآنية مكتوب كل منها داخل إطار منفصل، ويوجد في الفواصل التي بينها شكل قنديل مكتوب عليه "يا حي يا قيوم يا رحمن يا رحيم الحمد الله رب العالمين"، ومطرز الحزام بتطريز بارز مغطى بسلك فضي مطلي بالذهب ويحيط بالكعبة المشرفة بكاملها. * وتشتمل الكسوة على ستارة باب الكعبة ويطلق عليها البرقع وهي مصنوعة من الحرير بارتفاع ستة أمتار ونصف، وبعرض ثلاثة أمتار ونصف مكتوب عليها آيات قرآنية، ومزخرفة بزخارف إسلامية مطرزة تطريزا بارزا مغطى بأسلاك الفضة المطلية بالذهب. * وتتكون الكسوة من خمس قطع تغطى كل قطعة وجها من أوجه الكعبة المشرفة والقطعة الخامسة، هي الستارة التي توضع على باب الكعبة ويتم توصيل هذه القطع مع بعضها. * * فضل يوم عرفة والدعاء فيه * * يوم عرفة أفضل أيام العام، وهو من الأيام العشرة من ذي الحجة، وفضل الصيام فيه عظيم ، كما يستحب الدعاء فيه . * والوقوف بعرفة هو أهمُّ أركان الحج، فعن عبد الرحمن بن يعمر الديلي قال: أتيتُ النبي صلى الله عليه وسلم وهو بعرفة، فجاء ناسٌ أو نفرٌ من أهل نجد، فأمروا رجلاً فنادى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً فنادَى: الحجُّ يوم عرفة أي أهم أركان الحج الوقوف بعرفة. * وفيه يدنو الله تعالى من الخلق ويُباهِي بأهل عرفة الملائكةَ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله تعالى يباهِي بأهل عرفات أهلَ السماءِ، فيقول لهم: انظروا إلى عبادي جاءوني شُعثًا غُبرًا من كل فَجٍّ، أُشهدكم أني قد غفرتُ لهم. * وواجب على الحاجِّ أن يجتهد فيه بذكر الله عزَّ وجَلَّ ودعائه، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدّه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال خير الدُّعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنَّبِيُّون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير ، وينبغي للحاج أن يكثر من التضرُّع في هذا اليوم والخشوع، وإظهار الضَّعف والافتقار والذِّلّة، وهو يتوجّه إلى الله تعالى بالذكر والدعاء. * فعن ابن عباس قال: رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو بعرفة ويداه إلى صدره كاستطعام المِسكين. * ويُستَحَبُّ للحاج أن يكثر من التلبية رافعًا بها صوته، ومن الصلاة والتسليم على رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يُستَحَبُّ أن يأتي بأنواع من الذِّكر والدُّعاء، فتارة يدعو، وتارة يهلِّل، وتارة يُكَبِّر، وتارة يلبِّي، وتارة يستغفر، ويدعو منفردًا ومع جماعة، وليدْعُ لنفسه ولولديه، ولأقاربه وشيوخه وأحبابِه وأصحابه، وسائر من أحسن إليه. وسائر المسلمين وينبغي أن يكون حاضر القلب فارغًا من الأمور التي تشغلُه عن الدُّعاء والذِّكْر والعبادة.