يتوجه قرابة أربعة ملايين حاج بعد اليوم السبت المصادف للثامن من ذي الحجة إلى مشعر منى وأداء وقفة عرفة في اليوم الموالي. ومن أجل تمكين الحجاج الجزائريين من أداء مناسكهم في أحسن الظروف تم تجنيد كل أعضاء الحماية المدنية وممثلي البعثة من أجل ضمان التأطير الجيد والتكفل التام بالحجاج في منى وعرفة. كما سيستفيد الحجاج الجزائريون من ثلاث وجبات ساخنة طيلة إقامتهم بهذه المشاعر فضلا عن توفير تغطية طبية كاملة بالنسبة للمرضى والحالات الطارئة. وبغرض التسهيل من التحاق الحجاج الجزائريين بخيامهم لجأ الديوان الوطني للحج والعمرة إلى تنصيب أربع كرات هوائية ضخمة بهذه المواقع، علما أن عدد الخيام المخصصة لهؤلاء يبلغ 3200 خيمة بارتفاع 20 مترا. ومن جانبها سخرت السلطات السعودية نحو25 ألف حافلة ستوضع تحت تصرف ضيوف الرحمن في حين يفضل الكثيرون السير على الأقدام عبر نفق طوله ستة كيلومترات يمتد من ساحة الحرم المكي إلى مكان رمي الجمرات. وتنقسم المناسك في هذه الفترة إلى عدة مراحل ففي الوقت الذي يتوجه فيه الحجاج مباشرة إلى عرفة يقصد البعض منهم مشعر منى أين يقضون ليلة التروية (الثامن من شهر ذي الحجة) ويصلون الصلوات المفروضة حيث يتم تقصير الصلوات على أن تؤدى صلاة الفجر يوم التاسع من ذي الحجة عملا بالسنة النبوية الشريفة. وعقب ذلك يتجه الحجاج إلى صعيد عرفة لتأدية الركن الأعظم من أركان الحج مصداقا لقول الرسول عليه الصلاة والسلام "الحج عرفة" ليشهدوا الوقفة الكبرى وذلك من بداية النهار إلى أن تغرب الشمس يؤدون خلالها صلاتي الظهر والعصر جمعا تقديما وقصرا بأذان واحد وإقامتين بعد استماعهم لخطبة عرفة، ويبقون هناك حتى غروب الشمس وقت خروجهم إلى مزدلفة (المشعر الحرام) للنزول بها والمبيت إتباعا للسنة النبوية. وفي مزدلفة وبعد أداء صلاتي المغرب والعشاء جمعا وقصرا يشرع الحجاج في جمع الحصيات لرمي الجمرات قبل التوجه إلى منى عند فجر يوم عيد الأضحى المصادف للعاشر من ذي الحجة لرمي جمرة العقبة (الكبرى) ثم يحلقون أو يقصرون وبذلك يتحللون التحلل الأصغر وبعدها ينزلون إلى مكة لأداء طواف الإفاضة والسعي بين الصفا والمروة وبذلك يتحللون التحلل الأكبر. وبمشعر منى يبيت الحجاج أيام 11 و12 من ذي الحجة وبعضهم ال13 (أيام التشريق) حيث يقومون خلال هذه الأيام الثلاث برمي الجمرات الثلاثة (الصغرى الوسطى وأخيرا الكبرى) واجتنابا للازدحام الشديد الذي تعرفه مناسك رمي الجمرات أجاز العلماء الرمي إلى غاية الفجر والبعض الآخر الرمي قبل الزوال في يوم النفرة الصغرى وهو ثاني أيام التشريق. وبعد إتمام المناسك (يوم 13 ذي الحجة)يعود الحجاج إلى مكةالمكرمة للقيام بطواف الوداع يوم مغادرتهم هذا المكان المقدس للعودة إلى بلدانهم فيما يتوجه البعض الآخر إلى المدينةالمنورة لزيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم وباقي الأماكن المقدسة.