تستقبل شركة الخطوط الجوية الجزائرية، في الثامن مارس المقبل، موفدين عن الهيئة الدولية لمنح شهادة المطابقة "إيزو 2000"، للنظر في مدى موافقة معايير نظم العمل لدى الشركة مع المقاييس المعمول بها دوليا، بعدما كانت الشركة قد حصلت على شهادتي "إيوزا" الخاصة بالسلامة الجوية، وشهادة "أزا" الخاصة بمدى الموافقة للمعايير الدولية في مختلف عمليات الصيانة. نزولنا الموفق على مطار مرسيليا، ونحن على متن طائرة الخطوط الجوية الجزائرية من نوع إيرباص A 330 التي تسع 269 راكبا، بقيادة الطيار ومدير العمليات الجوية، السيد علاش، أظهر مدى القدرة والمهارة التي يتمتع بها طيارونا، سواء بالنسبة لعمليات الإقلاع أو الهبوط على أرضية المطارات، وكانت الصورة الطبوغرافية من المنظر العلوي لمدينة مرسيليا الفرنسية توحي بمدى جمال النسق المعماري للمدينة وتصنيف الشوارع، غير أن مدينة الجزائر كانت ستكون أجمل لو احترمت المعايير المعمارية الهندسية في بناء ضواحي العاصمة، حيث أن عامل الاخضرار متوفر في الجانبين، فيما تشير جبال بيضاء بمرسيليا إلى نفس وحدات البناء التي شيدت بها حارة "سالومبي" بالمدنية أعالي العاصمة، وما يزيد جمال الهبوط بالمطار السالف، هو امتداد مياه البحر من تحت الطائرة عند النزول على ارتفاع أمتار فقط، وعلى جانب الطائرة الأيمن عند عملية الإقلاع وكأنك تمشي على الماء قبل التحليق. ورغم الكفاءات التي تمتلكها شركة "الجوية الجزائرية"، ورغم تحقيق رقم أعمال يبلغ 48 مليار دج خلال سنة 2007، غير أنها وجدت نفسها بكامل طاقمها أمام تحديات جديدة مطلع سنة 2008 الجارية، بعدما أعلن وزير النقل، محمد مغلاوي، في جلسات حصيلة الشركة بفندق الجيش أيام 13، 14 و15 فيفري الجاري، عن استعداد السلطات العمومية فتح السوق الداخلية، أمام الشركات الأجنبية ال 15 المتواجدة بسوق النقل الجوي الجزائري، ورغم أن الشركة قامت بمجهودات طيلة السنوات الماضية، غير أن التحديات الجديدة مع انفتاح السوق وبروز المنافسة، سترغم الشركة الحكومية على رفع معايير الخدمة المقدمة للزبون وعلى الخصوص الجزائري، كي لا يغير وجهته لباقي شركات الطيران التي انتهجت سياسة التحفيزات والهدايا لركابها. نزيف الطيارين .. وقدم الأسطول ملفان على طاولة الإدارة العامة هذا، ووافقت شركة الخطوط الجوية مبدئيا على رفع أجور الطيارين الجزائريين لضعف الأجر المتقاضى حاليا، ليصل إلى قرابة 40 مليون سنتيم بحساب الساعات الإضافية للتحليق التي ستقدر من 4 آلاف إلى 5 آلاف دينار جزائري، حيث يمتعض كثير من طيارين للأجور المتقاضاة حين مقارنتها بالأجور التي يحوزها زملائهم الذين التحقوا بشركات الطيران الخليجية والتي تقدم رواتب تتراوح ما بين 7 آلاف إلى 13 ألف دولار وهو ما يفوق 100 مليون سنتيم، غير أن رئيس القسم التجاري للشركة أكد في حديثه ل "الشروق اليومي" أن الأجر المتقاضى في الجزائر هو يوافق حسابات تتعلق بالقدرة الشرائية الوطنية، معتبرا أن كتلة الأجور في الجزائر معدلها 20 ألف دج، وعليه قال أن أجر الطيارين حاليا يمثل عشر مرات معدل الأجر المتقاضى بالجزائر، مضيفا أن ذات الأجر سيتضاعف ليصبح 20 مرة أكثر، وأوضح أن رواتب دول الخليج تتماشي مع القدرة الشرائية لتلك الدول وأن ساعات التحليق غير محددة لتلك الشركات على حد قوله. وتجري حاليا الإدارة العامة مع الشريك الاجتماعي مفوضات بشأن الأجر المنتظر أن يتلقاه الطيارين إلى جانب التقنيين الصيانة وكذا باقي العمال.كما قررت الجمعية العامة للشركة اقتناء 11 طائرة، منها خمس من نوع متوسط و4 بحجم صغير واثنتان للشحن، لتدعيم الأسطول الجوي الذي سيصبح في حدود 40 طائرة، وينتظر أن يوافق مجلس الحكومة نهائيا على قرار خلال اجتماعاته المقبلة. 50 طيارا سيلتحق بقائدي الأسطول أفاد رئيس القسم التجاري بالجوية الجزائرية أن 50 طيارا سيلتحق في غضون الأيام اللاحقة بقائدي الأسطول الجوي، ليضافوا إلى 300 طيار العامل حاليا بالشركة الحكومية للنقل الجوي، وقد استكمل المعنيين تدريبهم بمملكة الأردن الشقيقة، وتتطلع الشركة إلى سد الفراغ الحاصل وسط قائدي الطائرات، حيث يشار أن ذات العدد هو نفسه من المغادرين باتجاه شركات الطيران الخليجية منذ ارتفاع حدة النزيف مطلع سبتمبر الماضي. "محاكي" جديد 737/800 قيمته 15 مليون دولار ينصب في سبتمبر المقبل لرسكلة الطيارين وفي سياق، تطوير الأسطول الجوي ستقتني الشركة خمس طائرات من الحجم المتوسط لاستخلاف ثلاثة طائرات من أولى المشتريات سابقا من نوع بوينغ 767، ويشار أن الأسطول حاليا يضم 29 طائرة، وسيرافق العملية تنصيب المحاكي "سيمولاتور" من نوع 737/800 الموجه لتدريب ورسكلة الطيارين مرة كل ستة أشهر، وسيركب بين شهري سبتمبر وأكتوبر المقبلين بمركز العمليات بالقبة، وتقدر قيمته المالية بحوالي 15 مليون دولار وهو ما يعادل 30 بالمائة من القيمة المالية الحقيقية للطائرة 737/800، ليصبح عدد المحاكيين ثلاثة.وقد وقفت "الشروق اليومي" على هامش معاينة المحاكي، بمركز العمليات بالقبة بالعاصمة، على مختلف عمليات مراقبة الحجز النهائي لبيع مقاعد السفر عبر الوكالات والحجز بالهاتف والأنترنت، في مختلف الرحلات الجوية، لتجاوز حالات الانسداد و"الحجز المزيف" الذي يبادر به بعض الأشخاص سواء لظروف مانعة أو مقصود، وتصل نسبة المسح من 10 إلى 15 بالمائة لكل رحلة، ويرتبط المركز من خلال ثلاث أقسام وهي الدولي، الداخلي وقسم فرنسا ب 3000 وكالة حجز عبر العالم، كما أن وكالات الجوية الجزائرية المعتمدة من قبل منظمة "إياتا" للطيران تقارب 500 وكالة، ويحقق ذات المركز ما يساوي 8 بالمائة من مجمل أرباح الشركة المقدرة ب 48 مليار دج سنويا، ويضم المركز مصلحة المتابعة والمعاينة المزودة بنظام الإرسال "تي سي بي أي بي" والذي يسمى ب"أنترنت بروتوكول"، ومهمته تحديد الأعطاب المسجلة الكترونيا، كما يضم مصلحة الحجز بالهاتف بها 12 عاملا يسهروا على ضمان أماكن سفر للمتعذر عليهم الحجز بشكل مباشر. "قطر للطيران" تحرص على اقتناء وجبة "الجوية الجزائرية" وقفنا على اهتمام كبير لمصلحة الإطعام على مراعاة معايير النظافة والصحة، وهو ما سمح لها بافتكاك عقود تموين لشركتين أجنبيتين وأهمها "قطر للطيران"، التي تحرص على جعل الوجبة المحضرة بمصلحة "الجوية الجزائرية"، الطبق المقدم لزبائنها المسافرين على متن طائراتها، وتسعى ذات المصلحة إلى توسيع دائرة التعامل التجاري، وقد عاينا مختلف مصالح حفظ التبريد وكيفيات إعداد الوجبات التي كانت في ظروف جد ملائمة وتصل الوجبات إلى 24 ألف وجبة يوميا. 100 مليون دولار كلفة مصلحة الصيانة الجديدة لضمان السلامة الجوية ومن خلال جولة قادتنا لمصلحة الصيانة بالمطار الدولي هواري بومدين، عاينا مختلف المصالح التي تسهر على دقة مراجعة الوضع المكيانيكي للمحركات لضمان السلامة الجوية، وأولاها المتعلقة بإعادة تصليح المحركات، أين كان متواجدا 25 محركا لزبائن أجانب تكفلت ورشة الصيانة للشركة بتصليحها، وأفاد السيد العمري مدير المحركات أن التكلفة الإجمالية لإصلاح محرك تعادل 3 ملايين دولار.ووجدنا خلال التنقل لقاعدة الصيانة الرئيسية التي دشنها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتقليقة أواخر سنة 2003، وكلفت 100 مليون دولار، ثمانية طائرات داخل المستودع الذي تصل مساحته لثلاث ملاعب رياضية، ومنها طائرة أيربوس A 330 واثنتان بوينغ 767 و737 على التوالي، وثلاثة طائرات شحن عسكرية اضافة لاثنتين بحجم صغير.