أرملة الفنان الراحل الهاشمي غروابي اختارت زوجة العملاق الراحل الحاج الهاشمي ڤروابي "الشروق اليومي" للكشف عن تفاصيل جديدة ومثيرة تخص عميد الأغنية الشعبية.. وآثرت السيدة شهيرة قبل إجراء هذا اللقاء أن نجتمع بها في حي "بلكور" العتيق، الذي يحفظ في زواياه أحلى ذكريات الشيخ.. وفي رحلة حديثها عن "الحراز"، الذي أوصاها بإعلام محبيه بكل ما هو خير في حياته، كشفت لنا عن سر كتابته لمذكراته، وعن إتمامها للمشروع الذي أراد أن يخرجه الشيخ إلى النور قبل وفاته، وعن تفاصيل أخرى تكشف لأول مرة. * * تزوج ثلاث نساء وطلقهن وأنا الرابعة والأخيرة * بشرى لمحبيه.. مذكرات الهاشمي ستصدر في السادس جانفي * بداية سيدة شهيرة دعينا نسألك عن الظروف التي جمعتك والراحل الحاج الهاشمي ڤروابي وعن تفاصيل زواجكما في فرنسا؟ * بداية هو بلا منازع عملاق الأغنية الشعبية وعميدها، بعد الحاج محمد العنقى طبعا.. ولا أحد ينكر بأن الهاشمي ڤروابي أدخل على الأغنية الشعبية طابعا جديدا لم يسبقه إليه أحد. أما زواجي فكان وليد لقاء تم بيني وبينه في فرنسا سنة 1994 عندما اضطر للإقامة بها هربا من الإرهاب الأعمى.. تزوجنا وأنجبنا ابنتنا راضية، ورافقته أينما حل، وكان سعيدا برفقتي كثيرا واستمر زواجنا 14 سنة. * ما كان أثر الغربة عليه، أم أنه لم يشعر بها -ربما- مع تواجدك معه وابنته؟ * حب الهاشمي لبلده لم تقهره الغربة، أليس هو صاحب "توحشت البهجة ما نطولشي نعمل دارة"، وغيرها من القصائد التي حملت حبه لوطنه؟.. أتذكر أيضا بأنه أوصاني قبل وفاته بأن لا أدع ابنتنا راضية تنشأ في الغربة، وبأن أنتقل بها للعيش في الجزائر، وسبحان الله، حين نفذت وصيته وجئت بابنتي إلى الجزائر مثلما أوصى اكتشفت حبها الكبير للوطن، والحقيقة أن الحاج في فرنسا كان محاطا بعدد كبير من المعجبين ممن كانوا يعبرون له عن إعجابهم بفنه الفريد، حتى أن الإعلام الفرنسي كتب عنه كلاما طيبا، ما ساهم في تخفيف وطأة الغربة عليه. * على ذكر اهتمام الأجانب بالراحل الهاشمي ڤروابي، ألم يشكُ يوما من التهميش في بلده، في سياق غياب قانون يحمي الفنان؟ * في هذه الجزئية بالذات دعيني أقول بأن الهاشمي صنع نفسه بنفسه معتمدا على جمهوره الذي أحبه والمواهب الفنية التي حباه الله بها، والواقع أنه، ورغم ما وصل إليه من مقام رفيع في الطرب الشعبي، فإنه لم يكن يخفي انزعاجه من قلة المتصلين به عبر الهاتف للسؤال عن حاله، رغم أن وزارة الثقافة دعمته كثيرا في فترة مرضه، لكن واقع الفنان الجزائري ظل من هموم الشيخ، حتى أنه كتب قصيدة تروي تغييب الفنانين في الجزائر، لكنه لم يوثقها بصوته لأنه رحل قبلها، إلا أنها لا تزال بحوزتي وسأحفظها قريبا في الديوان الوطني لحقوق التأليف. * أعلم أنك اليوم تحملين لنا جديدا عن الشيخ الحاج الهاشمي ڤروابي؟ * - نعم.. هو في الحقيقة مذكرات الراحل، وستصدر في السادس من جانفي عن "القصبة".. والفكرة كان قد بدأ في تفعيلها زوجي حين أمسك بالقلم ليكتب عن أشياء في ذاكرته، ولكن القدر شاء أن يهزمه المرض.. كان يعلم بأنني تلميذة ممتازة تعرف كيف تحفظ دروس أستاذها، ظللت أفعل هذا إلى أن عجز عن الحديث بسبب شدة المرض، ولكنه أوصاني قبل وفاته بأن أوثق كل ما سرد في كتاب يطلع عليه الجمهور. * قبل سؤالك عن مضمون المذكرات أود أن أسألك.. هل كان لك سابق عهد مع الكتابة أم أنها تجربتك الأولى؟ * هي بالفعل تجربتي الأولى، لكني استعنت على تجسيدها بالكاتبة الفرنسية "كاترين روسي" التي كانت تترجم ما أقرأه عليها بجمال لغوي رائع. * عفوا.. لكن لماذا استعنت بفرنسية لكتابة مذكرات علم من أعلام الفن الجزائري؟ * في الحقيقة كاترين كاتبة مقتدرة تعرف جيدا كيف تستخدم المفردات التي تليق بشخصيات بارزة مثل الراحل ڤروابي، كما أنها على اطلاع كبير بالمقومات التي جعلت من الهاشمي عميدا للأغنية الشعبية في الجزائر، ومن حق محبي الفنان الكبير أن يتعرفوا على تفاصيل كثيرة من حياته بأسلوب جمالي يليق بمقامه. * عادة ما يصعب على الشخصيات البارزة إفشاء أسرارها في مذكراتها، لكنهم في الغالب يفضحون غيرهم في كتاباتهم، فهل سنكتشف من خلال كتاب الحاج الهاشمي ڤروابي خبايا تخصه أو تتعلق بغيره؟ * - مثلما ذكرته لك فإن الكتاب الواقع في 220 صفحة لا يعدو أن يكون بيوغرافيا رومانسية للشيخ، ثم إن الحاج الهاشمي ومن فرط بساطته لم يكن يخفي أسرارا كثيرة، ربما ستتعرفون أكثر على الهاشمي الأب الحنون المحب لأبنائه، وعن الفنان الذي عشق الفن حتى النخاع وتمنى الموت فوق الخشبة، والرجل الذي لم يكن يهوى الغوص في تفاصيل السياسة بقدر ما كان هائما في حب الطبيعة والجمال.. والواقع أن الحاج لم يرغب في إلقاء لائمة على أحد في كتابه هذا بقدر ما توقف وقفة إجلال وشكر عند شخصيات دعمت مسيرته الفنية، مثل الحاج مريزق، ومحيي الدين باشطارزي، وعازف البيانو مصطفى الاسكندراني، والحاج محمد العنقى، وفنانين رافقوه في مسيرته الفنية مثل القديرة سلوى. * كنا ننتظر أن يضيء الكتاب تفاصيل قيل في شأنها الكثير عن الحاج، رحمه الله، مثل تعدد زوجاته وامتلاكه ملهى ليليا في فرنسا؟ * دعيني أشرح بأن الكتاب لم يتجاوز جزئية زيجات الشيخ، بالفعل الحاج تزوج ثلاث نساء وطلقهن، قبل أن يتزوجني، وعشت معه قصة حب كبيرة وأجمل أيام العمر مدة 14 عاما، حتى أنه حين مرض أخبرني بأنه وجد الاستقرار حين ارتبط بي، أما ما أشيع عن الشيخ حول امتلاكه لملهى ليلي، فهذا غير صحيح، كان مقهى لتقديم الشاي والمشروبات غير الكحولية والحلويات التقليدية، ولم يسمح أبدا بحدوث تجاوزات في المكان الذي كان قبلة للفنانين ومحبي ڤروابي، وأنا لا زلت أملك السجل التجاري الذي يثبت صحة كلامي. * ما هو العنوان الذي اخترته للكتاب؟ * أفضل عدم الكشف عنه الآن. * هل من شيء تريدين إضافته؟ * أبلغكم بأن عشاق الشيخ سيكونون قريبا على موعد مع مدرسة تحمل اسم "الهاشمية" ستلقن طلابها دروسا في الطرب الشعبي على طريقة الشيخ الهامشي، رحمه الله.