"الورد يفتح ويذبال والياسمين ياحليلو والحب مايجيش بالمال والزين ليه لقلوب اميلو"، بهذا الاستخبار للمرحوم الحاج الهاشمي ڤروابي افتتحت أرملة هذا الأخير هجيرة ڤروابي، نهاية الأسبوع الفارط، بيعا بالتوقيع لكتابها "الهاشمي ڤروابي الياسمين الأزهار والعدم"، الصادر عن منشورات القصبة بمكتبة العالم الثالث في شكل سيرة ذاتية غنائية لأشهر قصائد الشيخ المرحوم الهاشمي ڤروابي وكذا صور تذكارية للعائلة والأصدقاء وصور القصبة العتيقة أيام الطفولة. حضر المحبّون وغاب الفنّانون خلال عملية البيع بالتوقيع التي نشطتها أرملة المرحوم، هجيرة ڤروابي، غاب الفنانون عن الحدث فيما حضر مستمعوه ومحبوه بكثرة، حيث اكتظت قاعة مكتبة العالم الثالث بشكل لفت أنظار المارة الذين لم يفوتوا الحدث وأصدقاء الطفولة، هؤلاء الذين أضفوا على مكتبة العالم الثالث جوا تضامنيا مع عائلة المرحوم الحاج الهاشمي ڤروابي، وقد أبدت أرملة المرحوم فرحا كبيرا لحضورهم، وتتساءل جريدة "الأمة العربية" عن الأسباب التي كانت وراء غياب ألمع نجوم الأغنية الشعبية رغم الإعلان المبكر لعملية البيع بالإهداء والتوقيع. ڤروابي قريبا في بجاية وتيزي وزو كشفت السيدة ڤروابي لجريدة "الأمة العربية" أنها ستواصل عملية البيع بالإهداء والتوقيع بولاية تيزي وزو وبجاية ليتمكن محبوه من اكتشاف المولود الفني الجديد، وقالت إن المرحوم يملك شعبية واسعة بالولايتين، وأكدت هجيرة ڤروابي أن المادة الأولية للكتاب استمدتها من مذكراته اليومية التي احتفظت بها، وكان بصدد إصدارها في كتاب لولا المرض الذي منعه من إكمالها، وتضيف أنها وعدته وهو على فراش الموت بإتمامه على طريقتها، وبعد وفاته التقت بالكاتبة الفرنسية "كاترين غوزي" بفرنسا وكانت مولعة بالفن الجزائري ومعجبة بأغاني ڤروابي، واقترحت عليها مساعدتها في إتمام هذا الكتاب الذي يعتبر الكتاب الثالث الذي تم إصداره بعد ثلاث سنوات من رحيله. المرحوم حيّ في قلوبنا وأكدت هجيرة أن الشيخ ڤروابي الذي فارقنا منذ سنوات لم يرحل عنّا بل هو حيّ في قلوبنا ومسامعنا، وهذا الكتاب الذي أقدمه، اليوم، لمحبيه يشمل مذكراته الخاصة التي كتبت بخط يده باللغتين العربية والفرنسية وتعبر عن مرحلة مهمة في حياته كإنسان وكفنان، والكتاب يشبه رواية غنائية لكل من أحبه. قصائد شعبية كقصص ألف ليلة وليلة صرحت أرملة المرحوم أنه خلال تصفح الكتاب يشعر معه القارئ وكأنه يتجول عبر قصص "ألف ليلة وليلة"، وأضافت أن القارئ لقصيدة "عويشة والحراز" و"يوم الجمعة خرجوا الريام" التي أداها المرحوم بشكل رائع يشعر بصوت المرحوم ينبعث من بين ثنايا الحروف، وأكدت أن حب الناس له والذي دام أكثر من خمسين عاما كان من خلال ما أنتجه من أغان خالدة وحية في قلوبنا. هجيرة ڤروابي تنفّذ وصية المرحوم وأضافت أنها حرصت على تحقيق وصية المرحوم بإكمال هذا المشروع الفني الذي من شأنه أن يساهم في الحفاظ على الأغنية الشعبية وتتمنى أن تكون قد حققت أمنية زوجها الراحل وأن تقدم عملا في المستوى الذي يستحقه شيخ الأغنية الشعبية الذي يظل كالقلعة شامخا رغم الظروف، وتمنت أن يسلك أبناؤها الطريق الذي انتهجه المرحوم وسار على دربه باعتباره رجل قيم ومبادئ، وأغانيه شموع أضاءت ليالي مستمعيه بالمثل والعبر التي كبرت معها أجيال وأجيال. الكتاب مفخرة لعائلة المرحوم وتقول إن عائلته، اليوم، تفخر بما أنجزت إحياء لذكراه، وقد حرصت على ذكر الذكريات الجميلة في حياتها معه وصرحت أن الهاشمي ڤروابي كان يحب كل أغانيه التي يعتبرها كأبنائه. وأكدت أرملة المرحوم لجريدة "الأمة العربية" أن الفراغ الكبير الذي تركه بعد وفاته لا يمكن للزمن أن يشفي جراحه العميقة. القصائد في ديوان قريبا أكدت أرملة الحاج الهاشمي ڤروابي أنها بصدد العمل في مشروع جديد يتمثل في أعادة تدوين ديوانه حتى يمكننا الاحتفاظ به وتصنيفه كتراث وطني بالمتحف ليطلع عليه محبوه وأخذ العبر منه، وقالت إن هذا المشروع من شأنه أن يساهم في الحفاظ على الأغنية الشعبية من الزوال وأن تصل إلى الأجيال القادمة. أصداء سعيد تواتي صديق الطفولة عشرة 50 عاما لا تفرّقها الموت أكد صديق المرحوم الحاج الهاشمي ڤروابي أن صداقته تمتد من عام ألف وتسعمائة وثمانية وخمسين ولم نفترق حتى أخذه الموت عنا، ورغم السنوات التي قضاها بالمهجر فكنا دائما على اتصال وهو إنسان بسيط وعادي يحب الجمال والعمل وهو فنان موهوب سطع نجمه في الساحة الفنية وسنه لا يتجاوز الثامنة عشر ليبقى حيا في قلوبنا إلى الأبد. سعيد سلامنة عامل بالبحرية وأضاف سعيد سلامنة أنه صديق الطفولة، وقال: "تربيت على أنغامه وكنا نسهر كثيرا معا ونحن صغار في بلكور، وكنا نتبعه في كل حفلاته وننتظره بفارغ الصبر خلال انشغاله بالأعراس، وأنا أحد تلاميذه وقد تعلمت الكثير على يديه، وكنا نمضي وقتا طويلا في البحر وهو إنسان كريم يحب الجميع ولا يبخل عليهم بالنصائح خاصة في مجال الفن. فريد أحد المحبين زوجته سمحت لي برؤيته رغم منع الزيارة وجدناه يهمس بهدوء عن ذكرياته مع المرحوم، اقتربنا منه لنكتشف نوع الذكريات فقال: "بعدما انتشر خبر مرضه بقيت أتتبع أخباره باهتمام ولما نقل إلى مستشفي زرالدة ذهبت لزيارته، وكان الأطباء قد منعوا الزيارات لتدهور حالته، ولمّا طلبت إذن زوجته سمحت لي بزيارته وأدخلتني الغرفة، وجدته ممدّدا على فراشه وكان لا يستطيع الكلام لكني همست بأذنه قائلا (ياشيخ أنا نحبك بزاف) عندها ابتسم لي وأغمض عينيه، واليوم أنا حاضر مع زوجتي وأطفالي حتى يشاركوني الذكريات الجميلة التي عشتها مع عملاق الأغنية الشعبية وأحرص على تلقينها لأبنائي.س