بلغ الهوس بالكنوز المدفونة عبر مناطق القطر الوطني التي تعود إلى الحقبة الرومانية، "مستويات خيالية"، حيث كشف أحد التجار للشروق، أن مجموعة من المشعوذين الجزائريين، باتوا مستعدين لدفع الملايين، نظير الحصول على بعض المواد التي تساعدهم في استحضار الجن، وتطويعه ليدلهم عن مكان تواجد الكنوز الرومانية المدفونة منذ عصور خلت في القرى والمداشر المترامية الأطراف. * * وقد أسرّ التاجر المذكور، الذي يتردد كثيرا على البلدان العربية، كالإمارات، ليبيا... من أجل اقتناء بعض السلع لإعادة بيعها في الجزائر، وبخاصة مستحضرات التجميل، والأعشاب الطبية...، أن أكثر المواد طلبا من لدن المشعوذين، هي "الشمعة السوداء"، "الزئبق الروحاني"، "روح البيان"، لكن هذه المواد الخطيرة تبعا لاستعمالاتها، لا أثر لها في البلدان العربية، بل تباع خلسة في بلدان إفريقية كالنيجر، مالي والكاميرون...، ما دفع بالمشعوذين المهوسين بالكنوز إلى إبرام صفقات مع بعض الأفارقة الذين دخلوا التراب الوطني بطريقة غير شرعية، من أجل اقتناء هذه المواد التي تباع بأسعار باهظة إن لم نقل خيالية. * وحسب محدثنا، فإن "الشمعة السوداء"، التي يفوق سعرها 100 مليون سنتيم، تستخدم في استحضار الجن وجعله تحت إمرة المشعوذ متى احتاجه، أما "الزئبق الروحاني"، فهو أخطر المواد على الإطلاق وأغلاها ثمنا، إذ تشير روايات بعض العارفين بخبايا الدجل والشعوذة، إلى أن هذه المادة الكيميائية، تمكن صاحبها من "تركيع" الجن، وإرغامه على تزويده بالخرائط أو ما يعرف لدى المشعوذين ب"المطلب" التي تحدد مكان تواجد الكنز بدقة، بعدها يشرع المشعوذون في قراءة بعض التعاويذ لإلهاء الجن المكلف بحراسة الكنز المدفون ومن ثم استخراجه، نفس الشيء بالنسبة ل"روح البيان" وهو عبارة عن خلطة سحرية، تصدر بخورا ذا رائحة غير عادية عند الحرق، ما يجعل الجن يتدفق على المكان الذي تصدر منه هذه الرائحة، لكن رحلة البحث عن الكنوز طمعا في الثراء الفاحش، انتهت بقصص مأساوية، لسحرة انقلب عليهم سحرهم، إذ قضوا، لأنهم لم يحسنوا التعامل مع هذا "الحارس" الذي يدافع بشراسة عن الكنوز التي يعتبرها ملكا له ولا مجال للإنسي أن يقاسمه إياها، علما أن مصالح الدرك الوطني عالجت كثيرا من قضايا تدنيس القبور بحثا عن الكنوز بولايات الجهة الغربية، كتيسمسيلت وعين تموشنت... *