كشف صاحب فيلم "ميمزران" علي موزاوي أنه بصدد الإعداد لعمل وثائقي عن الكاتب الراحل مولود فرعون، حيث أكد في تصريح ل "الشروق" أن هذا المشروع يعيش معه كحلم منذ 30 عاما واستغرق سنتين من البحث. * * * أتحدى من يقول أن الجزائر كونت سيناريست واحد منذ الاستقلال * * يسجل الفيلم جانبا من حياة "نجل الفقير"، الذي لا يعرفه الكثير من الجزائريين، وكشف صاحب العمل بأن الفيلم من النوع الوثائقي الذي تنخله بعض المشاهد التمثيلية والخيالية، ويستعيد سيرة الرجل الذي اغتالته منظمة الجيش السري في فجر الاستقلال. * واعتبر موزاوي أن "هذا المشروع أولوية بالنسبة لي لأن الجزائر بحاجة أولا للتصالح مع نفسها قبل تضيع المزيد من الوقت". كما يحضر موزاوي لمشروع آخر هو عبارة عن فيلم طويل عن قصة لأحمد بن علام، يتناول قصة اجتماعية مستمدة من واقع الشباب الجزائري يلامس المشاكل اليومية للمجتمع. * وأكد موزاوي على أنه "ضد السينما السياسية أو السينما المناضلة"، وبأن كل ما يهمه كسينمائي هو ملامسة قاع المجتمع، وفي هذا الاتجاه دعا رئيس لجنة تحكيم الطبعة الأخيرة لمهرجان الفيلم الأمازيغي، لتبني النموذج الإيراني في السينما "التي استطاعت أن تؤسس لسينما وطنية بخصوصيات، هي حصيلة الثقافة الفارسية العريقة المعتدة بتفاصيلها البسيطة، دون الإغراق في الدعاية الايديولوجية أو الهرج السياسي". * وبحثا عن هذه الخصوصيات المستمدة من المجتمع أسس موزاوي فضاء الكتابة في تيزي وزرو، التي اختارها لاحتضان التجارب الشابة في كتابة السيناريو قائلا "كل من لديه فكرة أنا مستعد أن سمعه وأقدم له يد المساعدة من الومضة الاشهارية إلى الفيلم الطويل". * وعن دواعي تأسيس هذا الفضاء بمدينة تيزي وزو تحديدا قال المتحدث "هذه المنطقة عرفت العديد من أحداث العنف التي جعلت الشباب يمرون قبالة الحياة دون أن يعيشوها بالضرورة، لذا من الواجب أن نستمع لهؤلاء الشباب لأن الكتابة هي طريقة فاعلة في العلاج والخروج من الأزمات والجزائريين لا يحسنون عادة التعبير عن أنفسهم، لذا فالعنف يتمظهر في حياتنا باستمرار". * وفي نفس السياق قال المتحدث بأن "السيناريو هو أكبر المشاكل التي تعاني منها السينما الجزائرية، لأن هذا الأخير هو الهيكل العظمي في أي عمل سينمائي"، وأكد "أتحدى من يقول إن الجزائر كونت سيناريست واحد منذ الاستقلال، لذا يلجأ أغلب المخرجين للكتابة، وهي ليست بالضرورة مهمتهم الأساسية، ولكنهم مدفوعون إلى ذلك لغياب مختصين في هذا المجال". * وفي هذا الصدد قال موزاوي بأنه يتمنى أن يخصص حيز كبير للكتابة السينمائية في إطار مشروع معهد التكوين الذي يتم التحضير له. * وفي سياق حديث عن مشاكل السينما الجزائرية وعراقيلها دعا موزاوي وزارة الثقافة إلى مراقبة الأفلام التي تدعمها وتمولها، وقال إن "الوزارة مجبرة على مراقبة الأموال التي تضخها في أي اتجاه تذهب، وعلى الوزارة أيضا أن تشترط أن تكون هذه الأفلام في مستوى الأموال التي تستهلكها، بأن تستردها في المهرجانات أو في القاعات، لأن السينما هي قبل كل شيء فن وفرجة، ونجاح العمل يقاس بمدى الاستقبال الجماهيري له". * وفي نفس الإطار دعا المتحدث للكف عن النظرة الشوفينية للثقافة، والادعاء بأننا بخير، والنظر إلى ما يحدث خارج حدودنا حتى لدى الدول التي كانت في السابق تلجئ إلينا في إنجاز أعمالها ومشاريعها.