وسط مدينة سكيكدة اطلعت "الشروق" على آخر جرد للوحات الفنية الثمينة الموجودة بالنزل البلدي لبلدية سكيكدة ومختلف المصالح الولائية والصادر في شهر جانفي2009 أي بعد حريق النزل. * ويحمل 95 لوحة فقط، مما يؤكد أن هناك 08 لوحات ثمينة ناقصة مقارنة بسجل آخر تحصلت "الشروق" على نسخة منه، أنجزته بلدية سكيكدة بمساهمة لجنة الحفلات سنة 2007، ويضم 103 لوحات، وهو ما يفند تصريحات رئيس البلدية، الذي سبق أن أكد بأن لا شيء ثمينا احترق في النزل البلدي، كما لم يستدع المجلس لدورة طارئة للتصريح بالخسائر، ولم يتحرك المجلس في الوقت الذي تتحرك فيه كل الجهات بما فيها وزارة الثقافة ورئاسة الجمهورية. * ومن خلال المقارنة بين قائمة اللوحات في السجلين يتبين أن لوحة القنطرة المذكورة في سجلات الجرد لما قبل الاستقلال تحت عنوان "القنطرة الباب الذهبي للصحراء" للفنان الاسباني المستشرق خوسي أورتيغا غير موجودة، ويرجح أنها احترقت مع لوحة أخرى لنفس الفنان بعنوان "قبور ملوك تڤرت"، وهو تصوير لموقع تاريخي بالجنوب بألوان زيتية على قماش، وطول اللوحة 37 سم وعرضها 19.5 سم، في حين يبقى الغموض والشكوك محاطين باللوحة الفنية لأورتيغا بعنوان "تبرقدة" وهي منطقة واقعة جنوبخنشلة، والتي تؤكد كل المعطيات أنها سرقت من النزل، لأنها كانت موجودة داخل الكافيتيريا ثم حولت من مكانها ولم تظهر فيما بعد. * كما يبين الفارق بين السجلين أن لوحة المرأة للفنان الإنجليزي شارلي شابلين طولها 104 سم وعرضها 84 سم ولوحة مشهورة للرسامة جارمان كاس، وهي لوحة زيتية على قماش مذكورة في سجلات الجرد لما قبل الاستقلال باسم ديزيراد، وتسمى حاليا "شاطئ غوادا لوب" لم تعد موجودة ويرجح أنهما احترقتا مع لوحة أخرى لفنان مجهول، وحائطية الفنان السكيكدي رمضان عبد الوهاب. غير أن البعض يشكك في مصير اللوحات، خاصة وأن التحقيق يحتاج إلى الكثير من الخبرة والوسائل للتأكد من إن كانت اللوحات أحرقت أو تم الاستيلاء عليها بطريقة أو بأخرى، كما تذهب بعض الفرضيات إلى القول بأن الحريق قد يكون مدبرا، لأن اللوحات لم تكن حقيقية. * ونشير إلى أن العديد من اللوحات المذكورة في سجلات الجرد قبل وبعد الاستقلال غير موجودة في النزل البلدي، منها لوحة للفنان نابليون بعنوان "شارع كليمونصو"، إضافة إلى حوالي 9 لوحات منها 4 لوحات لبول روسي بعنوان "مشهد عربي"، "فيليبفيل 1899"، و"ذكرى الوحدة الثالثة للزواف"، و"أبواب قسنطينة"، و5 لوحات للفنان روني هيس، غير موجودة بالنزل البلدي حاليا، ولوحات أخرى يجهل أصحابها تمت إعارتها لمختلف مصالح البلدية. * يذكر أن 26 لوحة ثمينة لفنانين كبار منهم أورتيغا موريس أوتريو ومارك باردون وكاميل ألفونس فيري وغابريال شوفلون، ولوحتان لرسام مجهول في مكتب مدير العمران ولوحة "ضفاف وادي الصفصاف" للرسام فران، موجودة في مكتب المحاسبة، ولوحة ثمينة للفنان موريس ألكسندر بيرتون، موجودة في مطعم النزل، وسجادتان ثمينتان معلقتان في قاعة المداولات، وثمانية عشر لوحة في الصالون وثلاثة عشر لوحة في كافيتيريا النزل، و14 لوحة في رواق قاعة الحفلات، وأغلبها للفنان أورتيغا، إضافة إلى لوحات أخرى معلقة في ممر الدرج للطابق الأول والثاني، وأخرى في الطابق الأرضي.