قرّرت وزارة الثقافة تصنيف كلّ اللوحات الفنية المتواجدة بالنزل البلدي لسكيكدة تصنيفا يليق بقيمتها الفنية، خاصة وأنّ معظمها من الأعمال الفنية النادرة والتي لا تقدر بثمن، وحسب مصدر من مديرية الثقافة للولاية فإنّ قرار التصنيف قد صدّر بالجريدة الرسمية تحت رقم 77 على أن تبقى تلك اللوحات عند تصنيفها ملكا للمجلس الشعبي البلدي. وجاء هذا القرار عقب حريق 13 جانفي 2009 الذي أتى على 07 لوحات فنية منها لوحتان نادرتان، وأضاف نفس المصدر أنّ كلّ اللوحات وقبل تصنيفها -حسب بطاقية خاصة بكلّ واحدة منها بغية تحديد قيمتها الفنية- سيتم إخضاعها لمعاينة دقيقة في أحد المخابر المتخصّصة وعلى أيدي مختصين، كما تقرّر حسب ما جاء في الجريدة الرسمية تصنيف كلّ البنايات التي تعدّ تحفا حقيقية منها تلك المتواجدة بشارع "زيغوت يوسف" انطلاقا من النزل البلدي مرورا بالبنك الوطني الجزائري إلى غاية دار البريد وكذا محطة القطار.. ولابدّ من الإشارة إلى أنّ الأرشيف البلدي لمدينة سكيكدة يزخر بكم هائل من اللوحات الفنية النادرة فحسب الوثائق المتوفّرة فإنّه يوجد أكثر من ثلاثين لوحة تمّ اقتناؤها من قبل بلدية سكيكدة (فيليب فيل) أثناء الحقبة الاستعمارية وبالضبط خلال كلّ عهدات رئيس بلدية فيليب فيل "بول كيطولي" الممتدة من 1864 إلى 1949، حتى وإن كان الفضل في وجود تلك اللوحات اليوم بسكيكدة يعود لزوجة هذا الأخير السيدة ماري التي كانت تجمع كلّ الأعمال الفنية سيما وأنّها كانت شغوفة بالفن التشكيلي ومتأثّرة بكبار الفنانين التشكيلين العالميين. ومن أهمّ اللوحات ذات القيمة الفنية العالية التي لا تقدر بثمن لوحات "الأرمل" و"ضفاف السين" لجون فرانسوا رفائيلي، "المرأة" لشارل شابلين (وقد تعرضت للحرق خلال جانفي من سنة 2009) بالإضافة إلى لوحات نادرة لفنانين آخرين أمثال بوشو، شابنيان، بوفيول أوكاص، وكلّ هذه اللوحات الأخيرة قد تمت استعارتها من المتاحف الفرنسية في مناسبات مختلفة كتدشين النزل البلدي أو الاحتفال بمئوية فليب فيل من طرف وزارة الفنون الجميلة الاستعمارية بداية من سنة 1914. زيادة إلى لوحات أخرى ذات قيمة منها لوحة امرأة عارية للفنان قسطنطين فو تمّ شراؤها يوم01 ديسمبر 1932 بسعر7 آلاف فرنك فرنسي قديم كما تم اقتناء لوحتين أخريين لنفس الفنان هما "ساحة ماركي" و"المئذنة" سنة 1946 بسعر 10 آلاف فرنك فرنسي، إضافة إلى جدارية لنفس الفنان تمثّل منظرا من الجنوب الجزائري بلغ سعرها 50 ألف فرنك فرنسي. كما توجد بالنزل البلدي ست لوحات للرسام العالمي موريس أوتريو منها لوحة "ساحة الربوة تحت الثلج" تمّ اقتناؤها سنة 1033 بسعر10 آلاف فرنك فرنسي..وكذا لوحة نادرة للرسام البولوني الأصل آدم ستيكا بعنوان "قصة حب مغربية" تمّ شراؤها سنة 1932 بمبلغ مالي قدر آنذاك ب 6 آلاف فرنك فرنسي، كما قام رئيس بلدية فيليب فيل "بول كيطولي" خلال نفس السنة بشراء لوحتين من الفنان موريس ليفيس تمّ عرضهما بصالون الفنانين الفرنسيين الأوّل بعنوان "السهول العليا لسارت" والثانية "ضفاف المايان". الوثائق القديمة الموجودة في أرشيف بلدية سكيكدة تشير إلى أنّ أكبر عملية اقتناء لعدد من اللوحات الفنية الغالية تمت بين بول كيطولي والفنان خوسي أورثيقا الذي قام بإنجاز 24 لوحة صغيرة تمثّل مناظر مختلفة من الجزائروسكيكدة لم يبق منها سوى 16 لوحة مع الإشارة إلى أنّ الإطارات الخاصة بتلك اللوحات تمّ إنجازها من طرف حرفي من تيزي وزو. ومن بين أهم اللوحات النادرة أيضا لوحة الفنان إتيان ديني الشهيرة "الباسور" وقد اقتنتها بلدية سكيكدة آنذاك بسعر يقدر ب22 ألف فرنك فرنسي وحسب مداولة المجلس الشعبي لبلدية سكيكدة بتاريخ 13جويلية 1970 فقد تمّ إهداؤها للرئيس الراحل هواري بومدين سنة 1970. ويوجد بالنزل البلدي لسكيكدة لوحات نادرة جدا وهي من الروائع وتتمّثل في لوحات "الأرمل" و"ضفاف السين" لجون فرانسوا رفائيلي و"المرأة" لشارل شابلين إضافة إلى لوحات بول روسي، كما يوجد أيضا سجّادات فنية ذات قيمة كبيرة منها "قارب دانت" و"نساء الجزائر في بيتهن" عن لوحتين شهيرتين لأوجان دولاكروا و"سجاد دانت" و"فرجيل في جهنّم" و"سجاد وصول الفرنسيين أمام أنقاض روسيكادا" وقد صنعت كلّها بورشات أوبيوسون بفرنسا وقد تمّ شراؤها خلال الفترة 1932 و1933و1935 بسعر يقدر آنذاك ما بين 25 ألف فرنك فرنسي قديم و30 ألف فرنك فرنسي قديم.