صورة من الأرشيف في جو مهيب وحزن عميق لم تشهده من قبل مدينة أم علي (تبسة) شُيّع نهار الاثنين، آلاف المواطنين جنائز ضحايا العملية الإجرامية التي راح ضحيتها 5 أفراد من عائلتي ڤبلة وعوايشية، وبمجرّد وصول جثامين الضحايا من مستشفى عالية صالح تبسة إلى مقر الإقامة بأم علي، حتى تعالت أصوات البكاء والحزن أرجاء المدينة، التي توقفت عن العمل وعن الحركة * وكادت أن تتوقف حتى عن الكلام والتنفس، فالمشهد كان مؤلما ومؤثرا من الصعب الصبر والتجلد، خاصة لأبناء المنطقة والتي لم يسبق لأهلها وأن ودعوا 5 أفراد في يوم واحد، وهو العامل الذي ميّز مراسيم الدفن التي حضرها بأعداد فاقت أعداد سكان البلدية والذين جاؤوا من عدّة بلديات خاصة الحويجبات، الماء الأبيض، الصفصاف، بئر العاتر، بكارية وحتى من تبسة، تضامنا وتآزرا مع أهل الضحايا الذين أغمي على كثير منهم وتمّ نقل بعض النساء إلى العيادات الصحية في وضع جدّ مؤثر. * وفي سياق متصل، علمت الشروق من مصدر مطلع أن فرق حرس الحدود بولاية تبسة، تمكنت مساء أول أمس من تفكيك 4 قنابل زرعها الإرهابيون بمنطقة الشطابية على بعد أمتار من جثة الشاب المذبوح (ق. ج)، وقد تمّ استعمال تجهيزات حديثة ومتطورة لكشف ما زرعه الإرهابيون الذين كانوا يهدفون من وراء العملية الإيقاع بعدد كبير من الضحايا أثناء وصولهم موقع الجريمة التي نفذوها، وبقدر ما أحبطت هذه العملية من طرف مصالح الأمن الذين فوتوا الفرصة على الإرهابيين، حيث لم يغامروا بالدخول إلى المنطقة الملغمة، بالمقابل فإن المواطنين البسطاء لم يتريثوا وغلبوا الجانب العاطفي على الاستراتيجية الأمنية، ولم ينتظروا الفرق المختصة في كشف الألغام، مما كلفهم غاليا، حيث قتل منهم أربعة أشخاص وآخر مازال بين الموت والحياة. * وبحسب المختصين فإن الإرهابيين استعملوا عملية التفجير عن بعد، إذ بمجرّد وصول أول سيارة والتي كان على متنها الضحايا قاموا بتفجير القنبلتين، وهي نفس الطريقة والعملية التي استخدمها الإرهابيون خلال الأشهر الفارطة فقط بمناطق بوجلال، العڤلة، المالحة، وأخيرا منطقة الشطابية، حيث قتل ما لا يقل عن 10 أشخاص.