الطبعة ال3 للدورة الوطنية للكرات الحديدية: تتويج ثلاثي تلمسان بولاية الوادي    حزب العمال يسجل نقاطا إيجابية    صورة تنصيب ترامب تثير الجدل!    90 مؤسسة في برنامج دزاير لدعم المصدّرين    نحو 23 ألف سائح أجنبي زاروا الجنوب    الجزائر تتحرّك من أجل أطفال غزّة    نشاط قوي للدبلوماسية الجزائرية    حماس: نقترب من التحرير    التأكيد على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار والانسحاب الصهيوني الكامل من قطاع غزة    الصليب الأحمر يعلن التحضير لتنفيذ عملية تبادل الأسرى وتكثيف الاستجابة الإنسانية في غزة    شايب: نهدف إلى تحسين خدمة المواطن    أين الإشكال يا سيال ؟    نسيج وجلود: تنظيم المتعاملين في تجمعات وتكتلات لتلبية احتياجات السوق الوطنية    جيدو/البطولة الوطنية فردي- أكابر: تتويج مولودية الجزائر باللقب الوطني    الأمم المتحدة تكثف جهودها الإنسانية في غزة مع بدء تنفيذ وقف إطلاق النار    تجارة: عدم التساهل مع كل أشكال المضاربة والاحتكار للحفاظ على استقرار السوق    خدمات الحالة المدنية لوازرة الخارجية كل يوم سبت.. تخفيف الضغط وتحسين الخدمة الموجهة للمواطن    الذكرى ال70 لاستشهاد ديدوش مراد: ندوة تاريخية تستذكر مسار البطل الرمز    فتح تحقيقات محايدة لمساءلة الاحتلال الصهيوني على جرائمه    التقلبات الجوية عبر ولايات الوطن..تقديم يد المساعدة لأزيد من 200 شخص وإخراج 70 مركبة عالقة    تمديد أجل اكتتاب التصريح النهائي للضريبة الجزافية الوحيدة    ريان قلي يجدد عقده مع كوينز بارك رانجرز الإنجليزي    اليوم الوطني للبلدية: سنة 2025 ستشهد إرساء نظام جديد لتسيير الجماعات المحلية تجسيدا للديمقراطية الحقيقية    الجزائر رائدة في الطاقة والفلاحة والأشغال العمومية    35 % نسبة امتلاء السدود على المستوى الوطني    رحلة بحث عن أوانٍ جديدة لشهر رمضان    ربات البيوت ينعشن حرفة صناعة المربى    بلومي يباشر عملية التأهيل ويقترب من العودة إلى الملاعب    المولودية على بُعد نقطة من ربع النهائي    مرموش في السيتي    الرئيس يستقبل ثلاثة سفراء جدد    أمطار وثلوج في 26 ولاية    حزب العمال يسجل العديد من النقاط الايجابية في مشروعي قانوني البلدية والولاية    إحياء الذكرى ال70 لاستشهاد البطل ديدوش مراد    بلمهدي: هذا موعد أولى رحلات الحج    بسكرة : تعاونية "أوسكار" الثقافية تحيي الذكرى ال 21 لوفاة الموسيقار الراحل معطي بشير    مجلس الأمن الدولي : الدبلوماسية الجزائرية تنجح في حماية الأصول الليبية المجمدة    تطهير المياه المستعملة: تصفية قرابة 600 مليون متر مكعب من المياه سنويا    سكيكدة: تأكيد على أهمية الحفاظ على الذاكرة الوطنية تخليدا لبطولات رموز الثورة التحريرية المظفرة    تجارة : وضع برنامج استباقي لتجنب أي تذبذب في الأسواق    كأس الكونفدرالية: شباب قسنطينة و اتحاد الجزائر من اجل إنهاء مرحلة المجموعات في الصدارة    الأونروا: 4 آلاف شاحنة مساعدات جاهزة لدخول غزة    اقرار تدابير جبائية للصناعة السينماتوغرافية في الجزائر    وزير الاتصال يعزّي في وفاة محمد حاج حمو    رقمنة 90 % من ملفات المرضى    قتيل وستة جرحى في حادثي مرور خلال يومين    تعيين حكم موزمبيقي لإدارة اللقاء    بلمهدي يزور المجاهدين وأرامل وأبناء الشهداء بالبقاع المقدّسة    جائزة لجنة التحكيم ل''فرانز فانون" زحزاح    فكر وفنون وعرفان بمن سبقوا، وحضور قارٌّ لغزة    المتحور XEC سريع الانتشار والإجراءات الوقائية ضرورة    بلمهدي يوقع على اتفاقية الحج    تسليط الضوء على عمق التراث الجزائري وثراء مكوناته    كيف تستعد لرمضان من رجب؟    ثلاث أسباب تكتب لك التوفيق والنجاح في عملك    الأوزاعي.. فقيه أهل الشام    نحو طبع كتاب الأربعين النووية بلغة البرايل    انطلاق قراءة كتاب صحيح البخاري وموطأ الإمام مالك عبر مساجد الوطن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لقاء تاريخي بين الأمراء التائبين والعلامة عائض القرني
هو الأول من نوعه برعاية الشروق


الداعية القرني رفقة تائبين في لقاء بمقر الشروق
أخيرا.. تمكنت جريدة الشروق من تنظيم لقاء قمة بين الداعية الكبير الدكتور عائض القرني ومجموعة فاعلة من الامراء التائبين الذين كانوا ينشطون ما بين 1992 و2007، وهو اللقاء الذي احتضنه الأربعاء، مقر الشروق واستقطب كثيرا من الوجوه المهمة سياسيا وإعلاميا.
*
وفتح المجال للحديث مباشرة بين الداعية والتائبين عن خطأ منهج التطرف الذي يستهدف المجتمعات المسلمة، حيث استمعوا لكلمته وتوجيهاته التي أكد فيها على حرمة سفك دماء المسلمين وخطأ الإرهابيين الذين لم يستوعبوا حقيقة الرسالة الإسلامية التي جاءت رحمة للعالمين، وليس نقمة ووبالا عليهم.
*
وجاءت هذه المبادرة التي فاجأت الداعية القرني نفسه، إلى درجة أنه قال إنها الشيء الأبرز تأثيرا في زيارته للجزائر معتبرا لقاءه مع الامراء التائبين بمقر الشروق سابقة لم تحدث له طيلة مشواره في الدعوة في العالم الإسلامي، لتكشف مدى حاجة الجزائر إلى العلماء العاملين والدعاة المخلصين الذين يرشدون الناس إلى حقيقة الإسلام البعيد عن التطرف، وهو نفس الانطباع الذي تركته هذه الزيارة لدى الامراء التائبين أيضا، الذين طلبوا من الشيخ أن يحث العلماء والمشايخ على زيارة الجزائر، للقيام بحملة تحسيسية تفتح الباب واسعا أمام الإرهابيين الذين ضلوا الطريق ووقعوا في فخ التكفير وترويع المسلمين، لما لفتاوى العلماء من تأثير في أوساط الشباب الذي رفع السلاح في وجه أمته قتلا وذبحا وسبيا وهو يظن أنه يؤدي "واجبا شرعيا" دعا إليه العلماء، في حين أنهم يُجمعون على أن لا علاقة بين الإسلام والإرهاب.
*
وقد كانت مراجعات الجماعة الإسلامية في مصر ومراجعات بعض المشايخ في المملكة العربية السعودية، مثل الشيخ ناصر بن محمد الفهد والشيخ علي الخضير والشيخ أحمد الخالدي، في قلب الاستشهاد المتبادل بين الشيخ عائض القرني والامراء التائبين، ما يكشف جديتها بسبب ما طرحته من أفكار عميقة مرتبطة بالتأصيلات الشرعية للجماعات التي اختارت العنف سبيلا لتغيير الأنظمة في العالم الإسلامي، وكذا تأثيرها الكبير في صفوف المسلحين الذين قرروا تدارك أخطائهم والرجوع إلى جماعة المسلمين، نابذين للفرقة والعنف، ومنخرطين في مساعي السلم والمصالحة. كما تظهر عبر هذا اللقاء وغيره أن المواجهة الحقيقية مع الإرهاب هي مواجهة فكرية شرعية بالأساس، وأنه لا أحد أقدر على مواجهة الأفكار المنحرفة من العلماء والدعاة الذين يرشدون الناس إلى الإسلام في سماحته ويُسره، ويردون على كل الشبه المتعلقة بمنابذة الجماعة والفرقة وسفك دماء الأبرياء.
*
*
الأمراء التائبون يعترفون..
*
وقد استطاعت الشروق ان تجمع لأول مرة هؤلاء الأمراء التائبين مع واحد من العلماء الدعاة الذين كان لهم الإسهام في إقناع آلاف المتشددين عبر العالم الإسلامي بنبد العنف والعودة الى المجتمع، ما عبر عليه أحد التائبين عندما اعترف بين يدي الشيخ انه وغيره من المسلحين تأثروا بفتاويه التي كانوا يتلقونها من بعض القنوات السعودية، مثل الفتوى التي أطلقها عام 1993 عندما خاطب المسلحين في الجزائر وحذرهم من الانزلاق نحو سفك دماء الابرياء. وقد أسهب الشيخ في الحديث عن تجربته لإقناع المتشددين في السعودية عندما استنجدت به الحكومة السعودية لمحاورة المتطرفين في السجون.
*
مبادرة الشروق حضرتها وجوه مختلفة واحيانا متباينة في الافكار والرؤى يجمعها هدف واحد وهو المساهمة في حقن الدماء وإقناع باقي المسلحين المغرر بهم بالنزول ووضع السلاح والانخراط في مسعى المصالحة الوطنية، وقد عبر الداعية القرني عن سعادته وفرحته بمبادرة الشروق التي مكنته من مقابلة التائبين وجها لوجه بعدما كان يخاطبهم عن بعد، ولم يفوت الداعية الفرصة ليشكر التائبين أنفسهم ويبارك لهم رجوعهم للمجتمع وأوبتهم لله، واعدا بنقل هذه الحفاوة وهذه المبادرة الى المملكة العربية السعودية.
*
*
بين يدي عائض القرني وفي مقر "الشروق"
*
أمراء تائبون يطلقون مبادرة ترقية السلم لحقن دماء الجزائريين
*
حضر ندوة "الشروق" التي استضافت العالم الجليل عائض القرني، سبعة من أعضاء مجلس شورى ترقية السلم والمصالحة التي تضم أكثر من 2300 تائب من كل التنظيمات المسلحة. وبقدر ما فرحوا بالمقابلة بقدر ما تأسفوا لقصر وقتها الذي اغتنموا كل لحظة منها لتعزيز قناعاتهم الشرعية بخصوص العمل المسلح الذي تخلوا عنه استجابة لما يقوله الإسلام الصحيح على لسان علمائه، وكان اللقاء تاريخيا وشكّل لبنة تعزز مبادرات حقن دماء الجزائريين.
*
وكان أعضاء مجلس شورى مبادرة ترقية السلم والمصالحة التي تضم أزيد من 2300 تائب من مختلف التنظيمات المسلحة في الجزائر يودون أن تطول مدة اللقاء مع فضيلة الشيخ الدكتور عائض القرني عما تم أمس بمقر "الشروق"، لكن لم يخفوا فرحتهم الشديدة بمحادثة العالم وهم يتوقون للقاءات قريبا مماثلة لمبادرة "الشروق" التي اعتبروها أول لقاء بين مسلحين تائبين وعالم جليل اشتهر بمواقفه العلنية فيما يخص حمل السلاح في بلد يدين بالإسلام وإراقة دم من يقول لا إله إلا الله.
*
وشارك في ندوة الأربعاء عبد الخالق عبد السميع الناطق الرسمي لمبادرة التائبين لترقية السلم إلى جانب ناشطين في المبادرة منهم تائبون في إطار قانون الرحمة وآخرون في إطار قانون الوئام المدني ومنهم تائبون في إطار قانون المصالحة الوطنية.
*
وأجمع الحاضرون على أن أقوال العلماء مثل العلامة عائض القرني وآخرون كان لهم الدور الكبير في تغيير قناعاتهم "الجهادية" وقرروا ترك السلاح بعد أن أدركوا أنهم كانوا على خطإ، سواء تعلق الأمر بتكفير المسلمين والحكام والعلماء أو رفع السلاح في وجه المسلمين باسم "الجهاد".
*
كل هذا جاء في حديث هؤلاء الذين يتوقون إلى لقاءات مع علماء بهذا الوزن ويرون أنها مبادرات من شأنها الدفع بالسلم والمصالحة وحفظ دماء المسلمين إلى الأمام، ولم يُخف هؤلاء فرحتهم الشديدة قائلين "فرحتنا ليست في حضور شخص العلامة الجليل عائض القرني بل في حضور ما يحمله من علم في الشرع ودراية بالإسلام.. إنه وأمثاله مدارس متحركة نستقي منها ونحسبه مشرب أفكارنا ونور طريقنا الذي بفضله لا نحيد بل ونمنع من يحيد عن الدين بالدعوة".
*
وقبل وصول العلامة القرني إلى مقر الجريدة في حدود منتصف النهار كان قد نزل بها نشطاء مبادرة ترقية السلم للتائبين ومن بينهم أبرز وجوه أكبر التنظيمات المسلحة في الجزائر، وكان معظمهم في الجبال قبل خيار ترك السلاح، حيث يُعتبر بعضهم من منظري تلك التنظيمات في هيئاتها الشرعية وآخرون في لجان إعلامية، واشترك كلهم رغم الفوارق التي كانت سبب تناحر تنظيماتهم المسلحة في مبدإ ترك السلاح والدعوة إلى هذه القناعة.
*
*
المدير العام لجريدة الشروق اليومي يستقبل عائض القرني ويؤكد:
*
"بفضل العلماء عاد كثير من المغرر بهم إلى جادة الصواب"
*
رحب المدير العام لجريدة الشروق اليومي السيد علي فضيل بفضيلة الشيخ عائض القرني وشكره على زيارة المقر، كما أثنى على جهوده الدعوية الكبيرة التي خدمت الإسلام والمسلمين في كل مكان وأثمرت في كف يد العنف عن الأبرياء من المسلمين وكسر شوكة التطرف الديني التي لم تنتج غير الدم.
*
وفي نفس السياق عرج السيد علي فضيل على العشرية السوداء في الجزائر قائلا "الجزائر عرفت هي الأخرى ظاهرة التطرف وذاقت ويلات الفتنة التي اكتوت بنارها دول إسلامية كثيرة، وعليه أبى بعض الشباب الذين رجعوا إلى طريق الصواب وعرفوا طريق التوبة إلى الله، إلا أن يحضروا ويساهموا في تنوير الرأي العام بحقائق تأثرهم بدعوة الأئمة والشيوخ وعلى رأسهم فضيلة الشيخ عائض القرني".
*
هذا ولم يفوت المدير العام لجريدة الشروق الفرصة للإشادة باجتهادات كثير من علماء المملكة ومن باقي الدول الإسلامية في إطار القضاء على قادة الغلو الديني الذين لم يزيدوا الوضع إلا اشتعالا وسعيهم الدائم لإطفاء الفتن وحشد الهمم على الثبات والتوبة إلى الله مما يغضب الله ونجحوا في كثير من المحطات والدليل أضحى ملموسا بتواجد شباب جزائري غرر به واستطاع بعون الله أن يعود إلى جادة الصواب.
*
*
*
طالبه بمد العون لإقناع المسلحين بالنزول
*
التائب عبد الخالق يدثر القرني ببرنوس "الشروق"
*
كرمت جريدة الشروق اليومي الداعية السعودي عائض القرني في جو اتسم بحفاوة الاستقبال الذي يليق بمقام داعية إسلامي، حيث اختارت الشروق أن يتقدم الناطق الرسمي باسم التائبين لتدثير العلامة عائض القرني بالبرنوس تائب نيابة عن المدير العام لجريدة الشروق اليومي، وقد تم ذلك وسط حضور مكثف لعدد من الأمراء التائبين الذين عبروا عن سعادتهم الغامرة وهم يجلسون إلى عالم كان له الفضل في نزول كثير من أقرانهم.
*
وعبر العلامة عائض القرني عن سعادته الكبيرة بالمفاجأة التي حضرتها له جريدة الشروق قائلا "إني عشت موقفا في جريدة الشروق اليومي لم أشهده في العالم الإسلامي أجمع".
*
وكان الداعية عائض القرني رفقة عدد من علماء السعودية، وأغلبهم دكاترة يدرسون مختلف التخصصات في الجامعات السعودية، حيث كان المشهد مؤثرا عندما يلتقي شباب تابوا بعد أن ظلت بهم الطريق، وقد جرى نقاش بين الطرفين حول الخيار الذي صار إليه المسلحون بعد أن خرجوا عن المجتمع بفتاوى خاطئة من طرف شيوخ سرعان ما عادوا عنها في مراجعات حملتها عديد الكتب المنشورة والأشرطة السمعية، وقد سجل كل من حضر اللقاء أن تكريم العلامة عائض القرني كان له صدى على اعتبار خصوصية الحضور.
*
*
الداعية عائض القرني يدعو إلى تبني الرأي الوسطي ويكشف
*
قادة الغلو في العالم الإسلامي اعترفوا بخطئهم في حق المجتمع
*
قال الداعية السعودي عائض القرني بأن بلاده اكتوت كثيرا بنار العنف والتطرف مثلما حدث تماما في الجزائر، ولأن الأمة الإسلامية هي دين واحد ألا وهو الإسلام الذي حفظه الله في الكتاب والسنة، فإن "الرأي الذي اجتمعتم عليه هو الصواب وهو المتفق عليه في كل العالم الإسلامي"، في حديثه لكافة الأشخاص الذين استفادوا من تدابير السلم والمصالحة الوطنية.
*
وأكد القرني الذي كان أمس ضيف منتدى الشروق اليومي، بأن علماء الإسلام المجتمعين مؤخرا بإسطنبول، نددوا بكافة أشكال العنف، وبأنه كلف شخصيا في بلده السعودية بلقاء المشايخ الثلاثة الذين يعدون قادة الغلو هناك، وهم الشيخ الخضيري الذي أمضى فترة الحبس في فندق راق وتم تزويده بكافة وسائل العمل والبحث لأنه من العلماء، وكذا الشيخ الفهد والشيخ الخالدي، قائلا: "صدقوا بأنه لم تمارس عليهم أي ضغوط ولا ابتزاز في السجون، وهم لم يتعرضوا لذلك بتاتا".
*
وقد اعترف هؤلاء بخطئهم في حق مجتمعهم، وحملوا السلاح، وأفتوا بذلك، وقالوا بأنفسهم بأنه لم تمارس عليهم أي ضغوط، مقرين بعظمة لسانهم بأنهم أخطؤوا فعلا في حق المجتمع، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "من حمل علينا السلاح فليس منا".
*
ويرى الشيخ القرني بأن أبناء الجزائر كما في السعودية اجتمعوا في إطار الأخوة، ومنهم من أخطأ، وعلى الجميع أن يوقن بما قال خاتم الأنبياء في حديثه الشريف: "أموالكم وأعراضكم حرام عليها كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا"، مستغلا فرصة حلوله بالجزائر ليجدد نداءه لنشر السلم والأمن، قائلا: "من منا لم يخطئ، ومن يتبين له أنه أخطأ فليراجع الحق، والحق مطلب الجميع".
*
مضيفا: "الحمد الله أن الأمن استتب في الجزائر، وقد تنقلت من ولاية إلى أخرى وقلت بلسان واضح، أنه ليس هناك إلا الرأي الوسطي الذي عليه الكتاب والسنة وعلماء الإسلام"، كما أن الله لا يجمع أمة على ضلالة.
*
*
"لا يمكن إنشاء أمة في مغارة لأن يد الله مع الجماعة"
*
تساءل الداعية السعودي عن كيفية إنشاء أمة بحجم الجزائر في مغارة أو جبل، لأن يد الله مع الجماعة، مستدلا بالآية الكريمة: "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا"، مخاطبا العناصر التي لم تتخل عن السلاح بأن تتقي الله في دماء المسلمين والمواطنين والأبرياء".
*
وقال عائض القرني إن الأمة هي السواد الأعظم، وبأن يد الله مع الجماعة، في تأكيده على أهمية العودة إلى جادة الصواب والتخلي عن الفكر التكفيري وكذا العمل المسلح.
*
مصرا على ضرورة أن يتحمل كل طرف مسؤوليته في تبيان الخطأ الذي حصل للأمة، مخاطبا العناصر التي قررت العودة إلى أحضان المجتمع وإلى جادة الصواب في الجزائر: "أنتم الذين فعلتم الصواب، ورجعتم إلى مجتمعكم إلى أهلكم في الجزائر، هذا هو الوضع الطبيعي الذي يعيش فيه الإنسان، لأن المسلم عضو لا ينفصل عن مجتمعه، ومن شذ عن ذلك شذ في النار، ولا يكون الشاذ المخالف هو الصواب".
*
وأكد ضيف منتدى الشروق بأن الصواب هو الجماعة، جماعة المؤمنين، لأن يد الله مع الجماعة، "وهذا الذي أنتم فيه وسلكتموه"، "وأرجو أن من يسمع صوتي أو يصل إليه الخطاب، ويحمل السلاح أن يتقي الله في دماء المؤمنين والمسلمين والمواطنين، ودماء الجزائريين".
*
مذكرا بحكم الإسلام في من يقتل نفسا دون وجه حق قائلا: "والله لا تذهب قطرة دم عند الواحد الأحد"، الذي حكم في كتابه بأن من يقتل مؤمنا متعمدا، جزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما.
*
ونبه صاحب المداخلة بخطورة أن يقرر شخص ما حمل السلاح في وجه إخوته وأبناء مجتمع، "لأنه مهما تطرف الإنسان في تأويله لمسألة علمية نظرية وهو جالس على كرسي، لا يحمل أبدا نفس الخطورة التي يمثلها الإنسان الذي يقرر حمل السلاح ويتأول في دماء الناس وأعراضهم وممتلكاتهم، فهذا ما لا تقره الشرائع وخاصة دين الله الواحد الأحد".
*
موضحا بأن النبي صلى الله عليه وسلم، نبه في أكثر من موقف على أن يقول لا إله إلا الله عصم دمه، ولا يقبل التأويل أبدا في هذا في هذه المسألة، مستدلا بالحادثة التي عايشها الرسول الكريم حينما قتل أسامة رجلا كان في صف الكفار، فلما حمل عليه السيف قال لا إله إلا الله فقتله أسامة، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: "قتلته بعد أن قال لا إله إلى الله"، "قال إنه قتل سبعا من المؤمنين"، فقال له الرسول عليه السلام "فكيف إذا جاءت لا إله إلى الله تحاج عنه يوم القيامة".
*
ورفض الداعية السعودي بشدة أن يتحول البعض إلى محاكم تفتيش، "لأننا لسنا مسؤولين عن ضمائر الناس، الله يتولى أمرهم، لست عليهم بمسيطر، فأنت لا تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين".
*
*
دعا الإرهابيين إلى إلقاء السلاح
*
الرئاسيات مسألة جزائرية وأنا أبارك مسعى المصالحة للرئيس بوتفليقة
*
قال عائض القرني للإرهابيين الذين لا يزالون في الجبال "ألقوا السلاح، ألقوا السلاح، ألقوا السلاح"، داعيا إياهم إلى اتقاء الله في دماء الجزائريين والمسلمين في كل بلاد الإسلام، معتبرا الانتخابات الرئاسية شأن داخلي لا يخص الا الجزائر لكنه أعلن مباركته لمسعى المصالحة الوطنية الذي يرعاه "الرمز بوتفليقة".
*
قال الداعية السعودي الذي يقوم بزيارة للجزائر حاليا، ردا على أسئلة الصحفيين أمس بدار الإمام "أبارك لكم تصالحكم، فأنتم رقم صعب في التاريخ، وثورتكم يشهد لها العالم" معتبرا المصالحة والسلم مهمة الجميع من السياسي، للطبيب، للأستاذ، للعالم والشاعر والصحفي.
*
وأوصى بالمصالحة والإقناع والحوار والإيصال بالحجة، وليس بالعنف والتكفير واستباحة دم المسلمين "لا تفتوا بسفك دماء الأبرياء ولا تكونوا أداة هدم تعين الصهيونية"، مبرزا الحياد عن طريق الحق لأصحاب "الفكر الشاذ والنشاذ والخارج".
*
وعاتب بالمناسبة نشر الفتاوى الضالة على الفضائيات "نددت بفتاوى الفضائيات والفتاوى السائبة"، موضحا أن من المفتين الذي يطلقون الفتاوى من الفضائيات من "لا يملك إلا مستوى الإعدادية ويفتي في دماء الناس على الجماهير".
*
*
قال إن العنف شوه الإسلام وحقيقة الدعوة إلى الله
*
"الجزائر قارة ولا يمكن إسقاطها بعمل مسلح في الجبال"
*
أكد الداعية عائض القرني، أن الجزائر تمثل قارة من حيث المساحة بنسبة خمس مرات أكبر من مساحة الدولة الفرنسية، وأفاد أن اتساع الرقعة الجغرافية للدولة الجزائرية والترسانة العسكرية للجيش الوطني، قد يطيح بكل الأهداف التي ترمي إلى تجسيد فكرة إسقاط الدولة في الواقع، وذلك في إشارة منه إلى العمل المسلح المندلع بالجزائر بداية التسعينيات، بقوله "الجزائر قارة ولا يمكن إسقاطها بعمل مسلح في الجبال".
*
وقال القرني العالم السعودي الجنسية، في ندوة الشروق، إن كل أعمال العنف التي نشبت في الدول ضد النظم القائمة أثبتت بأن الفعل من شأنه إفساد المنهج الصحيح والخدش في العقيدة والتأثير السلبي على تعاطي الأفراد مع الإسلام، معتبرا أن نفور جماعة إلى الجبال لا تغير في نظم الحكم، وذكر مثالا عن محاورته لشاب في السجن منتمي لجماعة المسلحين، لديه مستوى المتوسط، حيث سأله "كيف يكون 22 مليون سعودي بعلمائه من دكاترة وأساتذة وعلماء دين على ضلال"، مضيفا أن الشاب نفسه تراجع عن فكرته بانتهاج سبيل العنف، وأصبح - حسبه - لاحقا، يتدارس الدين ويدرسه.
*
*
فرحة غير مسبوقة لدى التائبين
*
قال أحد التائبين "ليت اللقاء دام أياما وأياما" وقال اخر" لحظات مع العلامة القرني هي سنوات مع غيره"، فيما فقد آخر شهية تناول وجبة الغداء من درجة فرحته بلقاء العالم، وقال آخر "اليوم أسعد يوم منذ تطليقي السلاح، فيما فضل آخر اختصار انطباعه بالإجابة عن سؤالنا بقوله "سؤالكم ليس للطرح، لان الجواب متجلي على وجهي، لكن أصغر التائبين وآخر من نزل من الجبل قال "هذا يوم ليس ككل الأيام انه لقاء وما بعده لقاء، لكن أتمنى أن يتكرر، أما تائب آخر فردد عبارات الشكر للجريدة بقوله "من اليوم فصاعدا الشروق ستجري في مجرى الدم في العروق".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.