"يكفينا من تحضير الحقائب للعرسان وتجهيزهم ماديا وفقط.." هكذا افتتحت شائعة جعفري، رئيسة المرصد الجزائري للمرأة، الدورة التأهيلية الأولى للمقلبين على الزواج أول أمس بقاعة المحاضرات لبلدية القبة بحضور جمع من الأساتذة والمختصين في الاستشارات الأسرية والعلاقات الزوجية وعشرات الشباب المقبلين على الزواج، حيث رفعت شائعة جعفري التحدي بتخفيض نسبة الطلاق في الجزائر بأكثر من 20 بالمائة إذا ما وسعت هذه الدورات التأهيلية وأصبحت إجبارية كما هو الحال في كثير من الدول الإسلامية والأوربية. ووصفت رئيسة المرصد الجزائري للمرأة الكتب التي تباع في الأسواق باسم تعليم الشباب المعاشرة الجنسية الصحيحة والعلاقة الزوجية المستقيمة بالسموم، معاتبة الجهات الوصية التي فتحت المجال أمام انتشار هذه الكتب في ظل غياب دورات وصفوف تأهيلية من شأنها أن تقدم المنفعة المرجوة بعيدا عن المغالاة والابتذال الذي تعج به تلك الكتب المسمومة المدمرة.واتفق الأساتذة المتدخلون في الجلسة التمهيدية للدورة التأهيلية للشباب المقبلين على الزواج على أن 90٪ من العائلات الجزائرية تحضّر ليوم العرس فقط متناسية التحضير لما هو أهم وهو ما بعد ليلة العرس، حيث التحضير لبناء الأسرة في ظل الفروق بين الرجل والمرأة على مختلف المستويات الجينية والجسدية والفكرية والاحتياجات النفسية الاجتماعية، وكل هذه الفروق إن لم يتم معرفتها والتمكن من الآليات التي يجب التعامل معها من شأنها أن تهدم الزواج وتدمّر البيت الزوجي، ففي أندونيسيا وبعد إقرار إلزامية التحاق الشباب المقبلين على الزواج بالصفوف التأهيلية خفض نسبة الطلاق في المجتمع الأندونيسي من 30٪ إلى 70٪.واستعرض إمام المسجد العتيق بالقبة مجموعة من صور المعاشرة الزوجية المستقاة من بيت النبوة ومعاملات الصحابة الكرام لزوجاتهم، مؤكدا أنه لا يوجد معلم أو مربي في هذا المجال كالنبي صلى الله عليه وسلم الذي أوضح للأمة تفاصيل الحياة الزوجية بكل أدب. وتطرقت الأستاذة فتوحة سعيد، مديرة مركز الراشد المتخصص في التنمية البشرية، إلى أن أكبر خوفين يمكن لهما أن يهددا الاستقرار الزوجي هو خوف المرأة من الرفض وخوف الرجل من الفشل، فيجب أن تعمل المرأة على أن تقدم لزوجها "أمان النجاح" وعلى الرجل أن يقدم لزوجته "أمان القبول"، مؤكدة أن البحوث والدراسات العلمية تشير إلى أن الرجل يستعمل بنسبة 80٪ الشق الأيسر من الدماغ وهو ما يعرف بشق المنطق، في حين تستعمل المرأة بنسبة تفوق 80٪ الشق الأيمن من الدماغ وهو شق الأحاسيس، وهذا ما يبرر اختلاف التفكير بين الرجل والمرأة وحاجياتهم الذهنية، على حد تعبير المختصة التي أكدت أن من عوامل فشل العلاقة بين الزوجين هو أن الرجل يتعامل مع المرأة على أساس رجل ويقدم لها حاجيات وفق تفكيره، في حين تقدم المرأة ما يحتاجه الرجل وفق تفكيرها النسوي.