صورة أ أف بي حذر السيد إبراهيم بن عودة حاصي سفير الجزائر بلبنان من خطورة الوضع المتفجر بين طرفي النزاع في لبنان، وقال في اتصال هاتفي مع الشروق اليومي "إن الوضع خطير جدا، وأنا أتحدث إليكم وأسمع طلقات الرصاص من كل جانب، كما أن الطرق والممرات أغلبها مغلق لدرجة أن عديدا من موظفي السفارة لم يتمكنوا من الوصول إلى مقر العمل"، وأضاف "المسلحون ينتشرون في مناطق مختلفة من العاصمة". وقال إبراهيم بن عودة حاصي إن الجزائر ممثلة في سفيرها في بيروت بذلت جهودا كبيرة للتقريب بين وجهات نظر الفرقاء اللبنانيين، وقال "لقد التقيت أغلب الشخصيات السياسية المؤثرة في المعارضة والموالاة وقلت لهم إن الجزائر على مسافة واحدة من كل الفرقاء، وطلبنا منهم تحكيم لغة العقل بالابتعاد عن التصعيد والاحتكام إلى السلاح".سفير الجزائرببيروت دعا الجامعة العربية إلى استعادة المبادرة بخصوص الملف الداخلي اللبناني والإسراع إلى جمع الطرفين إلى مائدة الحوار بدل الاستمرار في تحكيم لغة السلاح.وبخصوص الخطر المحتمل على أفراد الجالية الجزائرية البالغ عددها 1200 شخص، فقط أكد سفير الجزائر أن السفارة دخلت في اتصالات حثيثة معهم، وتم وضعهم في الصورة، معتبرا أن الوقت لم يحن بعد للشروع في إجلائهم من لبنان، غير أنه كشف أن السفارة سارعت إلى اتخاذ إجراءات استعجالية تحسبا لتأزم الأوضاع، وتتمثل هذه الإجراءات في توفير ملاذ للجزائريين الذين من الممكن أن يلجأوا إلى السفارة، وتوفير كميات من الغذاء والدواء لتكون تحت تصرفهم. وأشار السفير إلى أن أغلب أفراد الجالية بعيدون عن أماكن التوتر، حيث يقطن الجزء الأكبر بمدينة طرابلس أما في بيروت، فأغلب أفراد الجالية هم نساء متزوجات من لبنانيين، وفي هذا السياق أكد السفير أن الوزارة نصحت أفراد الجالية بتفادي التجول في المناطق التي تشهد نزاعا بين الموالاة والمعارضة. وبخصوص إجلاء أفراد الجالية من لبنان قال إبراهيم بن عودة إن السفارة تراقب الوضع عن كثب، نافيا الشروع في عملية الإجلاء بسبب الغلق التام لكل المنافذ، حيث توقفت الرحلات الجوية من وإلى بيروت، فيما لازالت الطريق البرية مقطوعة على مستوى معبر المصنع، غير أنه لم يستبعد الشروع في عملية الإجلاء إذا تدهورت الأوضاع أكثر، وفي هذا السياق ذكر السفير بالعمليات التي قامت بها السفارة خلال الأيام الأولى من العدوان الإسرائيلي على لبنان، حيث نظمت قوافل برية نقلت أفرد الجالية بمن فيهم أبناء الدبلوماسيين إلى العاصمة السورية دمشق.