شن روبرت فيسك كاتب و مراسل صحيفة الإنديباندنت البريطانية لشؤون الشرق الأوسط في خرجة مفاجئة هجوما عنيفا على هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي, متهما إياها بالجبن و بأنها أصبحت ناطقا باسم اللوبي الصهيوني في بريطانيا, كما هاجم بشدة الصهيونية ,و الدولة الإسرئيلية بسب ممارساتها العنصرية و سرقتها للأراضي العربية. * * و جاء هجوم فيسك على بي بي سي, بعد نشر تقرير اللجنة التي نصبتها الهيئة للتحقيق في التغطية الإخبارية لمحررها الخاص بالشرق الأوسط جيريمي بوون, على خلفية اتهامات لهذا الأخير بالتحيز للفلسطينيين, رفعتها ضده جهات يهودية نافذة. و خلص التقرير إلى اتهام مراسلها بخرق قواعد الحياد" لأن تقاريره قد تقود الجمهور للإعتقاد بأن التأويل الذي يقدمه هو الجانب الحساس الوحيد في الحرب". كما ادعى بأنه لم يقدم دليلا على أن مستوطنة جبل أبو غنيم غير شرعية. * و اعتبر روبرت فيسك في مقال له ,الخميس, على صفحات الأنديباندنت أن "تقرير بي بي سي حول مراسلات جيريمي بووَن من الشرق الأوسط جبان, مخز, فاضح, خاطئ واقعيا, وغير نزيه أخلاقيا" و أن "الهيئة أصبحت ناطقا باسم اللوبي الصهيوني الذي ألحق الأذى بجيريمي بووَن " معتبرا تبنيها التسمية اليهودية لمستوطنة جبل أبو غنيم -هار هوما- برغم إقرار الولاياتالمتحدة و وزير الخارجية البريطاني السابق روبن كوك بعدم شرعيتها دليلا على ذلك. * و ذهب فيسك بعيدا في نعت البي بي سي بأقبح الاوصاف و التدليل على تواطئها مع الصهيونية التي اعتبر أنها تتجه بشكل غريزي للتغلغل عبر الحدود حيث قال أن : جدار إسرائيل الجديد أطول من جدار برلين, و قد التهم ما يزيد عن 10 بالمائة أخرى من ال 22 بالمائة من فلسطين التي كان من المفترض أن يفاوض عليها عرفات و محمود عباس, و مع ذلك يصر جبناء إدارة البي بي سي على مراسليهم كي يسموه -حاجز أمني- و هي نفس التسمية التي منحتها ألمانياالشرقية لجدار برلين. و حتى عندما حكمت محكمة لاهاي الدولية بعدم شرعية الجدار كانت الهيئة تسميه بالسياج". و اتهمها في ذات السياق ب " مسايرة بوش الجبان في تعريفه لحدود اسرائيل الجديدة,عندما قبل احتفاظها بالأراضي المحتلة بشكل غير شرعي, بعدما كانت الولاياتالمتحدة ملتزمة بقراري مجلس الأمن 242 و 383 القاضيين بإنسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة في حرب1967, و بعدما ظلت تصف لمدة 30 سنة أنشطة إسرائيل التوسعية بأنها غير شرعية " . و لم يتردد في الإشارة إلى أن هدف الصهيونية كان دائما تجريد العرب من أراضيهم و الإستيلاء على فلسطين. * و سخر الكاتب بشدة من - جبن - البي بي سي في تغطيتها للحرب الأخيرة على غزة, حيث قال أن "مراسلي صحيفة هاآرتز الإسرائيلية كانوا أكثر شجاعة في الكتابة عن خروقات حقوق الإنسان و جرائم الحرب التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي, بشكل لم تجرؤ على فعله البي بي سي يوما" مضيفا أن "جيريمي بووَن و زملاءه أسود تحكمهم إدارة من الحمير". و نصح المشاهدين ب "الإنتقال إلى قناة سكاي نيوز, لأنها أقوى في تغطيتها للشرق الأوسط بشكل غير قابل للمقارنة, أو الجزيرة الناطقة بالإنجليزية التي اتسمت تغطيتها للحرب على غزة بالشجاعة" . * و يأتي هذا الهجوم, عقب انتقادات حادة من داخل و خارج بريطانيا كانت قد تعرضت لها البي بي سي, على خلفية رفضها بث نداء إنساني لإغاثة جرحى العدوان الإسرائيلي على غزة, بحجة أنه يضر نهج الحياد الذي تدعي تبنيه فيما يتعلق بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني. * جدير بالذكر أن روبرت فيسك واحد من أبرز الصحفيين و الكتاب البريطايين و أكثرهم تأثيرا, و هو حاصل على الكثير من الجوائز عن كتبه و أعماله الصحفية, إحداها جائزة منظمة أمنيستي للصحافة البريطانية سنة 2000 عن تقاريره من الجزائر. كما أنه أحد الصحفيين الغربيين القلائل الذين نجحوا في إجراء ثلاث حوارات مع أسامة بن لادن. و قضى فريسك ما يزيد عن ثلاثين سنة من عمره مراسلا من الشرق الأوسط . * *