الاحتجاجات تتوالى في أرجاء البلاد أغلب المتظاهرين "حراقة" سابقون والتوظيف أهم مطالبهم تعرّض نهار الثلاثاء، رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية البوني (أكبر تجمع سكاني) بولاية عنابة، بقدرة 185 ألف ساكن، إلى إصابة وصفت بالخطيرة، على مستوى مؤخرة الرأس. * * نقل بموجبها على جناح السرعة إلى مصلحة الإستعجالات الطبية بمستشفى ابن رشد الجامعي، لتلقي الإسعافات الأولية، وكان المير (أحمد مالك عزالدين)، قد تنقل صبيحة نهار أمس إلى منطقة سيدي سالم، التي تعد أكبر تجمّع سكاني بالبلدية، بتعداد 45 ألف ساكن، وبالضبط إلى مقر الفرع البلدي، الذي شهد حركة احتجاجية عارمة، اعتبرت فريدة من نوعها، إثر إقدام حوالي 50 شابا، من أبناء الحي على الصعود إلى أعلى المبنى البلدي، حاملين معهم أسلحة بيضاء وأدوات حادة، معبرين عن غضبهم وامتعاضهم الشديدين، من السلطات المحلية والولائية بطريقهم الخاصة، إذ نزعوا ملابسهم العلوية وقاموا بضرب وتقطيع أجسادهم بالأسلحة البيضاء، متسببين في نزيف دموي لأجسادهم وظلوا على هذه الحالة يردّدون عبارات الرفض للأوضاع المعيشية المزرية، التي يحيونها داخل (محتشد) سيدي سالم. وفور اندلاع الأحداث المأساوية، تنقلت الشروق اليومي إلى عين المكان، أين اسمتعت لانشغالات الشباب المحتجين، إذ بالموازاة مع محاصرة العشرات منهم لمبنى الملحق البلدي، أقدم حوالي 150 منهم، على غلق الطريق البلدي المجاور، مطالبين بحضور المسؤول الأول على الولاية، لإسماعه انشغالاتهم، المتمثلة في تمكينهم من عقود التشغيل، وأحقيتهم في حصص التوظيف التي تتحصل عليها الولاية، متهمين القائمين على الملحق البلدي بالمحسوبية في توزيع عقود الإدماج المهني، قبل أن يودعوا قائمة طلباتهم إلى ضرورة الإستفادة من الحصص السكنية، وإيجاد حل للظروف الاجتماعية المزرية، التي يتواجد عليها حي سيدي سالم. وكشف عشرات الشباب للشروق بعين المكان، بأن غالبية المحتجين كانوا (حراڤة سابقين)، سبق لهم وأن خاضوا مغامرة الهجرة غير الشرعية نحو إيطاليا، قبل أن يتم ترحيلهم، إلا أنهم اصطدموا بالواقع المر، لم يتبدّل فيه شيء، بل ازداد سوءا، أكثر من ذي قبل، موضحين بأنهم يتحينون الفرصة للحرڤة مجدّدا، للهروب مما أسموه بسجن سيدي سالم، وطالب المعنيون الجهات الوصية برفع الغبن عنهم، علما أن هذه الحركة الاحتجاجية، دامت يوما كاملا، إذ رفض الغاضبون الرضوخ لأسلوب الحوار والمهادنة، مع الجهات المحلية، مصرّين على إجبارية حضور والي الولاية، مع الإشارة إلى أن بعض العقلاء من المحتجين حالوا دون اعتماد أسلوب العنف أو اللجوء إلى تحطيم مرافق إدارية أو عمومية، باستثناء رئيس البلدية الذي تعرّض لرشقه بحجر على مستوى مؤخرة الرأس، أسقطته أرضا، وتواصلت هذه الإحتجاجات إلى ساعة متأخرة من مساء نهار أمس، بالرغم من حضور بعض السلطات الولائية لعين المكان.