ضيفات الشروق رفقة المدير العام على هامش عكاظية الجزائر للشعر وبالتنسيق مع الديوان الوطني للثقافة والإعلام، وفي إطار دعم الشروق للنشاطات الثقافية الهادفة والجادة، تم تنظيم ندوة بمقر الجريدة موضوعها "الثقافة الجزائرية في الإعلام العربي"... * بمشاركة كل من النجمة الجزائرية بقناة "الجزيرة" خديجة بن ڤنة، سوسن الأبطح مديرة القسم الثقافي بجريدة الشرق الأوسط، أحمد الوحيدي الصحفي والناقد من جريدة العرب القطرية، محمد العباس الناقد والإعلامي السعودي وطاهر رياض الإعلامي والناقد الأردني، ودار النقاش حول مدى تواجد الثقافة الجزائرية في وسائل الإعلام العربي ومدى تفاعل الإعلاميين العرب مع الحراك الثقافي في الجزائر. * * المدير العام ليومية الشروق: "الفرانكفوفيليين أعاقوا تواصل الجزائريين الثقافي مع المشرق" * اغتنم المدير العام لجريدة "الشروق اليومي" فرصة الندوة التي نظمتها الشروق أمس حول موضوع حضور الثقافة الجزائرية في الإعلام العربي عن انطلاق "الشروق تيفي" والملحق الثقافي قريبا، في إطار الجهاد الفكري الذي تبناه جيل الاستقلال، وندد بتغلغل اللغة الفرنسية في الإدارة الجزائرية إلى يومنا هذا "رغم وجود تشريع ينص على التعريب". كما ثمن إصدار وزارة العدل مؤخرا لقرار يمنع تقديم وثائق إلى العدالة بغير اللغة العربي. * رحب المدير العام لصحيفة "الشروق" بالحضور الإعلامي العربي، وعلى رأسه الإعلامية الجزائرية خديجة بن قنة، على تلبية دعوة الجريدة، كما وجه من منبر الصحيفة الأولى وطنيا وعربيا شكرا خاصا للسيد لخضر بن تركي، مدير الديوان الوطني للثقافة والإعلام، على مجهوداته في إرساء قواعد ثقافية متينة، وفي إنشاء تقاليد إبداعية ضاربة بجذورها في أعماق الهوية الجزائرية. * وعرج السيد علي فضيل على أهم محطات "الشروق" الإعلامية قائلا "لقد أسسنا أول أسبوعية في الجزائر تكرس انتماءنا العربي "الشروق العربي" تأصيلا لامتدادنا وإيمانا بضرورة الذود عن لغة الضاد، وأعتقد بأن العكاظية جاءت في هذا الإطار وفي نفس الاتجاه، بل إن تنظيمها في 2009 هو رهان في حد ذاته، لأنها تقاوم في وقت أصبح فيه السواد الأعظم لا يعير اهتماما لأي فعل ثقافي". * وفي خضم النقاش حول سبب غياب الثقافة الجزائرية في الإعلام العربي، دافع علي فضيل على الجهود التي بذلتها "الشروق" في هذا المجال بداية بإطلاق تجربة "الشروق الثقافي" في تسعينيات القرن الماضي "لكنها تجربة لم تعمر طويلا، لأنها ولدت في فترة تغلب فيها القتل والتدمير على صوت المسرح والأدب و السينما". * واعتبر مدير عام الشروق "توغل اللوبي الثقافي الفرانكوفوني في المؤسسات الجزائرية السبب الأول والمباشر في القطيعة الثقافية مع المشرق". كما دعا إلى مواصلة المشوار والإصرار على المشروع الثقافي العروبي الذي يعكس هوية المجتمع الجزائري وتقاليده دون تبعية أو وصاية قائلا "خضنا في بداية التسعينيات تجربة إصدار أسبوعية "الشروق الثقافي" ولكن صوت العنف غلب على صوت الثقافة، بل وأذكر أننا دعونا الفنانة المصرية أنوشكا والفنان التونسي لطفي بوشناق، لكن الحفل لم يحضره سوى طاقم الأسبوعية، لكن المعطيات تغيرت اليوم ليبقى أي مشروع ثقافي بحاجة إلى دعم وتشجيع حتى لا يولد هشا، وعليه نحن في الشروق نحرص قدر الاستطاعة على دعم المشاريع الثقافية حتى تعيس وتستمر وتؤدي دورها في تنوير وتوجيه وتثقيف الراي العام. * خديجة بن ڤنة أرجعت تراجع الثقافة الجزائرية إلى الأزمة الأمنية * "لا مفر للجزائر من فتح مجال السمعي البصري" * * أرجعت خديجة بن ڤنة خلال ندوة الشروق حول "حضور الثقافة الجزائرية في وسائل الإعلام العربية" تراجع الصوت الثقافي الجزائري بالمقارنة مع سنوات الثمانينيات إلى "تأثير الأزمة الأمنية خلال العشرية السوداء". * وأكدت المتحدثة على أن "هذا التراجع يشاهد اليوم حتى داخل الجزائر وليس فقط في وسائل الإعلام العربية"، مذكرة بسنوات ازدهار الثقافة الجزائرية في السينما والمسرح والكتاب "حين كانت قاعات السينما منتشرة عبر أحياء ومناطق العاصمة مثل الأبيار وشارع ديدوش مراد". * وتوقفت خديجة بن ڤنة مطولا عند هذا الزمن الجميل لتفاعل الشارع الجزائري مع الثقافة والفعل الثقافي، وتساءلت عن المسؤول الأول عن الترويج للثقافة الجزائرية في الخارج، وبخاصة في الإعلام العربي، وهنا حملت المتحدثة الإعلام مسؤولية الخروج أو إخراج الثقافة الجزائرية من محليتها عن طريق ما أسمته المتحدثة ب "الترويج الإعلامي" أو "التسويق الإعلامي" الذي وضعت تحته خطوطا ملونة "لأن تعامل الإعلام مع الثقافة الجزائرية ليس بنفس مستوى وثراء هذه الثقافة". وركزت نجمة "الجزيرة" على دور الإعلام السمعي البصري، و في هذا لإطار جددت الدعوة إلى "ضرورة الانفتاح على العالم والآخر عبر قنوات وفتح مجال السمعي البصري أمام الثقافة والتربية والمرأة"، قبل أن تضيف "ليس بالضرورة أن يكون الانفتاح الإعلامي سياسيا". * وبدت المتحدثة جد مقتنعة بأن "الصوت الثقافي الجزائري لا يمكنه أن يصل إلى الخارج، وسيظل محليا طالما بقينا متقوقعين على أنفسنا، وخاصة انه لم يبقى أمامنا اليوم الكثير من الخيارات وسط ثورة الإعلام والتكنولوجيات الحديثة وثقافة الانترنيت و"اليوتوب" الذي يبث في اليوم ملايين الصور والتقارير والأفلام، حتى صار الإسكافي والبطال والطالب مراسلون صحفيون يزودون الموقع بالمادة الإعلامية يوميا عن طريق آلات تصوير الهواتف النقالة والكاميرات الرقمية، وعليه فإن الانفتاح اليوم، مفروض وضرورة وليس خيارا، فهناك تطور خطير جدا يحدث يوميا في مجال الإعلام يجعل النخبة السياسية عندنا مكرهة على فتح هذا المجال أمام الثقافات الأخرى وكسر حاجز التقوقع". * * سوسن الأبطح تدعو إلى تخليص الثقافة من "النخبوية" * "ما بين المشرق والمغرب وما بين الجزائروفرنسا ليس إلا حاجزا نفسيا" * * لا تتفق، سوسن الأبطح، رئيسة القسم الثقافي بجريدة "الشرق الأوسط" اللندنية، مع من قال من زملائها بأن من أسباب القطيعة الثقافية بين الثقافة الجزائرية والإعلام العربي هو استعمال مصطلحات وتعابير غير مفهومة بالنسبة للقارئ العربي، وعلقت بالقول "دعوني أكون أكثر عملية، فمنذ أربع سنوات وأنا أصحح المادة الثقافية القادمة من المغرب وتونس والجزائر ولم أجد أي اختلاف في المصطلحات ما أعاق فهمي للمقالات ولم أكن أجد أكثر من كلمة أو اثنتين تستدعي التعديل، وعليه فأنا لا أشاطر زميلي أحمد وحيدي من "العرب" القطرية فيما ذهب إليه، لأنني على العكس استفدت من تلك التعابير و لاحظت بأنني صرت استخدمها". * ودعت الإعلامية اللبنانية في اتجاه التقريب المنشود للثقافة الجزائرية والإعلام العربي إلى البساطة "بدأنا بنشر المادة الثقافية الجزائرية بمبادرة من شبوب أبو طالب وربما ستكون مراسلات أكثر مستقبلا، لأن الأمر لا يتحقق من طرف واحد، بل هو جهد من الطرفين، والمشكلة ليست بين المشرق والمغرب أو في أسماء أو روايات وإنما في مفهوم الثقافة الجزائرية الذي يتعدى كل ذلك إلى مجموع العادات والسلوك والأغاني، وهو الغائب اليوم في علاقتهما المبنية ظاهريا على مجموعة أسماء وارتبطت بنجاحات أو فشل هاته الأسماء". * واستغربت سوسن أن تكون علاقة الجزائربفرنسا ثقافيا أمتن من علاقتها بالمشرق العربي "بل حتى أن اغلب الأسماء الأدبية الجزائرية عرفت من فرنسا". وعليه اعتبرت الحاجز في التواصل "نفسي بحت"، لكنها لم تطرح فكرة كسر الحواجز النفسية كبديل، بل دعت إلى اللقاء وخلق فضاءات للتقارب والاحتكاك ومعرفة الآخر. كما دعت إلى ضرورة الاعتراض على الثقافة النخبوية وأن يكون التعامل بأكثر خصوبة. * * شبوب أبو طالب يدافع عن العكاظية وأخواتها * "الأزمة الأمنية أوقفت الحركية الثقافية في الجزائر" * * دافع الإعلامي الجزائري بجريدة "العرب" القطرية، شبوب أبو طالب، عن المواعيد الثقافية الجزائرية بشكل عام، وعن عكاظية الشعر العربي التي ينظمها الديوان الوطني للثقافة والإعلام للعام الثالث على التوالي بشكل خاص، في رده على انتقادات الشاعر السعودي محمد العباس لهذه الطبعة قائلا "أولا أشكر جريدة "الشروق اليومي" على إتاحة الفرصة للوقوف على موضوع بغاية الأهمية يتعلق بإشكالية تسويق المنتوج الثقافي الجزائري إلى الإعلام العربي، ثم أحب أن أوضح أن الجزائر مرت بمرحلة عصيبة كان فيها مجرد التفكير في دعوة فنان أو تنظيم أمسية شعرية مجازفة كبيرة، بل ضربا من الخيال. وبعد سنوات الأزمة التي طوقت عدة أصوات إبداعية، بدأت هذه الأخيرة في محاولة الرجوع والتموقع، أي العودة إلى الوضع الطبيعي. وأمر العودة ليس بالأمر السهل بعد توقف طويل عند مستوى معين كان من شأنه التطور والرقي"، وأضاف "كل ما ترونه يا زملائي من نشاطات ومبادرات من مهرجان المسرح المحترف والمهرجان الدولي للفيلم العربي والمهرجان الثقافي الإفريقي كلها تصب كما قال الشاعر السعودي محمد العباس في صراخ هو أشبه بكثير بصراخ الطفل ، ولكنه سيتوقف كلما مضى به العمر". * * الإعلامي الأردني أحمد وحيدي * "أنا ضد كل لغة ثقافية تستعلي على القارئ" * * تطرق الصحفي بجريدة "العرب" القطرية أحمد وحيدي إلى مشكلة العمل المهني الإعلامي بين المشرق والمغرب وخاصة المتعلقة باختلاف المصطلحات والمفردات قائلا: "لا أوافق من يقول بأن الأدب الجزائري غير حاضر في الإعلام العربي، وإنما هناك مسألة جدية يجب أن تناقش، لكونها خلقت حاجزا لا يمكننا التواصل بسببه والتكلم بصوت واحد، لذلك من واجبنا أن نتجه نحو ما يسمى "بالهوية الإعلامية الموحدة". * ودعا أحمد وحيدي بالمقابل إلى خلق مدرسة إعلامية موحدة بين المشرق والمغرب "حتى يتسنى للكل المساهمة في تنمية التبادل الثقافي العربي، وفهم طبيعة الخطاب والثقافة المكتوبة، فالصحافة مسألة مهنية وتتحكم فيها قضية اللغة التي يجب أن تكون منتقاة بطريقة تسهل على المتلقي تقبل وفهم ما يصله من الصحفي دون عناء، وأنا أشك في أن يكتب ناقد جزائري مقالا مطولا يفهمه الكل، لذا يجب على الإعلامي أن ينزل إلى مستوى القارئ بالاتفاق على لغة صحفية بسيطة يتقبلها المتلقي". وتابع بقوله: "أنا ضد كل لغة ثقافية تستعلي على القارئ مع تفشي المفردات الحوشية التي يستعملها المغاربة والمشارقة معا دون تمييز". * وأشار وحيدي إلى نقطة مهمة تتعلق بالاحتكاك الثقافي الدائم بين الجهتين عندما قال: "بدوري اكتسبت خبرة ثقافية جزائرية بحكم أن مديري في العمل جزائري، وأصدقائي جزائريون حتى أنني استمتع غالبا بالأكل الجزائري في الدوحة". * سمير مفتاح * "عكاظية الشعر العربي بحاجة إلى من يخدمها" * * "يهمني كثيرا الحديث عن الإعلام الثقافي العربي والجزائري بالأخص، خاصة وأنني كنت من بين المثقفين الجزائريين الراغبين في تأسيس نادي للإعلاميين الثقافيين يمكننا من التواصل وفتح باب النقاش على مصراعيه، وإنعاش الفعل الثقافي العربي، لأن الفعل الثقافي حسب اعتقادي لا يمكنه أن يسمع صوته إلا بواسطة وسائل الإعلام سواء المكتوبة أو المسموعة، وهذا يمهد ويفتح لنا المجال للحديث عن عكاظية الشعر العربي في طبعتها الثالثة التي تحتضنها الجزائر هذه الأيام والتي لا تزال في بداياتها، وتحتاج بدورها إلى نصح وترشيد، كما تحتاج إلى من يخدمها، لا إلى من يدعي الأبوة لأن الشعر ملك للجميع ولنا الحق جميعنا للمساهمة في إنعاشه وإلباسه ثوبا جديدا يليق بمقامه كشعر عربي". * * أصداء * * * لا يزال الإعلامي شبوب يحن لمكانه وسط الشروقيين وناب عن الجميع للتعريف بتاريخ جريدة الشروق للضيوف القادمين من المشرق، وفضل أن يلقي كلمته وهو واقف، حتى لما دعيناه للجلوس تصرف وكأنه صاحب البيت. * حضرت الإعلامية الجزائرية خديجة بن ڤنة مرفوقة بابنتها الصغرى رؤيا. * لا شك أن المستشار الإعلامي للشروق علي ذراع أصيب هو كذلك بحمى المسلسلات التركية، وراح يتحدث عن مهند وأطلق عليه اسم "محند". * * * سوسن الأبطح، رئيسة القسم الثقافي في الشرق الأوسط، راحت تطلق تصفيرة طويلة عندما علمت بأن عدد الرحلات الجوية بين الجزائروفرنسا تفوق الخمسة يوميا، عكس ما هو مبرمج من رحلات إلى البلدان العربية. وبالمقابل أبدت إعجابها من وجود أغلبية الصحفيين بالجريدة شباب وراحت تسأل "أين الشيوخ"؟ وأجابت عن سؤالها بالقول "ماذا تفعلون بهم". * * * الشاعرة والإعلامية السعودية ميسون أبو بكر ذهلت لجمال الجزائر رغم أنها الزيارة الثالثة لها منذ عامين، وبدأت تتغنى بالطبيعة الساحرة وجمال البحر بالرغم من البرنامج المسطر للعمل والذي لم يسمح لها بالتجول كثيرا. * احمد وحيدي كشف بأنه تعلم اللهجة الجزائرية وراح يردد، "صح شريكي"، "واش راك"، وقال بأن محيطه في العمل أو في البيت جزائري، وحتى أكله جزائري. * * * لبست الإعلامية سوسن الأبطح برنوس الشروق قبل أن تعلق "أول مرة أحمد الله على أنني امرأة لما تسلمت برنوس وحلي الشروق التقليدية"، بالمقابل أجابها عباس بقوله "يا ليتني كنت امرأة لأحظى بهذا التكريم". * ميسون أبو بكر تستشهد ب "الجزائر عاصمة الثقافة العربية" * "لا قطيعة بين الثقافة الجزائرية والإعلام العربي" * * بدت الشاعرة والإعلامية ميسون أبو بكر مُلمة بتفاصيل المشهد الثقافي الجزائري، وهي تستعرض أهم التظاهرات التي عاشتها الجزائر منذ احتضانها لتظاهرة عاصمة الثقافة العربية سنة 2007، واختلفت كثيرا مع من قال بالقطيعة بين الثقافة الجزائرية والإعلام العربي قائلة "أنا أرى أن التوأمة بين الإعلام والثقافة أمر مهم جدا، والحمد لله وصلنا صدى "الجزائر عاصمة الثقافة العربية"، وعشنا احتفالات الجزائر بالمناسبة، رغم أن فكرة العواصم الثقافية مستنسخة، إلا أنني أجزم بأن الحدث عرف تغطية إعلامية عربية كبيرة، واليوم "الشروق" ترعى العكاظية وهو أمر مهم جدا، وعليه فإنني لا أتفق مع الرأي القائل بوجود قطيعة، ربما سابقا أما اليوم فهناك صحوة كبيرة متبوعة بتعطش للتعرف على ثقافة الآخر". * وأضافت الإعلامية بالتلفزيون السعودي "على عاتق الإعلام مسؤولية كبيرة، فإذا سألت أي مواطن عن اسم الممثلات أو المطربات فإنه سيتعرف عليهن بسهولة، لكنك إذا سألته عن واسيني الأعرج فستصدم بأنه لا يعرفه. وكذلك على المثقف مسؤولية في تحقيق جماهيريته". وعلقت على سياسة وسائل الإعلام في التعاطي مع المنتوج الثقافي بالقول "أول ما يضحى به عندما تكون مادة كثيرة من الرياضة أو الإشهار هو الصفحة الثقافية".