هل يعود الفراعنة للمنافسة؟؟ بعد الفوز المدوي الذي أحرزه المنتخب الوطني على نظيره المصري في تصفيات كأسي العالم إفريقيا 2010، يتفق الكثير من الأخصائيين في القول بأن تراجع مستوى المنتخب المصري قد بات أكيدا. فبعد التعادل الذي فرض على الفراعنة في القاهرة أمام زامبيا، ثار الحديث حول تراجع مستوى بعض اللاعبين وخاصة منهم نجوم المنتخب يتقدمهم الثلاثي زيدان والحضري وعمر زاكي. * في مباراة البليدة التي انهزم فيها المصريون بنتيجة مفاجئة، تبين بأن المنتخب المصري قد خسر الكثير من حضوره على الخطوط الثلاثة. في الهجوم ورغم احتفاظ حسن شحاتة بالثلاثي أبوتريكة، زيدان وعمرو زاكي، وهم الذين صنعوا الفوز في كأس أمم افريقيا الأخيرة بغانا، إلا أن المنتخب أصبح عاجزا عن التهديف ولا حتى خلق الفرص. * ضد المنتخب الجزائري، لم نشاهد خط هجوم مصري في أحسن أحواله رغم أن شحاتة فضل الدخول بثلاثة مهاجمين وكان شبه متأكد من التهديف. * وإذا كان الهجوم المصري قد صام عن التسجيل كما كان يفعل قي المقابلات الماضية، فإن ذلك يفسره أيضا غياب منشط حقيقي في وسط الميدان، الشيء الذي قطع الصلة بين الوسط والمهاجمين. خط وسط الميدان الذي كان نقطة قوة منتخب الفراعنة، أبان هو الآخر عن تراجع واضح ليس فقط في بناء اللعب، بل حتى في كسر هجمات الخصم وهو ما أثر تأثيرا مباشرا على المردود العام للمنتخب. * * الفرديات لم تعد في خدمة المنتخب * لا أحد يشك في أن قوة المنتخب المصري في الأربع سنوات الماضية وخلال فوزه بالبطولة الإفريقية مرتين، تمثلت في بروز فرديات جديدة استغلها المدرب حسن شحاتة أحسن استغلال. الموجة الجديدة من اللاعبين مثل محمد زيدان، عمرو زاكي، حسني عبد ربه، أحمد فتحي، أحمد حامد، تمكنت من صنع قوة الفراعنة وأعطت المنتخب قوة جماعية قهرت الكامرون وكوت ديفوار وغيرهما من المنتخبات. بعد غانا 2008، والواقع أن المنتخب المصري تعرض لبعض الهزات قبل انطلاق التصفيات المزدوجة أفقدته التوازن والتركيز. فلا بد من القول بأن قضية عصام الحضري التي فتحت الباب للكثير والأقاويل والتأويلات وقسمت الإتحاد المصري ومسيري نادي الأهلي لمؤيدين ومعارضين، زيادة عن تلقي بعض اللاعبين المتألقين في كأس الأمم لعروض من أندية أجنبية. ولا شك أن المدرب حسن شحاتة الذي يعرف أكثر من غيره اللاعبين وذهنياتهم يدرك أكثر من غيره بأنه لم يعد يمسك بمفاتيح التفوق، لأن اللاعبين الذين كان يعتمد عليهم بدأوا في التراجع وهذه حقيقة لا مفر منها. * في المباراة التي خسرها منتخب مصر أمام الجزائر، يكون شحاتة قد تأكد، بل بدأ يفكر في حل بديل، وبمعنى آخر الإعتماد على أسماء جديدة قد تعطي الإضافة للمنتخب في المباريات القادمة. وبالرغم من النكسة التي حدثت للمنتخب المصري أمام الجزائر، فإن هذا لا يعني أبدا أن "الفراعنة" قد هرموا، لأن معدل عمر الفريق الذي واجه الجزائر من اللاعبين الأساسيين لم يبلغ بعد الثلاثين سنة، وهذا يعني بأن المشكل لا بد من البحث عنه في مكان آخر. هل هو في شحاتة أو في بعض اللاعبين؟ أو في الاثنين معا؟ وهذا سؤال يستحق جوابا فوريا وصريحا قبل أن تدق ساعة النهاية. * * شحاتة: "خسارتنا أمام "الخضر" منطقية وأتشبث بالمونديال" * أخيرا اعترف المدير الفني للمنتخب المصري حسن شحاتة بقوة المنتخب الجزائري مؤكدا أن فوز الخضر منطقي بالنظر للمستوى الذي أبانوه في المباراة، وشكلت له حزنا عميقا وكآبة غير طبيعية عكستهما صورة عيناه المغرورقتان بالدموع، مضيفا أن الهدف الأول كان له تأثير قوي على المجموعة التي انهارت بعد الهدف الثاني. وتشبث شحاتة بقيادة "الفراعنة" إلى نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا، على الرغم من المستوى المتواضع الذي أبانه وتواجده حاليا في الصف الأخير. معلقا آمالا كبيرة على المواجهة المقبلة ضد رواندا في الجولة الثالثة والتي وصفها بالحاسمة، هذا طبعا إذا لم يتم انهاء مهامه في القريب العاجل ، قائلا "يجب الفوز بها، وإذا حدث العكس فسنضّيع حلم التأهل إلى المونديال". * * شوقي غريب لم ييأس هو الآخر * برّر مساعد المدري المصري شوقي غريب انهزام الفراعنة بتضييع لاعبيه للعديد من الفرص خلال المرحلة الأولى، بحيث كان بمقدور رفقاء أبو تريكة قلب كل الموازين رأسا على عقب لو ترجموا تلك الفرص إلى أهداف الخضر مرة واحدة:"في المرحلة الثانية سارت الأمورعكس ما كنا نأمل، فبعد تلقينا الهدف الأول أصيب مدافعونا بنوع من الارتباك، وفقدوا تركيزهم وحدث ما حدث" * واعترف غريب بمسؤولية الطاقم الفني في الخسارة:"لا يمكن أن أحمّل لاعبينا مسؤولية الهزيمة وحدهم لأن الطاقم الفني له جزء من المسؤولية هو أيضا". * ولئن يحتل المنتخب المصري حاليا المركز الأخير في مجموعته، إلا أن حظوظه في التأهل للمونديال 2010 بجنوب إفريقيا لا تزال قائمة "حسابيا لايزال كل شيء واردا فإذا تعادل الخضر مع زامبيا، ونفوز على منتخب رواندا في الجولة المقبلة فإن كل شيء يعود إلى مكانه وستتّعزز بالتالي حظوظنا في التأهل وحينها ستفصلنا نقطة واحدة فقط عن الجزائر وزامبيا". * * المنتخب المصري غادر الجزائر ظهر الإثنين * غادرت بعثة المنتخب المصري زوال الإثنين الجزائر في رحلة جوية عبر الخطوط المصرية، اتجاه بلد الأهرام وهي محملة بهزيمة تاريخية هزت كيان الفراعنة. * ورافق أشبال شحاتة الوفد الإعلامي المصري الذي قدم لتغطية مباراة أمس الأول، والمكوّن من بعض ممثلي الصحف والإذاعة والتلفزيون المصري. * * الحزن خيّم على الفراعنة بالماركير * كانت الخيبة بادية على وجوه لاعبي المنتخب المصري بعد نهاية المباراة ضد الجزائر، حيث أنهم رفضوا الإدلاء بأي تصريح لوسائل الإعلام. تأثر رفقاء أبو تريكة بالهزيمة أمام الخضر دفع بمعظمهم للتوجه إلى غرفهم بفندق الماركير، وعدم النزول إلى المطعم لتناول وجبة العشاء. * هذا ما وقفنا عليه عندما تسللنا إلى الفندق في ساعة متأخرة من ليلة الأحد، كانت الأمور تبدو هادئة، حيث خيّم حزن شديد على جميع عناصر المنتخب المصري الذين لم يصدقوا ما وقع لهم. وباستثناء عصام الحضري، محمد زيدان وحسين عبد ربّه الذين نزلوا إلى المطعم لتناول وجبة العشاء، فإن العناصر الأخرى رفضت مغادرة غرفها من شدّة التأثر بالنتيجة، بحيث أنهم لم يتقبلوا الهزيمة. * * الأغلبية قاطعت وجبة العشاء * الخيبة مسّت كذلك جهاز الطاقم الفني المصري، بحيث أنه باستثناء المدرب شوقي غريب ومدرب الحراس أحمد سليمان، اللذان جلسا على طاولة العشاء، فإن المدرب المساعد أحمد صدقي والمدير الفني حسن شحاتة لم ينضما للمجموعة تعبيرا منهم على خيبة الأمل. * * شحاتة أصيب بصداع شديد * وأسر لنا أحد أعضاء الطاقم الفني، بأن حسن شحاتة أصيب بصداع شديد بعد نهاية اللقاء، بحيث اشتكى من آلام حادة في الرأس، وهو الأمر الذي أجبره للتوجه مباشرة إلى غرفته للخلود للنوم بدل تناول وجبة العشاء. ويبدو أن شحاتة لم يهضم الخطة الناجعة التي وضعها المدرب سعدان والتي تفوق من خلالها عليه، ما جعل أوضاعه غير جيدة في المنتخب المصري، حيث لا يستبعد الإختصاصيون إقالته بعد الانتقادات اللاذعة التي وجهت له إثر النتيجتين السلبيتين أمام زمبيا والجزائر. * * حديث عن تصدعات داخل الطاقم الفني * فضولنا الكبير لمعرفة ما يحدث للمنتخب المصري، جعلنا نكتشف بأن هناك بعض المشاكل داخل جهازه الفني، بحيث أن التيار لا يمر بين شحاتة وغريب، حول بعض الاختيارات التكتيكية، وكذا اختيارات بعض اللاعبين. * ومن المنتظر أن يعقد سمير زاهر اجتماعا طارئا للإستماع لجميع الأطراف واحتواء الأزمة. * * الحكم نال قسطه من الانتقادات * على الرغم من المستوى الطيب الذي ظهر به الحكم الجنوب إفريقي دانيال بينيت، وتحكمه في زمام الأمور خلال المواجهة التي جمعت المنتخب الجزائري مع نضيره المصري، إلا انه نال قسطه من الانتقادات عبر بعض وسائل الإعلام المصرية التي اتهمته بالتحيز للجزائر بتغاضيه عن بعض الأخطاء المرتكبة ضد لاعبي المنتخب المصري. * وذكرت يومية "المصري اليوم" عبر موقعها الالكتروني بالحرف الواحد "لم يجد زيانى أمامه سوى تعمد الخشونة أكثر من مرة مع معوض وسط تجاهل من الحكم الجنوب إفريقي دانيل بنيت الذى تأثر بهتافات الجماهير". * وواصلت نفس الجريدة انتقاداتها للحكم، إذ كتب مبعوثها إلى الجزائر: "ويواصل دانيال تحيزه الواضح لأصحاب الأرض ويشهر البطاقة الصفراء في وجه عمرو زكى رغم تغاضيه عن العديد من الكرات المشابهة للاعبي الجزائر.. ويحتسب دانيال تسللاً مشكوكًا في صحته على محمد أبوتريكة المنفرد بالمرمى..".