أحرزت مصر كأس أمم أفريقيا للمرة السادسة في تاريخها، بفوزها على الكاميرون بهدف دون مقابل، الأحد في المباراة النهائية للنسخة السادسة والعشرين من بطولة كأس الأمم الأفريقية 2008، في العاصمة الغانية أكرا. وقدّم المنتخب المصري أداء عاليا ترجم به المستوى الذي بلغه والذي جعل عديد الملاحظين يقارنونه بمنتخبات أمريكا الجنوبية المتألقة. ورغم أنّ الشوط الأول كان متكافئا نسبيا إلا أنّ عدة فرص أتيحت للمنتخب المصري لم يتسن لمهاجميه استغلالها بحكم المراقبة اللصيقة التي فرضها الكاميرونيون على أبرز المهاجمين. وجاء الشوط الثاني، منذرا منذ بدايته بفوز المصريين لاسيما مع التثاقل الذي بدا على الدفاع الكاميروني وهو ما تفطن إليه المدرب شحاتة فدفع بمحمد زيدان الذي نجح في الضغط على ريغوبير سونغ وانتزاع الكرة منه وتمريرها إلى زميله محمد أبوتريكة الذي سجّل هدف المباراة الوحيد في الدقيقة الثالثة واالسبعين، في نسخة مكررة من آخر أهداف مصر في مرمى كوت ديفوار في نصف النهائي. إثر ذلك، تراجع المصريون إلى الدفاع الذي عززه المدرب بإبراهيم سعيد مكان أبوتريكة مما سدّ المنافذ. وزاد من الاطمئنان المستوى العالي للحارس عصام الحضري الذي صدّ العديد من الكرات الخطرة. وكان اللقاء السابق، الذي جمع بين المنتخبين في افتتاح منافسات المجموعة الثالثة، التي ضمت إلى جانبهما منتخبي السودان وزامبيا، في 22 جانفي الماضي، قد انتهى لصالح حامل اللقب بأربعة أهداف لهدفين. وانفرد "الفراعنة" بالرقم القياسي في عدد ألقاب البطولة الأفريقية، بعد فوزهم بكأس النسخة ال25 في العام 2006، لتضيفه إلى ألقابها في الأعوام 1957 و1959 و1986 و1998، فيما أحرز "الأسود" اللقب في الأعوام 1984 و1988 و2000 و2002. كما حصلت غانا (صاحبة الأرض والجمهور) على كأس البطولة أربع مرات، في الأعوام 1963 و1965 و1978 و1982، ولكنها ابتعدت عن المنافسة، بعدما أطاح بها المنتخب الكاميروني في الدور نصف النهائي للبطولة. وتأهل المنتخب المصري للمباراة النهائية، بعد فوزه على ساحل العاج في مباراة نصف النهائي الخميس، بأربعة أهداف لهدف واحد، ليضرب موعداً جديداً لمواجهة ثانية مع "الأسود"، التي تسعى للثأر لهزيمتها الوحيدة في البطولة أمام الفراعنة. وكان الاتحاد المصري لكرة القدم قد اعلن مؤخراً تجديد التعاقد مع مدرب المنتخب حسن شحاتة، حتى نهاية التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا، فيما يستعدّ الأخير لإضافة إنجاز تاريخي لمسيرته الكروية. وبالفوز على الكاميرون الأحد، بات حسن شحاتة الثاني في تاريخ القارة الذي يحرز بطولتين للأمم بعد الغاني جيامفي، كما أصبح أوّل مدرب عربي يحرز بطولتين قاريتين، وهو ما يجعل منه فعلا أعظم مدرب في تاريخ مصر، رغم أنّ الراتب الذي يتقاضاه يعدّ من ضمن الأضعف مقارنة ببقية زملائه المشاركين في البطولة. المصدر: سي أن أن