غزال في بيت جده وجدته في تلمسان أمس/ تصوير: الشروق في زيارة خاطفة شبيهة بالرأسية التي باغت بها عصام الحضري محرزا هدفا لا يقدر بثمن في شباك مرمى أحفاد" الفراعنة.. * * فاجأ مهاجم الخضر عبد القادر غزال جدته طيطم وجده الجيلالي مرتميا في أحضانهما في مشهد مؤثر امتزجت فيه دموع الفرح والشوق والحنين بعد غياب عن أرض الوطن قارب ال20 سنة لم تطأ فيها قدما أحد ثعالب الصحراء تراب الجزائر... * مشاهد تدمع لها العين تلك التي عايشتها الشروق اليومي لحظة وصول عبد القادر غزال برفقة والده محمد ووالدته السيدة فريدة إلى منزل عائلة ضريسي ثاني المقيمة بمنطقة الحنايا، بعدما لم يتمالك أقاربه من خالته وأخواله وجده وجدته نفوسهم تاركين الدموع تعبّر عن فرحتهم بعودة الإبن إلى أحضان أهله بعد آخر زيارة كانت له وعمره لا يتجاوز حينها 5 سنوات، وأي عودة هذه التي عاد بها غزال الجزائر التي ستبقى ذكرى خالدة في عقول الأهل والأقارب الذين توافدوا منذ الساعات الأولى من صباح أمس حتى يتمكنوا من رؤية من صنع أفراح الجزائريين برفقة أبطال الجزائر في مقابلة تاريخية أعادت إلى الأذهان ذكريات 1982. * * 4 ساعات مرّت كالبرق * وبالرغم من ضيق الوقت، حيث لم يكن في مقدور عبد القادر المكوث أكثر من 4 ساعات قبل عودته من جديد إلى العاصمة، إلا أنها سمحت لمعارف عبد القادر من احتضانه وتقبيله والجلوس إليه، وهو ما رصدته الشروق. * وحمل غزال معه القميص رقم 9 والذي لم يبخل به لكل من أراد حمله في يده، منح للشروق ما أرادت هي الأخرى، فاتحا المجال لأسئلتها ومعبرا في نفس الوقت عن فرحته العارمة وهو ينزل إلى تلمسان ويزور أهله في الحنايا، شعور لا يقل شأنا عن ذلك الإحساس الذي حرك نفسيته وهو يرتدي قميص المنتخب الوطني قبل الدخول إلى أرضية الميدان".. صدقني إن قلت لك أنني جد سعيد وأنا أجلس لأهلي، أشعر بنفس الإحساس الذي راودني وأنا أرتدي القميص الذي تحمله في يدك والذي لا يزال معطرا بتراب ملعب تشاكر بالبليدة، وهو إحساس لا أستطيع أن أفسره لك، كل ما أقوله أنني في غاية السعادة..". * * "سأكرّر سيناريو البليدة" * صاحب الرأسية التي رهنت مستقبل الحضري أكد على أن التحاقه بالمنتخب الوطني يعّد مفخرة له وأنه استطاع في ظرف قصير أن يندمج مع عائلة الخضر "لم أكن أتصور أن تكون الظروف داخل المنتخب الوطني بهذا الشكل، وجدت نفسي وكأنني بين أفراد عائلتي. لقد أصبح كل اللاعبين أصدقائي، زياني، جبور، زاوي، عنتر، بلحاج، شاوشي، ڤاواوي.. كلهم أصبحت تربطني بهم علاقة أخوية .. وهذا أمر يشجعني كثيرا على بذل المزيد من الجهود، من أجل إسعاد الجزائريين.."، ابن عاصمة الزيانيين الذي ينحدر والده من منطقة بني وارسوس ووالدته من منطقة الحنايا، لمسنا في كلامه وهو يرتشف بين الفينة والأخرى من كوب الشاي الذي كان بين يديه، أن الذهاب إلى مونديال جنوب إفريقيا لم يعد مجرد حلم مشروع وإنما حقيقة ستثبتها المقابلة القادمة والتي يعتبرها أنها النقطة الفاصلة والحاسمة في آن واحد، واعدا الجزائريين أنه بقدرة الله سيعيد تكرار سيناريو 7 جوان، وأنه سيسجل أهدافا في هذه المقابلة * "يجب علينا أن ننسى الآن المقابلة التي جمعتنا بمصر ونفكر في زامبيا، وإن شاء الله سأعمل المستحيل من أجل تسجيل أهداف في مرمى الخصم.." بهذه الكلمات التي تكشف عن عزيمة فولاذية يحملها عبد القادر غزال تركنا على أمل اللقاء بنا من جديد بعدما يمنح فوزا تاريخيا ثانيا إلى الجزائر في 20 جوان من الشهر الحالي، وهو الفوز الذي ينتظره الجزائريون على أحر من الجمر، فهل سيستطيع غزال أن يطفئ جمرة الانتظار في قلوب الجزائريين، كما أطفأ جمرة الغربة والفراق عند الأهل والأحباب.. !؟. * * قالوا عن غزال الجزائر * السيدة فريدة غزال (والدة عبد القادر): "أنا جد فخورة بما أنجزه ابني الأحد الماضي، وأعتقد أن اختياره الألوان الوطنية اختيار صائب، وأرجو أن يواصل على هذا المنوال برفقة زملائه".. * السيد محمد غزال (والد عبد القادر):"أنا جد سعيد بما حققّه عبد القادر، لقد وعدني بأنه في حالة الفوز سيهديني قميصه، وها هو يفي بوعده، حقيقة أنا فخور جدا بهذا الصنيع الذي سيبقى ذكرى خالدة من ذكرياتي". * الحاجة طيطم (الجدة):"منذ دخوله الجزائر وقلبي ينبض للقائه، لم أراه منذ كان طفلا صغيرا، واليوم رأيته وضع فوق رأسي تاجا من السعادة، ليس لي ما أقول اعذروني"(تبكي). * الحاج الجيلالي (الجد): "الحمد لله لقد صنع حفيدي أفراح الجزائر والجزائريين، وهذا كل من يتمناه أي جزائري غيور على وطنه، لقد رفع اسم العائلة عاليا، كما جعل رفقة أبطال الجزائر، راية الجزائر ترفرف في جميع أنحاء الوطن.. وعقبال الفوز على زامبيا والتأهل للمونديال.