الحج بين الفرْضية والمخاوِف أقنعة واقية وأدوية وتلقيح كل الحجاج ضد الأنفلونزا أكد مسؤول بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات وعضو اللجنة الوطنية للوقاية ومتابعة أنفلونزا الخنازير إسماعيل مصباح، أن اللجنة أوصت بتلقيح كل الحجاج والمعتمرين الجزائريين باللقاح المضاد للأنفلونزا الموسمية. * * كما تقرر تزويد اللجنة الطبية لبعثة الحج بالأقنعة الواقية قصد توزيعها على الحجاج عند الضرورة، بالإضافة إلى الدواء المستعمل لعلاج الوباء. * وقال إسماعيل مصباح إن الجزائر حصلت على تطمينات من السلطات السعودية بقدرتها على احتواء الوضع وتفادي انتقال العدوى في أوساط الحجاج، مؤكدا أنه لا وجود لأي قرار أو توصية قدمتها اللجنة لمنع موسمي الحج والعمرة بعد تسجيل حالات إصابة بالفيروس في العربية السعودية، مؤكدا بأن عدد الحالات المسجلة في العربية السعودية محدود وليس سببا كافيا لاتخاذ قرار بإلغاء موسم الحج. * وأوضح المتحدث في تصريحات أمس لحصة "ضيف التحرير" على القناة الثالثة للإذاعة الوطنية بأنه سيتم نشر فرق طبية على متن الموانئ والبواخر لاكتشاف أي حالة إصابة، كما تقرر مراقبة المخيمات الصيفية والتجمعات، مؤكدا بأن اللجنة ستقوم خلال الأيام القادمة بإطلاق حملة تحسيسية لفائدة الحجاج والمعتمرين بالتعاون مع وزارة الشؤون الدينية وديوان الحج والعمرة، مؤكدا بأنه تقرر تلقيح كل الحجاج الجزائريين باللقاح ضد الأنفلونزا الموسمية، كما سيتم تزويد البعثة الطبية التي سترافق الحجاج بكافة المستلزمات الوقائية لمواجهة الوباء منها الأقنعة الواقية والدواء الخاص بعلاج الإصابات بالتعاون مع السلطات السعودية. * وأكد اسماعيل مصباح أنه ليس هناك أي احتمال لإلغاء أي رحلة إلى الحج أو إلى الخارج إلا في الحالات القصوى، وأن الجزائر لن تتخذ أي قرار لمنع تنظيم رحلات إلى الدول التي سجلت حالات إصابة بالوباء، مؤكدا بأن منظمة الصحة العالمية لم تصدر أي توصية لمنع الرحلات الجوية نحو الدول التي تعرف انتشارا للمرض، بالرغم من أنها رفعت درجة التأهب إلى المرتبة السادسة. * وقال في نفس السياق، إن اللجنة قررت في اجتماعها أول أمس تعزيز التدابير الوقائية من خلال تعزيز الفرق الطبية على مستوى المراكز الطبية في النقاط الحدودية من أطباء وتقنيين سامين في الصحة والتطهير وكذا قاعات للمعاينة الطبية لكشف فيروس "إتش 1 إن 1"، وتوسيع الحملة التحسيسية لفائدة كل الوافدين إلى المطارات والموانئ الجزائرية لإطلاعهم على كيفية التعامل مع الحالات المشتبه بها، كما سيتم إيفاد فرق طبية لمتابعة الوضع في المخيمات الصيفية وأماكن التجمعات المقررة خلال فترة الصيف، كما سيتم إخضاع المشاركين في المهرجان الثقافي الإفريقي الثاني للمتابعة الصحية خاصة الوفود القادمة من الدول التي سجلت حالات إصابة، من خلال تجنيد وضع فرق طبية متخصصة في الكشف المبكر داخل الأماكن المخصصة لإيواء الوفود المشاركة، مشيرا أن أغلب الدول الإفريقية لم تعرف حالات إصابة ولكن هذا لا يمنع من اتخاذ تدابير وقائية. * كما قررت اللجنة توسيع الحملات التحسيسية إلى داخل الطائرات والبواخر القادمة من الخارج وبالأخص من الدول التي سجلت حالات إصابة بالفيروس، بحيث تم تعزيز المخطط بفرق طبية للتكفل بكل الحالات التي يتم اكتشافها مباشرة على متنها وتفادي نقل العدوى إلى المسافرين في المراكز الحدودية، وفي حال تسجيل أي إصابة سيتم توزيع الأقنعة على كل المسافرين على متن الرحلات الجوية والبحرية لتفادي تفشى الوباء. * * جزائريون يتراجعون عن أداء الحج والعمرة خوفا من أنفلونزا الخنازير * وعلى صعيد ذي صلة، ذكر عدد من الأئمة والشيوخ إلى جانب حجاج يريدون زيارة البقاع المقدسة لهذا الموسم وجود جدل فقهي حول شرعية الذهاب لأداء الركن الخامس في ظل التهديدات التي يمكن أن يلحقها مرض انتقال أنفلونزا الخنازير، بحجة ".. ولا تلقوا بأنفسكم إلى التهلكة".. * تهديدات مرض أنفلونزا الخنازير بدأت تلقي بظلالها على مناسك الحج والعمرة لهذا الموسم، حيث كشف عدد من أصحاب الوكالات السياحية أن عددا من المعتمرين تراجعوا عن أداء مناسك العمرة لشهر رمضان 2009 تحت تهديدات نقل العدوى للمرض في ظل اكتشافه في عدد من الدول المجاورة للمملكة السعودية على غرار دولتي الإمارات العربية المتحدة والبحرين التي سجلت بها حالات للمرض، بالإضافة إلى ما يشكله وجود مختلف الأجناس ومن كل دول العالم لأداء المناسك في منطقة واحدة. * وقال أحد الذين كانوا راغبين في أداء مناسك العمرة أن قرار تراجعه جاء بناء على عدم تفشي المرض ورفع منظمة الصحة العالمية تصنيفه إلى الدرجة السادسة كوباء عالمي. * كما ذكر أصحاب الوكالات السياحية أن المعتمرين كانوا يسألون ويستفسرون عن وجود أماكن للإيواء والمبيت بعيدة عن أماكن تواجد حجاج من أمريكا اللاتينية أو الدول الآسيوية وعن مدى إمكانية أخذهم للقاح مضاد للمرض في حالة السفر إلى البقاع المقدسة، بالإضافة عن استفسارهم عن الإجراءات المتخذة في المملكة السعودية للتصدي لهذا المرض. * من جهة أخرى، يثار في المساجد لهذه الأيام جدل فقهي حول نية وعزم عدد من الحجاج التراجع عن أداء الفرض الخامس من الحج بحجة "... ولا تلقوا بأنفسكم إلى التهلكة"، حيث ذكر شهود أن سؤالا وجه بعد صلاة ظهر الجمعة الماضي لأحد الأئمة بالعاصمة حول تراجع نية أحد المعتمرين لهذا رمضان وموقف الشرع منه، فأجابه الإمام بالتريث والإستخارة قبل أن يؤكد له بجزء الآية الكريمة التي تقول "قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله ..".