أعلنت الجزائر حالة الطوارئ على مستوى الحدود الغربية بعد أن ثبت وصول فيروس "أش 1 أن 1" إلى المملكة المغربية، كما رفعت حالة التأهب على مستوى الموانئ والمطارات تحسبا لضمان مراقبة طبية صارمة خلال استقبال المغتربين الذين من المتوقع أن تزداد أعدادهم خلال هذا الصيف، واستبعد مسؤول بوزارة الصحة أي إمكانية إلغاء موسم العمرة والحج لهذا الموسوم بعد حصول الجزائر على تطمينات من السلطات السعودية. قلّلت مصالح وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات على لسان إسماعيل مصباح عضو في لجنة الوقاية والمتابعة، من تزايد المخاوف بشأن وصول فيروس "أش 1 أن 1" إلى الجزائر بعد أن أعلنت السلطات المغربية تسجيل ثلاث إصابات بفيروس انفلونزا الخنازير، حيث طمأن بأنه حتى في أسوء الحالات فإن بلادنا جاهزة تماما لمواجهة هذا الوباء، متحدثا عن التدابير الاستعجالية التي تم اتخاذها قبل مدة من خلال رفع حالة التأهب إلى أقصى درجاتها، في وقت نفى فيه تسجيل أي إصابة بالفيروس حتى الآن. وبخصوص الحديث الدائر حول إمكانية إلغاء موسم الحج والعمرة بسبب انتشار الفيروس، أفاد المتحدث أن السلطات السعودية منحت كامل الضمانات للجزائر حول قدرتها على احتواء الوضع، كاشفا على هذا المستوى أنه سيتم تلقيح كل الحجاج باللقاح المضاد للأنفلونزا الموسمية بالإضافة إلى تزويد اللجنة الطبية لبعثة الحج بالأقنعة الواقية قصد توزيعها على الحجاج الجزائريين كلما اقتضت الضرورة ذلك، مؤكدا بأن السلطات الصحية الجزائرية قادرة على التكفل بكل الإصابات في حال تسجيلها. وقال مصباح الذي كان يتحدّث أمس في حصة "ضيف التحرير" للقناة الإذاعية الثالثة، إن مراكز المراقبة الطبية على مستوى الحدود تشتغل بدون توقف حيث تم تخصيص فرق خاصة لضمان المداومة حسب ذات المسؤول الذي أورد أيضا أن وزارة الصحة وضعت كافة الإمكانيات في متناول الطاقة البشرية المنتشرة عبر العديد من المواقع الحسّاسة قصد أداء مهامها في أحسن وجه، مضيفا أن حملة إعلام وتحسيس ستنطلق قريبا على مستوى المطارات والموانئ وتمتد إلى داخل الطائرات والبواخر. ولم تمنع هذه التطمينات التي قدّمها عضو لجنة الوقاية والمتابعة من الاعتراف بأن إجراءات جديدة تم اتخاذها من طرف مصالح الوزارة لتعزيز المراقبة الصحية على مستوى الحدود خاصة الغربية منها بعد الذي حصل في المغرب، بالإضافة إلى تشديد المراقبة على مستوى مطار الجزائر الدولي وكل الموانئ التي تعرف دخول المسافرين، موضحا بأن الهدف من هذه الإجراءات هو كشف حالات محتملة للفيروس لدى المسافرين الذين يأتون أو يعودون إلى أرض الوطن عبر الجو وبذلك يتم تقليص خطر دخول هذا الوباء. والأكثر من ذلك فإن قال إسماعيل مصباح أكد عبر أمواج الإذاعة أن للجزائر خبرة وتجربة في مواجهة هذا النوع من الفيروسات، لافتا إلى أن مخطط الطوارئ الذي تم وضعه يتماشى تماما مع تطور الوضعية الوبائية لفيروس انفلونزا الخنازير، قبل أن يشير إلى أن الجزائر اتخذت كافة التدابير اللازمة منذ 11 من شهر جوان الأخير بناء على تحذير وتوصيات المنظمة العالمية للصحة بعد أن رفعت حالة الإنذار إلى المرحلة السادسة. وإن كان مصباح لم يستبعد إمكانية إلغاء بعض الرحلات الجوية في حال تفشى الوباء بشكل واسع عالميا، فقد كشف من جانب آخر بأنه سيتم إيفاد فرق طبية لمتابعة الوضع على مستوى المخيمات الصيفية، كما تشمل الإجراءات الوقائية كذلك المشاركين في المهرجان الثقافي الإفريقي الثاني للمتابعة الصحية خاصة الوفود القادمة من الدول التي سجلت بها حالات إصابة. ومن الإجراءات الوقائية التي تحدث عنها مصباح تلك المتعلقة بعملية تنظيم دخول المغتربين الجزائريين القادمين من مختلف بلدان العالم خصوصا تلك التي سجلت على مستواها حالات عديدة من الإصابة بالفيروس خلال هذه الفترة، بالإضافة إلى ثلاثة أنواع أخرى من التدخلات المستعجلة على مستوى الحدود من خلال تكثيف عملية التحسيس لكل الوافدين نحو الجزائر بهدف إعلامهم بالأمر وضمان سلامتهم في حالة وجود أعراض تثبت إصابتهم، كما خلص إلى أن وسائل الحماية والوقاية متوفرة بالكمية الكافية بوجود 5.6 مليون جرعة من "تاميفلو" إلى جانب طلبات إضافية قامت بها وزارة الصحة لدعم المخزون الحالي من اللقاح.