عاشور عبدالرحمان في امتحانات البكالوريا الرئيس المدير العام: بنك الجزائر يعاني من نقائص في المراقبة الداخلية العمليات المشبوهة كانت تتم بدقة لدرجة لم يتم اكتشافها إلا بالرسالة المجهولة كشف اليوم الثالث من محاكمة المتورطين في قضية اختلاس 3200 مليار سنتيم من البنك الوطني الجزائري التي تجري مجرياتها بجنايات العاصمة أن النظام البنكي بالجزائر يعاني من عدة ثغرات ونقائص، والبنك الجزائري ووكالاته يسودها الإهمال والفوضى واللامراقبة، وهذا ما سهل اختلاس أموال الدولة. * * و أظهر استجواب محافظي الحسابات والمفتش العام للبنك والرئيس المدير العام للبنك الوطني الجزائري أن مديري الوكالات والمديرين الجهوين كانوا يمنحون المال لعاشور عبد الرحمان وشركائه بدون أن يكون له رصيد وقاموا بالتغطية على كل العمليات المشبوهة لدرجة لم يتم اكتشافها إلا بوصول الرسالة المجهولة للبنك. * فتح قاضي الجنايات الجلسة حوالي التاسعة والنصف صباحا باستجواب المتهم (ب.علي) مكلف بمصلحة الأجور بوكالة شرشال: * أنت متهم بتكوين جمعية أشرار والاختلاس والتزوير، ما قرابتك بعاشور عبد الرحمان؟ * هو صهري أي زوج ابنة أختي. * هل اتصل بك شريكه (ع،رابح) لتفتح له حسابا بوكالة شرشال؟ * نعم حضر للبنك واستفسرني عن ذلك، لكنه لم يقصدني أنا بالتحديد. * إني ألاحظ أن فتح حساب بالبنك الجزائري أصبح بالمعريفة والوساطة؟ * الوكالة مفتوحة لكل المواطنين والزبون الجيد هو سلعة الوكالة. * لماذا يجب تدخل (ع،محمد) وهو المدير الجهوي لتفتح لشريك صهرك حسابا، هذا يعني أن هذه العملية غير شرعية ؟ * لديه ملف. * قلت أنك توسطت للمتهم (ع ،رابح ) عند مديرك لفتح حساب له بمبلغ 20 ألف دينار وبعد ثلاثة أيام دفع شيكات ليتحصل على 9 ملايير سنتيم، وكان يجلب لك الشيكات عن طريق ابن أختك وبمنزلك؟ * - لا لم أقل، أنا مكلف بالأجور ولا دخل لي بالشيكات ولا أعرف (ع، رابح). * ألا تعرف الذراع الأيمن لصهرك؟ ما دخلك في العمليات المصرفية والإشعار بالمصير لماذا سلمته لشريك عاشور في يده بعد ما استأذنت من مديرك؟ هذا كلامك؟ * لا لم أقل. * يتكفل النائب العام بطرح الأسئلة على المتهم (ب، علي ) ويسأله عن معرفته لشريك عاشور عبد الرحمان فينكر ذلك. * انتقل القاضي لمحاكمة (خ،لقوس) نائب مدير وكالة شرشال. يذكره بالتهمة وهي تكوين جمعية أشرار والاختلاس والتزوير؟ * أنا عملت لمدة ثلاث سنوات بشرشال ولا علاقة لي بالمتهمين، وكل العمليات التي أشرفت عليها في إطار قانوني. * أنت قلت أنك نبهت المدير (ب،مصطفى) بوجود شيكات بدون رصيد للمتهم (ع،رابح)، وهو قال لك أنه زبون مهم وسيسوي الوضعية، ثم لما كررت له ذلك ونبهته للاختلالات * المتمثلة في إعادة تمرير الشيكات بمبالغ معتبرة بدون رصيد، اتضح لك فيما بعد أنه يتلقى الدعم الكامل من طرف مدير الوكالة وتم تأنيبك بسبب ذلك؟ * نعم، قال لي هو زبون مهم ولديه ضمانات. * لكن لماذا تلقيت الشيكات من وكالة بوزريعة بالرغم من غلق الحسابين بوكالة شرشال ولم تعلم مديرة البنك (عقيلة،م) بأنه لايوجد بها رصيد؟ * يسكت ولا يرد. يواجهه القاضي بالمديرة (عقيلة ،م) بوكالة بوزريعة فيسألها إن أخبرها بأن الأرصدة تم غلقها وهي تحول لها الأموال؟ فردت أبدا سيدي القاضي * * يسأله القاضي مجددا عن سبب سكوته وعدم إعلامه بنك الجزائر بما حصل من تجاوزات؟ * الوكالة هي من تعلم البنك ولسنا نحن. * لكن أنت قلت عند قاضي التحقيق أنك خفت أن تتكلم عن التجاوزات، لأن القضية فيها نفوذ؟ * لم أقل نفوذ ربما الترجمة من الفرنسية إلى العربية. * لقد قلت هذا الكلام وبحضور دفاعك ولو سمع أن كلامك تم تحريفه لما سكت. * الدفاع يكشف عن ثغرة 4000 مليار منذ 1996 إلى2000 بسبب اختلال النظام المصرفي * بعدها تم استجواب (ش، مراد) وهو الرئيس المدير العام للبنك الوطني الجزائري حتى سنة 2005: * أنت متهم بجنحة الإهمال المؤدي إلى اختلاس أموال عمومية؟ * الإهمال يخضع لإجراءات داخلية من طرف المحاسبين، أنا شخصيا طالبت من وزارة المالية بضرورة عصرنه النظام المصرفي وتشديد إجراءات الرقابة الناقصة. * أنا لايهمني ذلك - يقول القاضي - أفهمني أين ذهبت 2100 مليار سنتيم، هل كنت على علم بالتلاعبات التي حصلت بالصكوك؟ * أنا لم أعلم بذلك، لم يصلني حتى تقرير. * هذه كارثة حلت بالمال العام ولا تعرف؟ الفوضى عمت بالسفينة التي تقودها فكيف لا تعلم؟ * سيدي الرئيس عندي 180 وكالة و19 مديرية مركزية و17 جهوية و3 مفتشيات جهوية.. أنا لما يصلني تقرير بالمشاكل أتحرك لحلها. * مهامك هي السهر على السير الحسن للمؤسسة المالية عن طريق خلق آليات للرقابة والتفتيش لكي لا تقع الكارثة، لكنها وقعت؟ * - يوجد نظام رقابة ،أنا اتخذت إجراءات لتقوية مصالح الرقابة. * لا أشك في عملك - يقول القاضي - لكن القضية تتعلق بالصرامة في العمل، لايوجد لا تفتيش ولا مراقبة، فمدير الوكالة يقول لست أنا، ونائبه أيضا، فمن المسؤول إذن؟ * مدير الوكالة هو المسؤول على المراقبة الداخلية. * أنا فسر لي كيف ضاعت 2100 مليار سنتيم؟ * سبب ذلك هو تأخر العمليات الحسابية داخل كل وكالة. * المديرون الجهويون الذين يعملون عندك - يقول القاضي - هم من فتحوا حسابا لشخص عنده مشاكل مع وكالة عين البنيان؟ * كل شخص ومسؤوليته ومسؤول عن نفسه. * يتولى النائب العام طرح سؤال على المتهم حول إن كان علم بأن عاشور عبد الرحمان لديه مشاكل مع البنك؟ فيجيب بأنه لم يعرف إلا من بعد. * وبعدها يسأل الدفاع المتهم (مراد،ش) عن التقرير الذي عمله محافظ الحسابات في 2002 وسلمه له حول الثغرة المالية المقدرة ب4000 مليار سنتيم من 1996 إلى 2000 وعن الإجراءات التي اتخذها لما علم بذلك؟. * لما جاءني القرار أسرعت لإعلام المفتشية العامة. * المفتش العام: يؤكد أن عمليات الاختلاس تمت باحترافية ولا توجد رقابة داخلية بالوكالات * * وتم استجواب المتهم (نذير،م) وهو المفتش العام ببنك الجزائر متهم بالإهمال. * كنتم تعلمون أن لديه سوابق - في إشارة لعاشور عبد الرحمان ومشكلته مع وكالة عين البنيان -؟ * لما وردنا تقرير في 2003 بعثناه للمديرية، لكن كل العمليات كانت عادية في وكالة بوزريعة. * ماذا تقول على 2100 مليار سنتيم؟ * - العمليات كانت تتم بشكل دقيق لايدعو للشك بحيث يتم بعث الشيكات من بوزريعة إلى شرشال ويتم إرجاعها ويتم تغييرها، ولما يرى المفتش الشيكات لايستطيع التفطن لها. * وأنتم كمفتشيه عامة، ماذا عملتم؟ * الرقابة الأولى بالوكالة والمسؤولين هم المديرون الجهويون. * إذن أنت لا تعرف شيئا والرئيس المدير العام لا يعرف وفي الشهر كانت تخرج 30 أو 40 مليار سنتيم من الوكالة؟ * يتدخل النائب العام لسؤال المتهم: كيف خرجت 2100 مليار من وكالة شرشال وبوزريعة في "الشكارة"؟ الشيكات كانت تحول للشركات. يسأله عن معرفته بعاشور عبد الرحمان؟ فيرد أنه لايعرفه. * ينتقل القاضي لاستجواب المتهم (ع،عبد المجيد) وهو محافظ حسابات متهم بجنحة الإهمال، هذا الأخير أكد أنه بلغ عن النقائص التي وجدها. وراقب وكالات الأبيار، حسين داي. يستفسره القاضي عن وكالات بوزريعة، شرشال، القليعة؟ فيجيب أنه خبير محاسبة لديه برنامج عمل مسطر. يسأله القاضي عن الشيء الذي تم اكتشافه؟ فرد أن الرقابة منعدمة بالوكالات وقد أبلغ الوزارة بأن البنك غير محمي. * أما المتهم (ب، العربي)، محافظ حسابات هو الآخر أكد أنه لم يقم بالمراقبة في وكالة بوزريعة وشرشال والقليعة، مصرحا أن التفتيش الذي قام به خلص بنتيجة أن البنك تنقصه رقابة داخلية ولا توجد هياكل على مستوى الوكالات. فرد عليه القاضي بأن العمل الذي قمتم به هو عمل دراسة وليس مراقبة. ونفس الشيء بالنسبة للمتهم (ك،محمد) محافظ حسابات بالبنك، وهنا تساءل القاضي قائلا: ألا تلاحظون أن كل المحافظين لم يذهبوا إلى بوزريعة وشرشال، أهذه الصدفة، أم خطة مقصودة لإخفاء شيء معين؟ والشيء نفسه بالنسبة للمتهم (ش،صالح) خبير محاسب متهم بالإهمال، أكد أنه عاين وكالة شرشال في 2000 وكشف أنذاك على سرقة القابض لمبلغ بالعملة الصعبة ورفع تقريرا للمديرية وبعدها لم يتم اكتشاف ولاشيء. وتساءل النائب العام كيف لم يتم اكتشاف الثغرة إلا بعد وصول الرسالة المجهولة للبنك، فرد المتهم أن العمليات تمت بطريقة احترافية.