هدّدت منظمة عسكرية متمردة بجنوب نيجيريا المعروفة اختصارا لوماند بإفشال مشروع أنبوب الغاز العابر للصحراء الكبرى والرابط بين نيجيريا والجزائر عبر تراب دولة النيجر بعد يوم واحد من توقيع الاتفاق بين الدول الثلاث على بدء المشروع الذي بلغت تكلفته عشرة ملايير دولار. * * المنظمة المتمردة في تصريح منسوب إليها قالت إن"كل الأموال المرصودة بعنوان هذا المشروع سترمى عبر النوافذ"، وشدّدت على أنها تحضر للقيام بأعمال تخريبية ضد المشروع الجديد،"تشبه تماما الأعمال التي تقوم بها ضد أنابيب الغاز الأخرى بالمنطقة"، تضيف هذه المنظمة المتمردة التي تتخذ من المناطق الغنية بالنفط والغاز في جنوب نيجيريا مسرحا لنشاطها ضد الحكومة المركزية. * متمردو دلتا النيجر أكدوا أنهم سيصّعدون من أعمالهم التخريبية ضد الأهداف الحكومية خلال ال 72 ساعة التي أعقبت التوقيع على اتفاق إنجاز أنبوب الجزائر لاغوس، في رسالة للدول المعنية، مؤداها أن المشروع سوف لن يسلم من "حرب البترول" كما تطلق عليها هذه المنظمة الموصوفة من طرف حكومة نيجيريا ب"الإرهابية". * وتطالب هذه المنظمة المتمردة، الحكومة المركزية في لاغوس، بتوزيع عادل للثروة النفطية الكبيرة التي تنام عليها منطقة دلتا النيجر جنوب نيجيريا، ومن أجل حمل الحكومة على الاستجابة لمطالبها، قامت بالعديد من العمليات المسلحة ضد الأجانب العاملين في القطاع النفطي النيجيري، احتجزت خلالها العشرات من العمال، الكثير منهم تمت تصفيتهم بعد خطفهم من مكان عملهم. * وكانت حكومات الجزائر ونيجيريا والنيجر قد وقعت الجمعة الأخير اتفاقا يعلن إطلاق أشغال أنبوب الغاز الرابط بين العاصمة النيجيرية لاغوس والجزائر عبر التراب النيجيري، قبل أن يشق طريقه عبر البحر الأبيض المتوسط باتجاه أوروبا التي تبقى بحاجة ماسة لتنويع مصادرها الطاقوية ولا سيما الغاز، في محاولة للحد من تبعية القارة العجوز للغاز الروسي، وهو ما يفسر إعلان الكثير من المسؤولين الأوروبيين وقوفهم وراء المشروع، في الوقت الذي أعربت فيه بنوك أوروبية عملاقة عن نيتها في تمويل إنجاز أنبوب الغاز. * وينطلق أنبوب الغاز العابر للصحراء من منطقة دلتا النيجر، باعتبارها المنطقة الرئيسية لإنتاج البترول والغاز في دولة نيجيريا، التي تنام على واحد من أكبر الاحتياطات العالمية في مجال النفط، ليسير على مسافة أربعة آلاف كلم، قبل أن يصل إلى البر الأوروبي، بداية من العام 2015، وفق ما هو مخطط له. * وتدعو منظمة دلتا النيجر الحكومة المركزية، إلى الإفراج الفوري عن أحد شيوخ قبائل المنطقة المعارض للنظام الحاكم، يدعى إسحاق تيقان، كان قد اعتقل وسجن منذ 24 جوان الماضي. * يشار إلى أن منظمة دلتا النيجر المسلحة بدأت خرجوها عن الحكومة المركزية في 2006، فيما تسببّت حربها ضد المنشآت البترولية وعمال القطاع النفطي في جنوب نيجيريا، في تراجع الإنتاج بحوالي الثلث، لينخفض إلى حدود مليون و800 ألف برميل في اليوم، مقابل 2 مليون و600 ألاف برميل في اليوم قبل بدء العمل المسلح في المنطقة.