عائلة الكهف تعود إلى حياة البشر/تصوير: مكتب سطيف استفادت أخيرا عائلة أهل الكهف من سكن اجتماعي ببلدية "بازر سكرة" بعد ما قضت 8 سنوات في كوخ على طريقة الانسان البدائي وتلتها سنة من التململ بين حي الطفولة ودار التضامن ليتم لم شمل العائلة بطريقة جد مؤثرة وهي الآن تستعد لخوض حياة طبيعية. * * هذه العائلة التي تم اكتشافها في صورة مفزعة تتكون من الوالدين و5 اطفال كانوا يعيشون بكوخ ببلدية بازر سكرة، فكان الوالد يخرج كل صباح باتجاه مدينة العلمة ليعمل كحمال مقابل ثمن بخس لا يكاد يكفيه إلا لشراء الحليب والخبز فكان يعود بهما الى عياله كل ليلة؛ وامام الانهيار النفسي الذي يعاني منه الوالد كان يغلق الكوخ على عائلته بالمفتاح ويخبئه فوق الباب خوفا عليهم من أي طارئ وهي الحال التي استمرت 8 سنوات كاملة عاش خلالها الأبناء الخمس في كوخ يتكون من غرفة واحدة بجوارها فناء صغير والكل محاط بنبات القصب الذي طغى على المكان، فلا يكاد احد يكتشف هذا الملجأ الذي لا يعقل ان يأوي البشر وبالتالي عاش الأبناء معزولين عن العالم الخارجي فكان الأفراد السبعة ينامون جنبا الى جنب على أفرشة رثة تنبعث منها روائح كريهة. والغريب ان البنت البالغة من العمر 14 سنة والمصابة بمرض عقلي لم تنزع فستانها لعدة سنوات الى درجة انه تمزق فوق جسدها، والبنت الثانية لا تغطي من جسدها الا الجهة العلوية اما الطفل البالغ من العمر 4 سنوات فمنذ ان ولد لم يرتد السروال. والأدهى من هذا كله أن الأطفال الخمسة لا يعرفون أسماء العديد من الأشياء ولا يسمعون اطلاقا بما يحدث في العالم الخارجي وكأنهم يعيشون خارج الزمن. * لما نشرنا حال هذه العائلة عبر موقع "الشروق اونلاين" حقق الموضوع اكبر نسبة من عدد القراءات والتعليقات وتم نقله عبر العديد من المواقع العربية، اين احتار الجميع في وضع هذه العائلة التي تعيش بولاية سطيف والتي تحركت من اجلها السلطات المحلية، حيث تم في شهر مارس 2008 نقل الأطفال الى حي الطفولة بسطيف، بينما مكثت الأم بدار التضامن، وظل الوالد بمفرده. ومع مرور الوقت، تلقى الأطفال رعاية خاصة ومتابعة نفسانية مركزة وعايشوا بدايتهم مع التعليم ليستفيدوا هذه الأيام من مسكن اجتماعي خصصته لهم بلدية بازر ضمن حصة 50 مسكنا التي أعلن عنها مؤخرا، وقد تعمدت مصالح البلدية كتابة قرار الاستفادة باسم الأب والأم معا حتى يتولى الوالد شؤون بيته. والجدير بالذكر ان قائمة السكن كانت محل طعن كما جرت العادة فتلقت المصالح المعنية طعونا تتعلق بكل المستفيدين الا هذه العائلة، حيث اجمع السكان على أحقيتها في السكن. ومن المنتظر ان تستلم العائلة المفاتيح خلال الأيام القليلة القادمة ليكون اهل الكهف قد خرجوا من جحرهم ليدخلوا بيتا عاديا ويعيشوا حياة ككل الناس.