الصحفية والكاتبة السورية حميدة نعنع/ تصوير: علاء الدين.ب بوتفليقة فاجأ المشرق وأبكاه يوم جاء لاستعادة جثمان الأمير عبد القادر أنا أول من نقل خبر تعيين الشاذلي بن جديد إلى باريس لم أكن أحمل في ذهني عن الكاتبة الصحفية حميدة نعنع غير رواية "وطن في العينين" التي قرأتها في ما مضى، ولم تعد في ذاكرتي غير أطياف البطل القريب جدا من الفيلسوف ريجيس دوبري وفضيحة "براميل النفط". * أحلام أصبحت تمثل دور فيفي عبدو، أدونيس جاسوس ثقافي * * وأيضا كونها من الرعيل الأول لمعركة التعريب في الجزائر. ذهبت للقائها بهذه الخلفية، لكن لما جلست إليها في فوضى الغرفة رقم 203 بفندق دار الضياف بالعاصمة، نسيت ما جئت من أجله لما تداعت في الحديث وغاصت في ذاكرتها السياسية فنسينا تماما أننا بصدد لقاء مع كاتبة. * * كنت من الرعيل الأول الذي ساهم في تجربة التعريب بالجزائر، ماذا بقي اليوم من تلك التجربة؟ * نفيت من سوريا إلى الجزائر في السبعينيات، وعندما استقر بي المقام فيها طلبت من السلطات الجزائرية أن أساهم في تجربة التعريب، وكنت يومها قد أصدرت ديواني الأول "أناشيد امراة لا تعرف الفرح"، تاركة ورائي تجربة المقاومة بكل جروحها في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطينوبيروت وسوريا، ويومها كانت هذه الحركة تمر بمخاض صعب. لقد جئت إلى الجزائر التي كنت أحمل عنها في ذاكرتي الماضي العربي والكفاح الثوري الذي رافقني منذ كنت طفلة صغيرة، أتذكر أنه عندما جاء عبد العزيز بوتفليقة إلى دمشق ليلقي خطابا على هامش عملية استرداد جثمان الأمير عبد القادر، وكان يومها الرئيس بوتفليقة شابا ودبلوماسيا محنكا، فكلفت وأنا طفلة صغيرة بأن أسلم للمناضل الجزائري باقة ورد، ففوجئت بعيونه الخضراء وشعره الأشقر، كما فوجئت بلغته العربية النقية. لن أنسى الجملة التي قالها يومها وأبكت سوريا قاطبة "أودعناكم أمانة كانت لديكم والآن جئنا لنستردها بعد تحرير الجزائر وهي جثمان الأمير عبد القادر الجزائري". أعود لمسألة التعريب، لقد طلبت من الأستاذ عبد الحميد مهري أن أكون من بين المشاركين في مشروع التعريب، فحاول أن يقنعني بأنني ضيفة الجزائر، فقلت له أن هذا جزء من نضالي فوافق والتحقت بثانوية "الحمادية" ببجاية وتعرفت هناك على جزء هام من ثقافة وتاريخ الجزائر وتقاليد العائلات والناس، ووجدت بقايا الأندلس موجودة في الجزائر، خاصة في تلمسان وبجاية التي فتحت لي أبواب بيوتها عندما اندمجت في لغتهم، وهناك أمضيت سنة كاملة كانت من أحلى سنوات عمري. * * وأنت اليوم تعودين للجزائر، كيف تجدين الأجيال التي عربت على أيديكم؟ * لم أكف عن زيارة الجزائر، خاصة عندما عينت مديرة مكتب جريدة السفير في شمال إفريقيا وأوروبا، وكان من ضمن اختصاصاتي الرئيسية الجزائر، نظرا لمعرفتي ببعض الشخصيات في الجزائر، ورافقت حركة التعريب، وكتبت عنها عدة مرات حتى نهاية السبعينات، بعد ذلك حصلت قطيعة بيني وبين الجزائر في الوقت الذي اشتغلت فيه مديرة لمجلة "آفريك آزي"، وكانت الجزائر في حالة حرب معها، والجزائر يومها كانت في حرب مع نفسها أصلا لأننا لم نكن نظلمها بما نكتب آنذاك. أذكر على سبيل المثال أني التقيت بالرئيس بوتفليقة في أبو ظبي قبل صعوده إلى الرئاسة في مؤتمر عقده رئيس اليمن الجنوبي علي ناصر محمد حول القضية العربية والسياسة الدولية، شارك فيه كبار الشخصيات من عالم السياسة والفكر وشاركت فيه أنا كمناضلة في اليمن، حيث كنت من بين 30 شخصية التي انقطعت بها السبل في فندق عدن، الذي دارت حوله معارك الحرب الأهلية بين القبائل الماركسية في اليمن لمدة شهر، إلى أن أخرجتنا البواخر الفرنسية والبريطانية إلى جيبوتي، فكتبت "الصبح الدامي في عدن". في هذا المؤتمر سألت الرئيس بوتفليقة بحضور مجموعة من المثقفين العرب، وكان يومها الرئيس اليمين زروال في زيارة إلى أبو ظبي: كيف ترى الجزائر؟، فكان متحفظا بعض الشيء في رده على السؤال، خاصة وأنها كانت لدي خلفية عن لقاء الشاذلي بن جديد مع الرئيس الفرنسي فرنسوا ميتران، وكنت ضمن الوفد الذي جاء مع الرئيس الفرنسي بحكم الصداقة التي كانت تربطنا، وأسافر معه ويومها دار نقاش طويل وعريض حول الديمقراطية، ورويت لبوتفليقة وقائع النقاش بين ميتران والشاذلي حول الديمقراطية، ولكن قلت له أن الحرب كانت ناشبة بين صديق الجزائر سيمون مالي و"أفريكا آزي" لعدة اعتبارات وأسباب، وقلت له أتمنى أن تصير رئيسا يوما ما، وتصلح هذه الأمور، يومها تجادلنا وتناقشنا مع بوتفليقة، فكانت له رؤية ناضجة جدا ومطمئنة، وكان يؤمن بقدرة الجزائر على تجاوز محنتها. * * لكن هناك من يحمل القيادة الجزائرية والرئيس بومدين تحديدا مسؤولية بعض الأخطاء حدثت في تلك المرحلة؟ * رحم الله الرئيس بومدين، كان مناضلا كبيرا ورجل دولة وصاحب تجربة فريدة، عسكري درس في الأزهر وتونس، يتقن العربية والفرنسية جيدا، هو رمز للجيل القلق، وكان يخاف على الهوية الجزائرية ومسكونا بالهم القومي، لكن بعد جيلين من بعده لم تعد الجزائر مسكونة بنفس الأسئلة، لأنها اطمئنت على هويتها. كنت أقدر ذلك كثيرا في الرئيس بومدين وأحببناه جميعا لهذه الصفات، ورافقت جثمانه إلى مثواه الأخير رحمه الله، وكنت أول من تنبأت بمجيء الشاذلي بن جديد إلى الرئاسة، فعندما كنت في جريدة السفير أثناء خلافة بومدين، همس إلي أن الرئاسة لن تعود لا لبوتفليقة ولا ليحياوي، وإنما لرجل جديد اسمه الشاذلي بن جديد، وسافرت يومها إلى باريس لنشر الخبر لأن التلفونات لم تكن مفتوحة مع بيروت بسبب الحرب الأهلية. * * من أجل الخبر فقط سافرت إلى باريس؟ * نعم من أجل الخبر سافرت إلى باريس، إذ تركت حقائبي في الفندق وذهبت إلى المطار، وهناك التقيت في الطائرة بالمرحوم عبد الحفيظ بوالصوف وجلست بجانبه في الطائرة.. * * ألم يكن هو الرجل الذي أخبرك بترشيح الشاذلي لخلافة بومدين؟ * أجل هو من أخبرني أن الشاذلي سيتولى الرئاسة ولم أكن أعرف يومها الرجل جيدا، ولا أعرف شيئا عن المعسكرات والتوازنات الجهوية في السياسة الجزائرية، وفعلا ذهبت إلى "أورلي"، وأرسلت الخبر إلى بيروت من "الترانزيت" وعدت على نفس الطائرة الجزائرية. * * وكنت أيضا ضمن الوفد المرافق لميتران وتعرفين بالتأكيد بعض ما قاله ميتران للشاذلي؟ * نعم أعرف، لكن هذا سر من أسرار التاريخ، وسأكتبه في مذكراتي الشخصية "امرأة خارج القانون" التي ستصدر قريبا بباريس في طبعة فرنسية، وكذلك طبعة عربية ستصدر عن دار الآداب في بيروت. أريد من خلالها أن أنقل تجربتي للنساء العربيات ليتحررن من قيود التخلف. مذكراتي ستحمل تجربتي الثرية ابتداء من تجربة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إلى مرحلة ياسر عرفات مرورا بميتران ودرويش وماركيز وغيرهم. * * من منطق المراقبة، كيف ترين دور الجزائر مستقبلا وهل لبوتفليقة بعض الأوراق التي لم يلعبها حتى الآن؟ * مهمة الرئيس بوتفليقة صعبة جدا جدا، وكان الله في عونه، وقد راقبت جولة الرئيس أثناء ترشحه، ولاحظت أنه يريد أن يصالح أجيال الجزائر مع نفسها، وهذا ليس سهلا في ظل تشابك التيارات وكذا تسيير تركة سنوات الدم، وهنا أذكر أنني تشاجرت في المؤتمر الإسلامي بالخرطوم مع حسن الترابي حول الإرهاب في الجزائر، عندما قال أن ما يحدث في الجزائر عمل مشروع، ودخلنا في نقاش حاد بحضور كبار قادة التيارات الإسلامية وقلت له إن "القضية لا تحسم بالسلاح". * * ما هي أبرز الذكريات التي تحملينها عن القادة الجزائريين؟ * لا أنسي ما حييت وقوف بومدين إلى جانب سوريا بدون تحفظ في حرب 73 عندما أعطى شيكا مفتوحا باسم الجزائر لمصر وسوريا لاستيراد ما تشاء من الأسلحة، أحتفظ للرئيس الشاذلي بالوسامة والأناقة، حضرت تنصيبه في قصر الشعب ولم يتح إلي التعرف إليه عن قرب، ولكن أحمل في ذاكرتي نهاية مرحلته بتجربة مأساوية لم يكتب لها النجاح، أما بوتفليقة فمازلت أنتظر منه الكثير من أجل الجزائر، لأنه قادر على وضع الأجيال الجديدة في سياق التحديات التي تواجه البلد. عرفت أيضا بن سعدية، وهو رجل مناضل من طراز فريد وكذا قاصدي مرباح، الذي طلبت منه مقابلة لمجلة "التضامن"، وكنت يومها أحمل جواز سفر جزائري، لكن المخابرات حررت حولي تقريرا مجهولا وغير واضح ومبهم سلمته لرئيس الحكومة الأسبق، لكنهم نسوه في أوراقي، فقدمته أنا لمرباح الذي لم يكن رجلا متحفظا بالمرة، أجريت معه حوارا مطولا ونشرته بتفاصيله في مجلة "التضامن"، كان على عجلة لتنفيذ مشاريعه الكثيرة، فالجزائر يومها كانت كلها مستعجلة للالتحاق بركب النمو. * * من الجزائر إلى العراق، كنت قريبة جدا من الرئيس العراقي الراحل صدام حسين أيضا؟ * تعرفت على صدام وعمري 22 عاما، وكانت بداية حياته السياسية هاربا من العراق إلى سوريا "لاجئا سياسيا"، وكان طارق عزيز رئيس تحريري في العمل، وتعلمت الصحافة على يديه ثم انقطعت الصلة بيننا، وتغربت لإكمال تعليمي في باريس، وحدث أن جاء طارق عزيز في زيارة إلى باريس، ولما علم بوجودي هناك لإكمال الدكتوراه دعاني وقال لي:"حميدة نعنع لا تعمل »قاردانفو« لأطفال الفرنسيين وصدام حسين في الحياة"، ورسمت في الوفد العراقي باليونسكو لمدة 10 سنوات ورافقت عن بعد التجربة العراقية. * ولكن الاحتكاك حدث فيما بعد مقابلتي للخميني في باريس، أنا ومجموعة من الإيرانيين. كنا نعمل قي قضايا حقوق الإنسان، وكان الحسن بن صدري زميلي وصديقي في هذه القضايا، فعندما التقيت الخميني أنا وطلال سلمان كانت لدي ثلاثة أسئلة طرحتها على الخميني، أولا قلت له: كيف سيكون وضع المرأة في إيران، وثانيا: الخليج هل هو عربي أم فارسي؟، وثالثا: ماذا ستفعل مع العراق؟ فأجابني بالتالي: حقوق المرأة محفوظة في الثورة الإسلامية بين سورة النور وسورة النساء والخليج، ليس عربيا وليس فارسيا بل هو إسلامي، أما بشأن العراق قال الخميني أن صدام يجب أن يسقط من السلطة والقوميين والبعثيين كفار. * * وهل نقلت هذا الانشغال الى صدام؟ * كتبت كثيرا ضد هذه الحرب، لكن السياسي له دائما نظرة أخرى تخالف منطق المثقف فقد كلف صدام حسين الشاعر حميد سعيد بأن يأتي إلى باريس للتفاوض مع المثقفين، وقال له: "فليدخلوا إلى العراق ويكتبوا ضد الحرب من هنا ويوقفوا الحرب"، فكتبت رسالة من امراة دمشقية إلى مقاتل عراقي" وكانت يومها سوريا ضد الحرب والشتائم كانت متبادلة بين صدام وحافظ الأسد، فأحدثت الرسالة صدى كبيرا وقال صدام:"حميدة نعنع أهدتني جيشا". طلب صدام مقابلتي أسبوعا قبل سقوط بغداد وقلت له: ماذا ستفعل والأمريكان على الأبواب، فقال لي:"أعرف أنهم سيدخلون العراق وسنقاتل من بناية إلى بناية ومن حي إلى حي ومن نافذة إلى نافذة". وكان متوقعا أن تدخل أمريكا من الشمال عن طريق القبائل الكردية وعبر الإخوة الخليجيين من الجنوب، فقلت له لماذا لا تتراجع فقال لي"وصلت إلى السلطة ونعمت بها 30 سنة، أنا وأولادي وأتباعي، ولن أترك بغداد عندما تكون مهددة، لا أحد سيغادر بغداد، ولدنا في العراق وسندفن بها". كان لقاء لمدة ساعتين، هبت لفندق الرشيد بعدها، وأذكر أن ليلتي كانت صعبة جدا، فلم أتكلم عن القضية من يومها وهذه أول مرة أصرح بما حدث مع صدام، لأنني تحت قسم القضاء الفرنسيّ، لم تكن للقيادة العراقية أية أوهام بخوض الحرب، فقد قال لي صدام "أن الأمريكان سيدخلون، ويجزئوا المجزأ ويقسموا المقسم، ولن تكون العراق نهايتهم بل سيمتدون إلى سوريا والخليج لكننا سنقاوم". * * وأنت مازلت متابعة في فرنسا بسبب الملف العراقي، ما هي الأسباب الأساسية؟ * أنا وكل من وقف ضد الحصارالغربي للعراق متابعين من طرف القضاء الفرنسي والإعلام الأمريكي مدعما بمثقفي الخليج، مارس ضدنا حملة تشويه فضيعة، فقناة "الحرة" قالت عني عشيقة صدام وأخذت ملايير العراق، كل هذا لأننا أدخلنا أدوية وطائرات غذائية إلى العراق ضد قرارات الأممالمتحدة، وأنا اعترفت للقضاء الفرنسي بإدخال طائرة من الفلبين إلى بغداد، وسيأتي اليوم الذي تركع فيه أروبا أمام أطفال العراق، وكان على الغرب أن يقود انقلابا على صدام كما فعلوا مع مصدق ويجني الشعب العراقي كل تلك الكارثة. * * كنت عضوا في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وقريبة من ياسر عرفات أيضا؟ * كنت شاهدة على زواج أبي عمار من سها، التي كنت مقربة من أمها ريموندا، وأوصتني عليها أمها عندما جاءت إلى باريس للدراسة هي بنت 18 ربيعا. أخبرتني بزواجها من عرفات فقلت لها:"أطلبي منه أن يعلن زواجه وتضايق الرئيس عرفات من ذلك، وقد تشاجر طويلا هو وريموندا، قلت له:"اسمع يا أبا عمار أعراض الناس ليست مباحة" فرفع يده وقال:"أشهدي يا حميدة نعنع علي التاريخ، أنني أحببت امرأة قتلها الإسرائليون، أحب سها وقد تزوجنا". وكنت أول شاهدة على زواجه. كنت صديقة لياسر عرفات، سافرت معه كثيرا وأذكر يوم ذهبت معه للقاء هوشي منه وقلت له: "أنت عظيم" فقال لي "أنتم العظماء نحن حاربنا وورائنا الاتحاد السوفيتي وفي وجوهنا سور الصين العظيم، لكن أنتم تحاربون ووجوهكم لإسرائيل وظهوركم لآبار النفط". * * غير القادة السياسيين، كانت لك أيضا علاقات مع كبار المثقفين درويش، أدونيس، أحلام مستغانمي وسهيل إدريس وغيرهم ...؟ * محمود درويش صديق عمري، لكنه "غير صالح"، فهو فنان عاش معاناة الأديب والفنان، وجرب أن يستقر مرتين ولم ينجح، فعاش لقضيته وشعبه، قدم ما لم يقدم جيش بأكمله، لكنني تخاصمت معه طويلا، وحدث أن ضربه زوجي السابق لأنه غازلني في بيتي وهو يلقي قصيدة شعر. * أما سهيل إدريس فقد غيّر جزء من نهاية روايتي "الوطن في العينين" بعد جلسة عشاء مع ريجيس دوبري، لأنه رأى أن البطل تبع البطلة إلى بيروت، ولما كتبت احتجاجي كانت الرواية بين أيدي القراء. أما أحلام مستغانمي فقد صارت مثل فيفي عبده، تتحدث أكثر مما تقرأ ولا أحب أسلوبها في التعامل مع الناس، رغم أنني أعتبر كتابتها وبروزها بالعربية إضافة نوعية للساحة الثقافية والأدب العربي. أذكر أنني أول من قدم مقالاتها في مجلة "التضامن" اللندنية، وقلت لجورج الراسي حرام عليك أن تضيّع موهبة هذه المرأة، لكنها الآن مدعية بامتياز. وعن أدونيس أقول أنه جاسوس ثقافي، ولن يظفر بنوبل لأنه ضد أمته ونوبل تعطى لقيم الشعوب، وأدونيس لن يحصل عليها حتى ولو ركع لإسرائيل، فهو شخص لايستطيع تحمل حتى تبعات كلامه. إنني أتساءل لماذا ذهب لمجاملة نظام جلال الطلباني الذي جاء على ظهر الدبابة الأمريكية، لماذا لم يذهب إلى العراق أيام الحصار والحرب. * * النوافذ المقترحة للحوار * * أخبرني بوالصوف بأن الشاذلي سيتولى الرئاسة ولم أكن أعرف يومها الرجل جيدا، ولا أعرف شيئا عن المعسكرات والتوازنات الجهوية في السياسة الجزائرية. * * أنا وكل من وقف ضد حصار العراق متابعين من طرف القضاء الفرنسي والإعلام الأمريكي مدعوما بمثقفي الخليج، مارس ضدنا حملة تشويه فضيعة، فقناة "الحرة" قالت عني عشيقة صدام وبأنني أخذت ملايير العراق. * * تشاجرت في المؤتمر الإسلامي بالخرطوم مع حسن الترابي حول الإرهاب في الجزائر، عندما قال أن ما يحدث في الجزائر عمل مشروع، ودخلنا في نقاش حاد بحضور كبار قادة التيارات الإسلامية وقلت له إن "القضية لا تحسم بالسلاح".