السيدات العراقيات رفقة أبنائهن في الجزائر نزل صباح أمس، بمطار هواري بومدين الدولي، ثلاثة أطفال عراقيين مصابين بتشوهات قلبية للعلاج في الجزائر، بعد عدة أيام من مفاوضات قام بها ممثلو مجلس أخلاقيات المهنة الطبية الجزائرية، فيما ينتظر أن يتم نقل 11 طفلا آخر بعد أن يتم العثور عليهم من طرف لجنة برلمانية عراقية تشكلت للبحث عنهم، اثر قيام جمعية ''شيفيت أخيم'' الإسرائيلية بإخفائهم في محاولة منها لنقلهم للعلاج في إسرائيل. * سارة احمد من بغداد، وأحمد فائق من كركوك والطفل الكردي ديار بك من أربيل، أطفال عراقيون أصيبوا بتشوهات مرضية في القلب وصلوا في حدود العاشرة من صباح أمس، على متن الرحلة 4065 قادمين من عمان، مرفقين بأمهاتهم وسط عشرات المسافرين الذين كانوا يجهلون أن الأمر يتعلق بأطفال قادمين من العراق، لولا كاميرات القنوات الفضائية وبعض المصورين الذين تمكنوا من الصعود إلى الطائرة التي كانت تقلهم، ليحدث الأمر حالة من التضامن في أوساط المسافرين الذين راحوا يرحبون بهم ويتمنون لهم إقامة طيبة في الجزائر، مثلما وقفت عليه "الشروق" بالمطار. * لم تتمالك أم سارة البالغة من العمر عامين ونصف العام من عمرها، وهي تضع قدميها أرض الجزائر، فأجهشت بالبكاء، شاكرة الجزائر على التكفل بابنتها التي تعاني من تشوه في القلب منذ ولادتها، أما أم أحمد البالغ من العمر ست سنوات، فبدت مندهشة وبابتسامة عريضة كانت تردد عبارة "شكرا لكم"، في حين أن أم ديار البالغ من العمر عام ونصف العام، فلم تدل بأي تصريح على أساس أنها كردية ولا تتقن اللغة العربية، فتكفلت ام سارة بترجمة بعض تصريحاتها. * مباشرة بعد ذلك نقل الأطفال إلى قاعة استقبال، حيث وزع عليهم ممثل المركزية النقابية رشيد ايت علي لعبا وباقات ورد، لتلتحق بالقاعة القائم بالأعمال بالسفارة العراقية في الجزائر السيدة أوصاف أحمد وصفي التي شكرت المركزية النقابية وكذا رئيس مجلس أخلاقيات المهنة الطبية التي تكفلت بعملية نقل الأطفال العراقيين للعلاج في الجزائر. * وفي تصريح صحفي أكد السيد بقاط بركاني محمد أن المجلس يسعى بالتعاون مع برلمانيين عراقيين والدكتور الأردني عمر فضيل الكبيسي، لنقل 11 طفلا آخرين تسعى اللجنة البرلمانية العراقية جاهدة لتنقلهم بعد أن قامت جمعية إسرائيلية تسمى ''شيفيت أخيم'' من نقلهم رفقة أهاليهم من كنيسة ''النعمة الإنجيلية'' بوسط العاصمة عمان إلى مكان آخر غير معروف. * وبعد الاستقبال الذي حظي به الأطفال الثلاثة نقلوا الى فندق "الرئيس" بمدينة عين طاية، وسيشرع خلال هذا الأسبوع في دراسة الملف الطبي لهؤلاء الأطفال وإجراء التحاليل الطبية اللازمة قبل أن تجرى لهم عمليات جراحية سواء بمستشفى عين طاية بالعاصمة أو مستشفى بوسماعيل بولاية تيبازة المتخصص في جراحة القلب. * * قالوا عن المبادرة * * أم سارة:أكدت أم سارة البالغة من العمر عامين ونصف العام، أنها فضلت أن يعالج ابنها في الجزائر بدل إسرائيل، وأنه لم يكن بنيّتها إطلاقا نقل ابنتها للعلاج لدى الكيان الصهيوني، مؤكدة في نفس الوقت أنها تعرف الجزائر جيدا عبر ماضيها وثورتها التحريرية، مضيفة أنها تتمنى أن ينقل باقي الأطفال للعلاج في الجزائر على غرار ابنتها. * * أم أحمد:لم تتوقع أم أحمد أن تحظى بهذا الاستقبال، ودعت جميع الدول العربية لتبني نفس الطريقة التي قامت بها الجزائر، في انتظار أن تستتب الأوضاع في العراق، ويتمكن أبناء العراق من العلاج في بلادهم، كما عبرت عن سعادتها بوجودها في الجزائر التي قالت عنها أيضا إنها "قبلة للثوار وأحرار العالم". * * أم ديار :تمنت أم ديار الكردية، لو أن ابنها عولج في العراق، لكن ظروف الحرب حالت دون ذلك، وأكدت في تصريح للصحفيين أن الشعب العراقي يسمع كثيرا عن الشعب الجزائري، المعروف بمواقفه المؤيدة لقضايا العدل في العالم.