وصل ثلاثة أطفال عراقيين مصابين بتشوهات خلقية في القلب صبيحة أمس الجمعة إلى مطار هواري بومدين الدولي بالجزائر لإجراء عمليات جراحية دقيقة في إحدى المصحات الخاصة بالعاصمة، وبذلك تكون الجزائر قد قطعت الطريق رسميا أمام جمعية إسرائيلية كانت تنوي نقلهم إلى تل أبيب وهو ما رفضته عائلات الأطفال. وتندرج هاته الخطوة التي بادرت بها عمادة الأطباء الجزائريين بالتنسيق مع الاتحاد العام للعمال الجزائريين في إطار "التضامن الإنساني مع الشعب العراقي الشقيق" حسب ما صرح به للصحافة رئيس العمادة ورئيس المجلس الوطني لأخلاقيات المهن الطبية الجزائرية الدكتور بقات بركاني محمد. و يتعلق الأمر بكل من "سارة أحمد نجم الدين" صاحبة السنتين و"أحمد فائق نامج" البالغ من العمر ست سنوات والرضيع "ديار إسماعيل" البالغ من العمر سنة واحدة وقد حضروا رفقة أمهاتهم وهم يمثلون الفوج الأول من الأطفال العراقيين الذين أبدت الجزائر استعدادها للتكفل بهم من خلال إخضاعهم لإجراء عمليات جراحية جد دقيقة. وعن حيثيات هذه القضية التي حازت على اهتمام الصحافة العربية أوضح الدكتور بقات أنه تم تلقي النبأ عبر صحيفة وطنية نشرت خبر وجود 14 طفلا عراقيا بحاجة ماسة للعلاج لإصابتهم بتشوهات خلقية على مستوى عضلة القلب كانوا محل اهتمام جمعية خيرية إسرائيلية مقنعة أوهمت عائلات المرضى بأنها ستجري لهم عمليات جراحية بالأردن لتتضح بعد ذلك نواياها في نقل هؤلاء إلى تل أبيب. وأضاف المتحدث أنه "عقب إبداء عائلات المرضى رفضها القاطع لهذا الخيار وجه الدكتور العراقي المقيم بالأردن عمر الكبيسي نداء طارئا قصد التكفل بهؤلاء الأطفال وهو ما تم الاتفاق عليه مع عمادة الأطباء الجزائريين خلال مشاركتها في أشغال الندوة الأورومتوسطية التي احتضنها الأردن". وتابع ذات المسؤول قائلا بأن "الاتصال مستمر مع البرلمان العراقي الذي فتح مؤخرا تحقيقا بخصوص هذه المسألة التي حازت على اهتمام الرأي العام العربي والإسلامي"، مؤكدا استعداد الأطباء الجزائريين للتكفل بحالات أخرى مماثلة. وبدوره ذكر ممثل الاتحاد العام للعمال الجزائريين رشيد آيت علي أن هيئته قد "أخذت على عاتقها مجمل مصاريف الإقامة والسفر من منطلق إيمانها بضرورة التكافل والتعاون مع الشعب العراقي على غرار المبادرات التي كان قد قام بها الاتحاد لفائدة الشعبين الفلسطيني والصحراوي". وبصوت ينم عن الامتنان أعربت "أم سارة" عن فرحتها الكبيرة بالعناية التي حظي بها الأطفال العراقيين من طرف الجزائر "التي كانت دوما المبادرة بتقديم يد العون لكل من هو بحاجة إليه"، أما "أم أحمد" فقد وصفت الجزائر ب "صاحبة الفضل الكبير"، موجهة نداءها لكافة الدول العربية والإسلامية لأخذ العبرة منها وفتح مؤسساتها العلاجية أمام المرضى.