في خطوة رائدة ومتميزة تمكن 6 أفراد كلهن إناث من عائلة الصولي بمدينة الأغواط من إتمام حفظ كتاب الله كاملا في ظرف سنتين محفوفتين بالجد والمثابرة والرغبة الجامحة في استظهار القرآن الكريم كاملا، ولقدسية ووزن هذا الإنجاز سواء من ناحية عدد الحُفّاظ أو من ناحية الاهتمام بضرورة تثمين كل ما تعلق بكتب الله، وإذ ذاك كان لزاما علينا التقرب من هؤلاء حاملي كتاب الله جوهرا ومظهرا للتعرف على تجربتهم. * * خديجة وهاجر تدرسان الإعلام الآلي بجامعة الأغواط وقريبا تتخرجان، وفي الوقت الذي اختارت فيه سمية مجال الهندسة المعمارية بنفس الجامعة , وحازت نفيسة على بكالوريا 2008 فالصغيرة مامة ذات 15 سنة تواصل مسيرتها الدراسية بجد ومثابرة مقتفية اثر أخواتها النجيبات المتميزات، كلهن ووالدتهن "العقون.م" استظهرن القرآن الكريم كاملا بعد حولين كاملين , على يد الشيخ أبو أسامة أبو القاسم كيرد المعروف بمنهجيته التي أضحت الآن عالمية في تحفيظ القرآن، وهذا على الرغم من صعوبة التوفيق بين الدراسة الأكاديمية وحفظ كتاب الله بالنسبة للجامعيات من اللائي ذكرن. تقول الوالدة ذات المستوى الابتدائي، كانت بدايتي مع القرآن الكريم قبل عامين في حلق حفظ القرآن بمسجد الإمام مالك بالأغواط، حيث كانت لدي الرغبة الجامحة في الحفظ، ولم يكن ينقصني غير التوجيه والمؤازرة، إلى أن هيّأ الله لي ولبناتي الشيخ أبو القاسم كيرد -حفظه الله-، إذ آزرني وشجعني ولازمني في حلقة مسجد الإمام مالك بالأغواط حتى جعلني أشعر وأفراد عائلتي بأن القرآن والحلقة جزء لا يتجزأ منا. لا يمكن التنازل عن وقتهما بأي حال من الأحوال على الرغم من المعوقات التي ذلّلها زوجي حفظه الله، وقد منّ الله عليّ بأن أتممت حفظ القرآن الكريم خلال سنتين ونصف، وتقول السيدة الصولي - ربة بيت - أنها في الأيام العادية موازاة مع بدايتها حفظ القرآن تقوم بالأعمال المنزلية بشكل عادي، ومن ذلك إعداد فطور الصباح بعد صلاة الفجر قبل تهيئة الظروف لبناتها حتى يذهبن للدراسة لتقوم إذ ذاك بحفظ ثمن من القرآن الكريم. وبعد العصر - تضيف - أرافق بناتي إلى المسجد، حيث حلق التحفيظ لأستظهر بعدها ما حفظت، وعند العودة أجد صغيرتي مامة وقد حضّرت لنا وجبة العصرونية أو كما يصطلح عليها قهوة المساء، وفي آخر الليل أحفظ ثمنا جديدا تحضيرا لليوم الموالي لأعيد تكراره في الصباح. وفي حديثها لنا أبدت تقديرا كبيرا لبعلها واعتزازا منقطع النظير ببناتها اللائي حفظن جميعهن القرآن، بينما يحرص صغيرها داوود على اقتفاء أثر أخواته على أمل أن يتبع المنهج ذاته مدلّل العائلة عيسى (4 سنوات) مستقبلا. وعن أجواء رمضان تصوّر لنا الوالدة جوا إيمانيا غاية في الروعة داخل البيت بدءا بصلاة القيام ومرورا بقراءة القرآن وانتهاء بصلاة الفجر في المسجد، وما إلى ذلك من الأعمال الخيرية الأخرى، بينما تثني البنت الكبرى على منهجية الشيخ كيرد التي تعتمد على طريقة التناوب بين الفرد والجماعة أو طريقة الحروف، وتؤكد أن الغاية من حفظ القرآن الكريم ليس غير نيل الدرجات العلى من منطلق "خيركم من تعلم القرآن وعلمه"، وهنا تضيف بأنها سوف لن تدّخر أي جهد إذا ما كانت الحاجة لها في هذا المجال.